استدعت تركيا دبلوماسياً أمريكياً بارزاً إلى وزارة الخارجية، أمس الأحد، بعد يوم من إعجاب حساب السفارة الأمريكية على تويتر بتغريدة عن دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية الذي اعتلت صحته في الآونة الأخيرة.
وجاء في التغريدة، أن على أنقرة الاستعداد لمشهد سياسي يغيب عنه بهجلي، ما يثير التكهنات بخطورة حالته الصحية.
ويأتي الخلاف في وقت تتسم فيه العلاقات بين الدولتين الشريكين في حلف شمال الأطلسي بالتوتر، بسبب تهديد تركيا بتوغل عسكري في شمال شرق سوريا، بعد اتهام أنقرة لواشنطن بالمماطلة في الجهود المشتركة لإقامة منطقة آمنة على الحدود التركية السورية.
ويقود بهجلي حزب الحركة القومية الحليف لحزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان. وخاض الحزبان الانتخابات البرلمانية والرئاسية العام الماضي، في إطار تحالف مما جعلهما يمثلان الأغلبية في البرلمان.
وقالت وزارة الخارجية التركية الأحد، إنها استدعت القائم بالأعمال الأمريكي للوزارة، وطلبت تفسيراً "صريحاً وواضحاً" للواقعة.
ونشرت السفارة الأمريكية اعتذارين على تويتر أحدهما مساء السبت، والآخر الأحد، بعد استدعاء القائم بالأعمال.
والتغريدة المعنية نشرها مستخدم يدعى إرغون باباهان.
وجاء في اعتذار السفارة "نعتذر عن الخطأ الذي وقع على حسابنا على تويتر بالأمس. لا نربط أنفسنا بإيرون باباهان، ولا نتبنى أو نتفق مع فحوى تغريدته. ونؤكد مجدداً أسفنا على هذا الخطأ".
وأزالت السفارة الإعجاب بالتغريدة من على صفحتها الرسمية.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر غليك، في وقت سابق الأحد، إن وزارة الخارجية الأمريكية والسفارة بحاجة للتحقيق في الأمر، وأن الاكتفاء بالاعتذار لن يفي بالغرض.
وأضاف على تويتر "يظهر ذلك أن بعض من توظفهم السفارة يبذلون جهداً خاصاً لإلحاق الضرر بالعلاقة بين البلدين".
وتابع "تحتاج سفارة الولايات المتحدة إلى محاولة فهم تركيا، ليس من خلال أشخاص لهم صلات بمنظمات إرهابية، بل من خلال الأشخاص الذين بوسعهم القيام بتحليلات سليمة".
وتحاكم تركيا ثلاثة موظفين محليين بالقنصلية الأمريكية بتهم تتعلق بالإرهاب. أحدهم حكم عليه بالسجن في يناير(كانون الثاني) الماضي، ثم أفرج عنه بعد احتساب الوقت الذي أمضاه في الحبس.
وتستمر محاكمة الاثنين الآخرين، بعد اتهامهما بأنهما على صلة بشبكة فتح الله غولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، والذي تقول أنقرة إنه دبر محاولة الانقلاب في يوليو (تموز) 2016.