عززت تركيا يوم أمس السبت وجودها العسكري في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في الوقت الذي أجرى فيه مسؤولون أتراك وروس محادثات بشأن هجوم لقوات الحكومة السورية في المنطقة أسفر عن نزوح ما يزيد على نصف مليون شخص في غضون شهرين.
وتقول تركيا إن هجوم القوات السورية المدعومة من روسيا ينذر بكارثة إنسانية جديدة وتدفق محتمل لموجة جديدة من اللاجئين على حدودها الجنوبية. وهددت تركيا بالتحرك إذا لم تنسحب القوات.
وقال شهود على الحدود إن قوافل مركبات عسكرية تركية تعبر الحدود إلى إدلب منذ يوم الجمعة لنقل إمدادات وعادت أدراجها لنقل المزيد.
وفشلت التعزيزات العسكرية التركية في وقف تقدم قوات الحكومة السورية التي سيطرت على مدينة استراتيجية قريبة من العاصمة إدلب كما حققت مكاسب شرقي إدلب آخر معقل كبير للمعارضة السورية.
واجتمع مسؤولون أتراك وروس في أنقرة لمدة ثلاث ساعات في محادثات غير حاسمة على ما يبدو واتفقوا على الاجتماع مجددا الأسبوع المقبل. ويدعم البلدان الطرفين المتناحرين في الحرب الأهلية السورية الممتدة منذ نحو تسعة أعوام، ورغم ذلك، فقد أبرما سلسلة من الاتفاقات منذ عام 2017 بهدف الحد من إراقة الدماء.
وقالت وزارة الخارجية التركية عقب المحادثات إنه ”جرى بحث الوضع في إدلب...وجرى دراسة الخطوات التي يمكن اتخاذها لإرساء السلام على الأرض في أسرع وقت ممكن والمضي قدما في العملية السياسية“.
وتقول الأمم المتحدة إن التصعيد في إدلب أدى إلى نزوح نحو 600 ألف شخص منذ بداية ديسمبر كانون الأول وعطل التعاون الهش بين روسيا وتركيا التي تستضيف بالفعل زهاء 3.6 مليون لاجئ سوري.
وتدعم تركيا بعض فصائل المعارضة السورية. وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام بطرد القوات السورية من إدلب ما لم تنسحب بنهاية هذا الشهر.
وواصلت قوات الحكومة السورية تقدمها وحاصرت عددا من نقاط المراقبة. وقُتل ثمانية جنود أتراك يوم الاثنين في قصف للقوات السورية.
وقالت وزارة الدفاع التركية ”نقاط المراقبة الخاصة بنا في إدلب ستستمر في القيام بواجباتها المعتادة وهي قادرة على حماية نفسها“، مضيفة أنها سترد على أي هجوم جديد ”بأقسى درجة وبما يتماشى مع الحق الشرعي في الدفاع“.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره بريطانيا إن 430 مركبة عسكرية تركية دخلت إدلب في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف المرصد أن القوات التركية شرعت في إقامة نقطة جديدة في منطقة المسطومة عند المدخل الجنوبي لمدينة إدلب.
وأذاع التلفزيون السوري يوم السبت لقطات حية من مدينة سراقب الاستراتيجية الواقعة عند مفترق بين طريقين سريعين رئيسيين في محافظة إدلب يريد الرئيس السوري بشار الأسد بسط سيطرته الكاملة عليهما. ويقع الطريقان على بعد أقل من 15 كيلومترا جنوب شرقي مدينة إدلب.