كشفت مصادر دبلوماسية في برلين لوكالة نوفا أن البيان الختامي لمؤتمر برلين 2 حول ليبيا المقرر عقده في 23 من يونيو بالعاصمة الألمانية، سيدعو في أبرز نقاطه 51 المكونة لوثيقة تحت اسم"المسودة الأولية" إلى الانسحاب الفوري للمرتزقة الأجانب من ليبيا وتقديم الدعم القوي للسلطات الليبية من أجل إجراء الانتخابات في موعدها 24 ديسمبر.
وتتكون المسودة من ستة أقسام (مقدمة، الأمن، العملية السياسية، الإصلاحات الاقتصادية والمالية، الامتثال للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، المتابعات)، لا تزال قيد المناقشة وقد تطرأ عليها تغييرات.
وأكدت النقطة الأولى أن "مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا المنعقد يوم 23 يونيو بدعوة من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جمع كبار ممثلي حكومات الجزائر والصين، جمهورية الكونغو الديمقراطية (التي تترأس لجنة الاتحاد الأفريقي المخصصة لليبيا)، مصر، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، ليبيا، المغرب، هولندا، روسيا، سويسرا، تونس، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية".
كما كشفت النقطة الرابعة عن منح ليبيا "عضوية كاملة" مقارنة بالمؤتمر السابق.
أما النقطة الخامسة فستؤكد على الاعتراف بالتقدم المحرز منذ المؤتمر الأول في 19 يناير 2020 (توقف الأعمال العدائية؛ استمرار وقف إطلاق النار؛ ورفع الحصار النفطي؛ تشكيل حكومة مؤقتة ومنحها الثقة من قبل مجلس النواب).
ستدعو النقطة الثالثة عشر "جميع الأطراف بأن تشجع على بذل المزيد من الجهد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد 24 ديسمبر 2021، والسماح بانسحاب متبادل ومتناسق ومتوازن ومتسلسل للقوات الأجنبية، بداية من المرتزقة الأجانب، من ليبيا، وكذلك تطبيق وإحترام عقوبات الأمم المتحدة، بواسطة اجراءات وطنية أيضا، ضد من ينتهك حظر الأسلحة أو وقف إطلاق النار".
كما تدعو المسودة في النقطة السادسة عشر، وإن كان بطريقة موجزة، إلى "دعم ليبيا في جهودها لحماية حدودها الجنوبية وفرض السيطرة على عبور الجماعات المسلحة والأسلحة عبر الحدود ".
كما سينص البيان الختامي أيضًا على "أهمية إنشاء قوات أمن ودفاع ليبية موحدة تحت سلطة مدنية موحدة بدورها (النقطة 18) ونصت النقطة التالية على "التسريع في تفكيك الجماعات المسلحة والمليشيات ونزع سلاحها، وإدماج بعض الأفراد المؤهلين في مؤسسات الدولة".
وأكدت النقطة العشرين على "ضرورة مكافحة الإرهاب في ليبيا وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، ودعت "جميع الأطراف إلى النأي ووقف أي دعم للجماعات والأفراد المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة " (النقطة 20).
وطالبت أيضا جميع الجهات الفاعلة على وقف "تمويل القدرات العسكرية أو تجنيد المرتزقة" (النقطة 22) مع الاشارة إلى الالتزام "بتعزيز آليات رصد حظر توريد الأسلحة من قبل الأمم المتحدة والسلطات الوطنية والأطراف الدولية المختصة".
على الصعيد السياسي، دعت مسودة البيان الختامي "مجلس الرئاسة المؤقت وحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة باتخاذ مزيد من الخطوات نحو توحيد البلاد" (النقطة 26) وحثت أيضا "جميع الجهات الفاعلة على استعادة واحترام وحدة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وغيرها من مؤسسات البلاد".
وعلى وجه الخصوص، طالبت السلطات الليبية "في مقدمتها مجلس النواب بإجراء الاستعدادات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية حرة ونزيهة وشاملة في 24 ديسمبر 2021، خاصة تحديد القاعدة الدستورية للانتخابات وسن التشريعات انتخابية" (النقطة 28).
كما سيدعو البيان الختامي ملتقى الحوار السياسي الليبي إلى "اتخاذ تدابير إذا لزم الأمر، من شأنها أن تسهل الانتخابات في إطار متطلبات خارطة الطريق السياسية" (النقطة 29).
وفي النقطة 31، سيشجع المؤتمر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية على "إرسال مراقبين للانتخابات بالتنسيق مع السلطات الليبية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا".
سيشدد البيان الختامي أيضا على ضرورة" اتخاذ الاجراءات اللازمة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ضد المعرقلين للعملية السياسية من خلال فرض عقوبات".
فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والمالية، سيتعين على حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة "تحسين توفير الخدمات الأساسية للشعب الليبي، وكذلك توفير الماء والكهرباء، والخدمات الطبية والتعليمية، ومحاربة الفساد، وإنعاش الاقتصاد الوطني والالتزام بإعادة إعمار البلاد"(النقطة 35).
وسيبدي المشاركون في المؤتمر "استعدادهم لدعم جهود إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي" (النقطة 37) والمطالبة بـ "توزيع شفاف ومسؤول وعادل للثروة وعائدات البلاد بين المناطق الجغرافية الليبية المختلفة من خلال اللامركزية ودعم البلديات ".
وفيما يتعلق باحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، طالبت مسودة الوثيقة الختامية "حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة وجميع الأطراف في ليبيا للاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وحماية المدنيين والمؤسسات المدنية، والنازحين، المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء والسجناء "(النقطة 43).
وطالبت أيضا "بإعادة النظر في ملفات المحتجزين والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بشكل غير قانوني أو تعسفي" (النقطة 44).
وفي إطار نفس ملف المهاجرين، سيدعو البيان الختامي السلطات الليبية "إلى إغلاق مراكز احتجاز المهاجرين وطالبي اللجوء، والحرص على توافق تشريعات الهجرة واللجوء مع القانون الدولي والمعايير والمبادئ المعترف بها دوليًا" (النقطة45).
كما تتعهد المسودة "بدعم ليبيا في تطوير نهج شامل لإدارة الهجرة ومجابهة تحركات اللاجئين من وإلى ليبيا بالارتكاز على مبادئ القانون الدولي".
وأكدت المسودة أيضا على "ضرورة محاسبة كل من انتهك أحكام القانون الدولي" مع تقديم "الدعم للمؤسسات الليبية في توثيق انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان" (النقطة 46) وإجراء "مسار عدالة انتقالية ومصالحة وطنية شامل وقائم على الحقوق " (النقطة 48).
وأخيرًا، يُذكر في النقطة 51 أن "البيان الختامي لمؤتمر برلين الثاني بشأن ليبيا سيُعرض على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".