شيعت مصر، ظهر أمس، جثمان الإعلامية المصرية سميحة أبو زيد، المذيعة بالقناة الفضائية المصرية، من المجمع الإسلامي بمدينة الشيخ زايد، والتي كانت قد توفيت مساء أول من أمس الأحد، إثر صراع طويل مع مرض السرطان.. ومن المقرر أن يقام العزاء يوم غد الأربعاء في مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين بعد صلاة العشاء.

وعُرفت الإعلامية الراحلة كإحدى أهم إعلاميات قطاع التليفزيون المصري، وقدمت من خلاله العديد من البرامج الناجحة، منها برنامج «صوت مصر» الذي ناقشت من خلاله أهم القضايا الحياتية على الساحة المصرية والعربية، كذلك برنامج «أيامنا الحلوة» الذي اعتمدت فيه على المكتبة التراثية لماسبيرو.. وكان أيضاً من أشهر برامجها «لحظة صدق»، والذي كانت تناقش من خلاله أسبوعياً الكاتب الراحل عبدالوهاب مطاوع وأهم القصص التي كان يتلقاها في بريد الجمعة بصحيفة الأهرام.

وتحولت صفحة الإعلامية على الفيس بوك إلى ساحة عزاء من جانب زملائها ومحبيها، والذين أثنوا على أخلاقها ومهنيتها، وصبرها على المرض، وأنها كانت مثالاً للصدق والمحبة والعطاء. وعانت الإعلامية الراحلة طويلاً مع مرض السرطان، وتم حجزها في المستشفى أكثر من مرة، وفي شهر فبراير من العام الماضي نظم العاملون بمبنى الإذاعة والتليفزيون المصري حملة للتبرع بالدم من أجلها لحاجتها الشديدة للدم أثناء تواجدها في أحد المستشفيات المصرية.

الإعلامية الراحلة حظيت أيضاً طوال مسيرتها الإعلامية بمحبة كبيرة في قلوب جمهورها وأصدقائها، والذين ودعوها برسائل حزينة ومؤثرة عبر حسابها على Facebook، إذ كانوا يساندونها منذ بداية معاناتها مع المرض، كما سردوا كثيراً من مواقفها الإنسانية ومساعدتها للكثيرين.

وكان آخر ما نشرته المذيعة الراحلة قبل وفاتها عبارة عن دعاء طويل طلبت خلاله من جمهورها أن يتذكرها بالدعاء، وكتبت «معاكم بقى في دعواتكم النهاردة، افتكروني».

وكتبت قبلها في رسالة أخرى مؤثرة «إلى الله: ثم إنهم حدثوني عن ان الأرض ضيّقة جداً. وأن الأيام تزداد صعوبة. وأن الحياة فقيرة جداً. وأن الحظّ يده قصيرة. وأن الأصدقاء يتناقصون. وأنا حدّثتهم عنك. عن سعة فضلك. وديمومة عنايتك. وعظمة جودك وكرمك. فأرني يا الله ما تقرّ به روحي. واشملني بمغفرتك. وعفوك».