ألمح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس الثلاثاء إلى احتمال أن تفكر الولايات المتحدة في تخفيف العقوبات على إيران ودول أخرى للمساعدة في محاربة فيروس كورونا، لكنه لم يقدم أية إشارة ملموسة تدل على أنها تخطط لذلك.
وعكست التصريحات تحولا في لهجة وزارة الخارجية الأمريكية، التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب نهجها المتشدد فيما يتعلق بتخفيف العقوبات حتى رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى تخفيفها.
وفي تصريحات للصحفيين، شدد بومبيو على أن الإمدادات الإنسانية والطبية معفاة من العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق، الذي أبرم العام 2015 للحد من برنامج طهران النووي.
ورغم ذلك، فإن العقوبات الأمريكية على النطاق الأوسع تردع الكثير من الشركات عن التجارة في المواد الإنسانية مع طهران. وإيران واحدة من أشد الدول تضررا بوباء كورونا.
وردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن عند نقطة معينة أن تعيد الولايات المتحدة تقييم موقفها بشأن تخفيف العقوبات، قال بومبيو في مؤتمر صحفي "نحن نقيم جميع سياساتنا باستمرار. لذا فإن الإجابة هي.. هل سنعيد التفكير؟ بالطبع".
وعندما سُئل عن مثل هذا التخفيف في 20 مارس، اكتفى بومبيو بالقول إن العقوبات الأمريكية لا تسري على المستلزمات الطبية وغيرها من السلع الإنسانية.
وتتبع إدارة ترامب سياسة "الضغوط القصوى" في محاولة لإرغام إيران على كبح أنشطتها النووية والصاروخية والإقليمية.
واتهم وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة على تويتر بالتورط في "الإرهاب الطبي"، ما دفع المتحدثة باسم بومبيو، مورغان أورتاجوس، أول أمس الاثنين إلى أن تنسخ تغريدته وتقول: "كف عن الكذب... ليست العقوبات. إنه نظام الحكم".
وقالت ألمانيا إنها قامت مع فرنسا وبريطانيا بتصدير معدات طبية إلى إيران في أول صفقة بموجب آلية تجارية أقيمت لمبادلة السلع الإنسانية والغذائية.
وقال جون ألترمان المحلل في شؤون الشرق الأوسط بمعهد (سي.إس.آي.إس) للأبحاث في واشنطن إن التحول في لهجة بومبيو ربما يكون ردا على التحرك الأوروبي.
ودعت خبيرة بالأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان أمس الثلاثاء إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على دول مثل إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا، لضمان وصول الإمدادات الغذائية للسكان الجوعى خلال جائحة كورونا.