إنه حقا لشرف لي وأيضا سعادة ، ليس فقط أن ألتقي بكم مرة أخرى - نحن نجتمع في كثير من الأحيان ومنذ فترة طويلة ولكن أيضا أرحب بكم وبالوفد المرافق في بروكسل على هذه الزيارة التي هي مهمة جدا بالنسبة لنا. كان لك اجتماعات ممتازة مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. ومعاً أيضا ناقشنا بالتفصيل، - وهذا هو سبب التأخير - بطريقة إيجابية جدا وبناءة ومفيدة مجموع القضايا المختلفة التي يعمل الاتحاد الأوروبي وليبيا عليها معا في إطار شراكة.

إن الاتحاد الأوروبي يدعم حكومة الوفاق الوطني وعملكم الخاص، سيدي رئيس الوزراء "فايز مصطفى السراج"، ونحن منذ البداية ملتزمون التزاما كاملا سواء هنا أو على أرض الواقع بالعمل معكم لصالح كل الليبيين عندما يتعلق الأمر بالأمن الذي نعلم جيدا أنه الشاغل الأول لمواطنيك؛ وعندما يتعلق الأمر بالفرص الاقتصادية والاجتماعية، وهذا هو هدف العمل الذي نقوم به معا، وعلى وجه الخصوص، التقدم نحو بلد آمن وفيه خدمات للتعليم، والصحة، والاستجابة إلى تطلعات الليبيين.

هذا قلقنا الأول والأساسي . نحن نعلم جيدا أن ليبيا هي بلد ليس فقط جميل وغني، ولكن أيضا بلد يحاول الآن الخروج من أزمة سياسية طويلة وهذا ما بحثته مع رئيس الوزراء بتفصيل - السبل التي يمكن بها للاتحاد الأوروبي أن يدعم توحيد البلاد، للتغلب على هذا الوقت العصيب والطويل الذي تعيشه ليبيا وللتأكد من أن الإمكانيات الهائلة لليبيا يمكن تحويلها في صالح الليبيين.
الاتحاد الأوروبي كان وسيظل - وآمل أكثر حتى مما كان عليه الأمر في الماضي - متحدا إلى جانبكم في هذه المهمة الصعبة. نحن نتفهم تماما التحديات، أنت تعلم أنه يمكن الاعتماد علينا لمواجهتها بالطريقة الأكثر فائدة، وحكمة وإنتاجية لليبيين.

نحن أصدقاء، وجيران، نفهم بعضنا البعض بشكل جيد جدا ولدينا أشياء كثيرة مشتركة. تعلمون أن الاتحاد الأوروبي موجود هناك من أجلك ومن أجل جميع الليبيين. ناقشنا أيضا - لأنني أعرف أن ما يجذب وسائل الإعلام أكثر في هذه الأوقات - القضايا المتعلقة بتعاوننا في مجال الهجرة. وأنا أعلم أيضا أن الرئيس تاسك شارك بالفعل مع وسائل الإعلام بعض عناصر ما سوف نناقشه أيضا الجمعة في مالطا، وأعتقد أن اليوم كان فرصة جيدة جدا بالنسبة لنا لمناقشة مع رئيس الوزراء (السراج) تعاوننا في هذا المجال ، وأود أن أؤكد أنه جانب واحد فقط من تعاوننا وشراكتنا. وما يهمنا أكثر هو الحوكمة السياسية في ليبيا، وأمن المواطنين والوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

في ما يتعلق بالهجرة، لدينا تعاون جيد بناءً على العمل الذي نقوم به على وجه الخصوص لتدريب قوات خفر السواحل الليبية والبحرية مع عملية صوفيا، التي تسير بشكل جيد للغاية والتي من شأنها أن تمكّن السلطات الليبية من السيطرة بفعالية - ليس فقط لأغراض الهجرة ولكن أيضا لأغراض أمنية – على مياهها الإقليمية. وناقشنا أيضا أجزاء أخرى من عملنا الذي يمكن أن يكون أساسا لمزيد من التعاون.

وأود أن أشدد على هاتين النقطتين الرئيسيتين: أولا، ومرة أخرى، الهجرة هي جزء واحد فقط من جدول الأعمال من التعاون الطويل جدا والكثيف الذي نشترك فيه. وثانيا، أنه في جميع هذه المجالات، بما في ذلك الهجرة، يقوم نهجنا على الشراكة والاحترام والتمكين والدعم قدر الإمكان، للسلطات الليبية من أجل ممارسة السيادة والسيطرة على البلاد كاملة.

وسوف يكون من دواعي سروري أن أشارك الآراء المفيدة التي تبادلناها مع رئيس الوزراء ، ليس فقط الجمعة في مالطا مع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضا يوم الاثنين مع وزراء خارجية الدول الأعضاء 28 في سياق اجتماع مجلس الشؤون الخارجية حيث ستكون ليبيا على جدول الأعمال، كملف رئيسي، وسيكون التركيز بالضبط على دعم الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا في كافة المجالات المختلفة حيث أننا بحاجة إلى العمل معا.

سيدي رئيس الوزراء، أود أن أشكركم جزيل الشكر على قيادتكم الشجاعة وتعاونكم الممتاز.
شكرا.
 
سؤال: هل تم التطرق إلى أي مساعدة مالية إضافية محتملة من الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا بما أن السيد السراج قال للرئيس تاسك صباح اليوم إن الاتحاد الأوروبي لا يعطي ما يكفي من المال لهذا البلد؟

ناقشنا دعم الاتحاد الأوروبي الحالي لليبيين والذي يغطي مجموعة واسعة جدا من المجالات، وخاصة على الصعيد الإنساني، ولكن أيضا في مجال الخدمات، وضمان الأمن في أشكال مختلفة.
إلى جانب الزيادة المحتملة للدعم ، ناقشنا أيضا تحسين عملية صرف الدعم المالي، والتأكد كما ذكر رئيس الوزراء عن حق أنه لا يتم تحويل الأموال إلى مشاريع - جارية - ولكن أيضا أن يتم تشغيل المشاريع بالطريقة التي يستفيد منها المواطنون الليبيون بشكل مباشر.

علينا أن نفهم أننا نتحدث عن وضع معقد على الأرض  - رئيس الوزراء يعرف هذا أكثر من أي شخص آخر - ولكن علينا أن نفهم أن الوضع هو أمر ينطوي على تحد، ولكن لدينا نية مشتركة في تحقيق ليس فقط أقصى قدر من التأثير في الدعم الحالي، ولكن أيضا لاستكشاف المزيد من الدعم الممكن في قطاعات محددة حيث يمكن أن يكون لصالح الليبيين بشكل مباشر.

ولدينا مصلحة كأوروبيين في الاستثمار في حياة ورفاه الليبيين الذين - كما قلت مرات عديدة في السنوات الماضية – عانوا الأمرين ولفترة طويلة جدا من الأزمة. وأعتقد أنهم يحلمون ويتطلعون إلى الحياة بشكل طبيعي مرة أخرى.
شكرا.

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة