منذ اندلاع المعارك في العاصمة الليبية طرابلس مطلع أبريل/نيسان الماضي،أعلنت تركيا دعمها للمليشيات المسلحة وامدادها بمعدات عسكرية،وذلك بهدف منع سقوط أذراع أنقرة في ليبيا والراعي الرسمي لمصالحها ونفوذها هناك.لكن هذا الدعم التركي لم ينجح في ايقاف تقدم لجيش الليبي وتوواصل انهيار المليشيات والمرتزقة ما دفع أنقرة لتصعيد عدوانها في محاولة لدعم حلفائها.

وفي تطور خطير، أفادت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر عسكرية ليبية متطابقة أن سفينة حربية تركية أطلقت،الأربعاء، صواريخ على مدينة العجيلات الواقعة غرب العاصمة طرابلس، والتي يسيطر عليها الجيش الليبي، في تطور خطير للعمليات العسكرية الدائرة غرب ليبيا وللتدخل التركي الذي بات يشكل تهديدا كبيرا لأمن ليبيا والمنطقة عموما.

وقالت المصادر إن الصواريخ التي أطلقتها بارجة تركية من عرض البحر سقطت في مزرعة أحد المواطنين بمنطقة الظهيرة على أطراف مدينة العجيلات، دون تسجيل خسائر بشرية ومادية.وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لحطام الصواريخ وهي من نوع "ريم- 66" أميركي الصنع، التقطها مواطنون، وصورا أخرى للبارجة وهي في عرض البحر، ومقطع فيديو للحظة إطلاق الصواريخ.






هذه التقارير أكدها المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري،الذي قال في بيان له،"في تطور خطير بالعمليات العسكرية الجارية غرب البلاد، بارجة تركية تقوم برماية صواريخ من عرض البحر على منطقة العجيلات دون حدوث أي خسائر".وأكد المسماري استمرار دعم القوات البحرية التركية للمليشيات التابعة لحكومة الوفاق، مشيرا إلى أن "البوارج التركية كانت ترافق سفن شحن تقل أسلحة ومعدات عسكرية وإرهابيين ومرتزقة سوريين".

وياتي هذا العدوان التركي الخطير على الأراضي الليبية في اعقاب اعلان الاتحاد الأوروبي،اطلاق عمليته العسكرية "إيريني"،والتي قال المجلس الأوروبي إن مهمتها الأساسية تتمثل في تنفيذ حظر الأمم المتحدة على الأسلحة من خلال استخدام الأصول الجوية والأقمار الصناعية والبحرية.كما ستجمع معلومات حول تهريب الوقود والنفط غير القانوني من ليبيا وتساعد في بناء خفر السواحل الليبي، بما في ذلك من خلال تدريب أفراده.

وفتح العدوان التركي الباب أمام تساؤلات حول مدى جدية وجدوى عملية "إيريني"، لفرض احترام قرار المجتمع الدولي لإنهاء أزمة ليبيا بحظر توريد السلاح إليها.واعتبر الباحث الليبي ورئيس مؤثة السليفيوم للأبحاث والدراسات، جمال شلوف،استداف البارجة التركية لمنطقة العجيلات بصواريخ دليل على أن عملية "ايريني" الأوروبية مجرد كذبة.

وقال شلوف، في تصريح لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، "فوجئ الليبيون اليوم على كذبة أبريل أوروبية غريبة، فمع اليوم الأول لعملية إيريني التي ذكر المسؤولون الأوربيون أنها ستكون لمنع تدفق السلاح إلى ليبيا، طورت تركيا تدخلها العسكري إلى هجوم صاروخي مباشر على الأراضي الليبية باستخدام قطعة عسكرية تركية"، مضيفا أن هذا التطور النوعي هو إثبات لأمرين أساسيين، الأول: أن القوات المسلحة الليبية تقاتل غزو تركي مباشر للأراضي الليبية، والثاني: أن أوروبا والمجتمع الدولي في حالة عجز كلي أمام هذه العنجهية التركية والتي ستتحطم لا محالة على صخرة أبطال القوات المسلحة.

وتتعمد تركيا إظهار عدم احترامها للقرارات والتحركات الدولية؛ حيث كشف تقرير نشره موقع "المخابرات الأفريقية" المقرب من الاستخبارات الأوروبية استمرار تركيا في إرسال السلاح والمرتزقة إلى طرابلس. وبحسب الموقع المعني بشؤون الاستخبارات في القارة السمراء، فإن نظام رجب طيب أردوغان يواصل خرقه للقرارات الدولية بشأن حظر توريد السلاح إلى ليبيا؛ حيث قال التقرير: "تركيا لا تحترم قرارات مجلس الأمن بهذا الخصوص".

ويكشف إقحام الرئيس التركي لبوارج حربية من أجل دعم ميليشيات طرابلس، الفشل الذريع لمخططه في ترجيح كفة حكومة الوفاق على حساب الجيش الليبي الذي يواصل تقدمه الميداني.حيث نجحت منصات الدفاع الجوي التابعة للجيش الليبي في محور شرق مصراتة، اليوم الخميس،في إسقاط طائرة حربية تتبع لقوات حكومة الوفاق.

ووفق ما نشرته شعبة الإعلام الحربي التابعة لقيادة الجيش الليبي، فإن الطائرة التي أسقطت فوق محور الوشكة شرقي طرابلس، كانت تحاول شن غارة على قوات الجيش الليبي المتمركزة في هذا المحور.وأشارت صفحة الإعلام الحربي على "فيسبوك"، إلى أن الطائرة من طراز "أل 39"، ويتكون طاقمها من شخصين، مبينة أن الطيارين قتلا أثناء تحطم الطائرة.





يأتي ذلك مع تحقيق الجيش الوطني الليبي لتقدم في محور "الرابش بوسليم" بعد اشتباكات عنيفة مع قوات حكومة الوفاق والمرتزقة السوريين.ونقل موقع "ارم نيوز" عن مدير التوجيه المعنوي في الجيش الليبي العميد خالد المحجوب،الخميس،قوله إن "الوحدات العسكرية فرضت سيطرتها على مساحة واسعة من رابش بوسليم بعد أن كبدت المليشيات والمرتزقة السوريين خسائر فادحة في الآليات والأرواح، خلال 3 أيام من الاشتباكات، تقدر بنحو 250 قتيلا وجريحا".

ونفى المحجوب أن يكون الجيش سيطر بشكل كامل على المنطقة، لكنه قال إن "التقدم متواصل"، مشيرا إلى أن "السيطرة على الرابش الذي يبعد بضعة كليومترات عن قلب العاصمة طرابلس سيكون بداية النهاية للمليشيات".وشهدت مناطق "رابش بوسليم" و"سيمافرو" طريق المطار باتجاه سوق السيارات بوسليم ومقبرة سيدي حسين في منطقة الهضبة القاسي، اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش الوطني الليبي والمليشيات والمرتزقة السوريين استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل الأربعاء، غنمت خلالها قوات الجيش عدة آليات من ضمنها آلية محملة بالذخيرة.

وفي سياق متصل،تصاعدت الخسائر في صفوف قوات الوفاق،حيث أفاد حساب تابع للقيادة العامة للجيش على موقع "تويتر"، بأن قائدا مليشاويا بارزا من مصراتة يدعى إبراهيم ارفيدة، أصيب بجروح خطيرة في ابو قرين خلال اشتباكات مع القوات المسلحة.وبين الحساب أن ارفيدة اصيب بجروح قاتلة، ونقل إلى تركيا في طائرة خاصة للعلاج أقلعت قبل يومين.

ونقلت "العين الاخبارية"،عن مصدر عسكري ليبي، الأربعاء، إن قادة مليشيات في طرابلس ومصراتة قتلوا في اشتباكات مع الجيش الوطني.ولفت المصدر إلى أن من بين هذه القيادات، نادر المهدي عصمان القيادي البارز من مليشيات مدينة الزاوية، قتل في الاشتباكات ضد الجيش الوطني الليبي في محور مشروع الهضبة.

واكد المصدر مقتل قيادي متطرف آخر معروف بـ"الشيخ"، و3 من عناصر مليشيات مصراتة جراء قصف طيران الجيش الليبي لتمركزاتهم بمنطقة أبوقرين الأربعاء، وهم: خليل العريق، وعبدالكريم السيوي، وعلي بلقاسم كرواد، وأسر عدد من المرتزقة السوريين التركمان الموالين لتركيا.وتابع أن الجيش الليبي عثر على مجموعة جثامين في أحد المواقع التي فرت منها مليشيات غنيوة الككلي قرب رابش بوسليم، يعتقد أن من بينهم المدعو علي الغراري –مليشياوي بارز- وقريب الإرهابي غنيوة الككلي.

يذكر أن قوات الجيش الليبي شنت غارات، ليلة الثلاثاء الماضي، على قاعدة مصراتة، أسفرت عن تدمير غرفة تحكم للطيران المسير التركي، وكذلك مقر إقامة الضباط الأتراك المسؤولين عن تشغيلها.كما استهدف الجيش الليبي مصادر إطلاق الصواريخ العشوائية التي تطلقها الميليشيات من منطقة "مشروع الموز" في طرابلس، وفق ما ذكر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة.

وأعلن المركز الإعلامى لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الليبى،إسقاط طائرتين مسيرتين تركية فى ضواحى العاصمة الليبية طرابلس.وفي وقت لاحق، أعلن الجيش عن إسقاط طائرة ثالثة في منطقة السكت في مدينة مصراتة.وأكدت شعبة الإعلام الحربي أن الطائرة سقطت بعد أن فُقد التحكم بها نتيجة الاستهداف المباشر من سلاح الجو لغرفة التحكم الرئيسية داخل الكلية الجوية – مصراتة.

وتمكنت قوات الجيش الوطني الليبي من تحقيق انتصارات كبيرة في مناطق إستراتيجية على أكثر من جبهة، حيث سيطرت على مناطق على الحدود التونسية غرب البلاد وحققت تقدما ملحوظا في معركة تحرير العاصمة الليبية طرابلس وسط تراجع كبير للمليشيات والمرتزقة الموالين لتركيا الذين تلقوا خسائر كبيرة وسط حالة من التململ في صفوفهم.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان،أن حالة استياء كبيرة تسود في أوساط المقاتلين السوريين الذين ذهبوا إلى ليبيا بسبب تخلف تركيا عن الإيفاء بوعودها وسط حالة مزرية يعيشيها "المرتزقة" هناك.وكان المرصد السوري نشر قبل أيام، أن الجانب التركي عمد إلى تخفيض رواتب المقاتلين السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا.

وتعكس هذه التطورات مدى تخبط وارتباك النظام التركي حيال تطورات الوضع في ليبيا،حيث يشير العدوان التركي الأخير على الأراضي الليبية الى محاولة أردوغان التغطية على خسائر مرتزقته وحلفائه في طرابلس،ومن شان هذا العدوان أن يزيد في توريط النظام التركي أمام المجتمع الدولي، وسط دعوات أممية إلى وقف إطلاق النار ورفض أي تدخل أجنبي.

وجدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا،الأربعاء، دعوته لأطراف النزاع في ليبيا إلى إيقاف القتال على الفور، والسماح للأجهزة الطبية بأداء مهامها للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد.وأكد المكتب أنه بعد تسجيل حالتين جديدتين مؤكدتين لفيروس كورونا في ليبيا، وارتفاع العدد الإجمالي الآن إلى 10 حالات، فإنه يجب أن يتوقف القتال الجاري على الفور للسماح للسلطات الصحية ووكالات المساعدة باحتواء المزيد من انتشار الوباء.