قال وزير الصحة التونسية في إحدى تصريحاته ،ان الوضع الوبائي في تونس يتسم في عمومه بـ"الاستقرار الهش".و قد تضاربت الأراء و التحاليل و أثيرت نقط استفهام عديدة حول حقيقة  الأرقام و الإحصائيات و مدى انتشار هذا الفيروس في تونس.
أرقام تتأرجح بين الإرتفاع الطفيف، تسجيل 2 حالةيوم 17 أبريل، و الإرتفاع المتوسط، تسجيل 42 حالة يوم 16 أبريل،أرقام ضئيلة مقارنة بما يسجله العالم من إصابات ووفيات، فالوفيات في تونس لم تتجاوز حد 38 حالة إلى غاية إحصائيات يوم أمس.
رغم هذا الوضع المطمئن إلى حد ما، إلا أن استفهامات كثيرة أثيرت و أراء تضاربت حول الوضع الحقيقي و الأرقام الصحيحة المسجلة؟
لجنة متابعة انتشار كورونا بتونس : بدأنا التحكم في الوضع الوبائي
قالت عضو اللجنة القارة لمتابعة انتشار فيروس كورونا المستجد بوزارة الصحة التونسية، جليلة بن خليل اليوم الثلاثاء 21 أبريل 2020 ''بدأنا نتحكم في الوضع الوبائي المرتبط بفيروس كورونا المستجد".
وأكدت بن لخيل في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، أن بلوغ هذا التحكم في وباء كورونا يرجع الى انخفاض عدد الاصابات المسجلة يوميا ونقص عوامل الاختطار المرتبطة بالعدوى معبرة عن أملها في أن تتمكن الجهود من تطويق المرض بحلول عيد الفطر المبارك.
وذكرت أن تراجع عدد الاصابات المسجلة يوميا من 42 حالة مسجلة يوم الجمعة الفارط الى المستويات الدنيا بعد رصد أول حالة اصابة مؤكدة مطلع مارس الماضي يعكس تسجيل مؤشرات ايجابية مؤكدة في المقابل أن الالتزام بالتباعد الاجتماعي وحفظ شروط الصحة العامة سيدفعان منحى الاصابات الى مزيد التقهقر والانخفاض حسب تقديرها.واعتبرت عضو لجنة متابعة انتشار فيروس كورونا أنه لا يمكن تحديد سقف زمني للقضاء على الفيروس مذكرة أن قرار التمديد في الحجر الصحي الشامل الذي اتخذه مجلس الأمن القومي يهدف الى دعم التحكم في الوضع الوبائي
وأكدت في سياق آخر أن الحجر الصحي الموجه الذي يرتكز الى تطبيق مفهوم التباعد الاجتماعي سيمكن من تحييد كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة من مخاطر العدوى باعتبارهم من الفئات الأكثر ضعفا في مستوى المناعة.
وأشارت الى أنه سيتم يوم 4 ماي تاريخ انطلاق الحجر الصحي الموجه السماح بعودة النشاط للقطاعات الاقتصادية شريطة الالتزام بقواعد السلامة العامة داعية في هذا الصدد المواطنين الى الالتزام بمسافة الأمان أثناء فترتي الحجر التام والموجه كي لايقعوا عرضة للعدوى بوباء كورونا المستجد
وبينت أن الفرق الطبية أجرت منذ يوم أمس عددا كبيرا من التحاليل السريعة المكثفة للعينات المشتبه باصابتها في اطار جهود تقصي الفيروس التاجي لافتة الى أن هذه التحاليل شملت اقليم تونس الكبرى بثلاث ولايات وهي بن عروس ومنوبة وأريانة.
3 سيناريوهات للوضع الوبائي في تونس
أكدت الدكتورة التونسية المختصة في الأمراض الجرثومية ريم عبد الملك في مداخلة إذاعية صباح اليوم الثلاثاء 21 أبريل 2020،  أنه لا يمكن الحسم في مسألة بلوغ فترة الذروة لأن علم الإحصاء الذي يعتمده البعض في بناء نظرياتهم بخصوص وقت الذروة  ليس علما صحيحا .
و أضافت ريم بن عبد الملك أننا اليوم أمام 3 سيناريوهات الأول متفائل ويقول أننا تجاوزنا مرحلة الذروة و الثاني أن وقت الذروة سيكون بين 25 أفريل و 5 ماي و السيناريو المتشائم يقول أن الذروة سيتم تسجيلها في منتصف شهر ماي.
و أشارت ريم بن عبد الملك أن السؤال الأكثر غرابة هو أنه اذا كان لدينا وباء في تونس فأين المرضى  مضيفة أن الإستقرار الذي تم تسجيله لا يعني أنه يجب العودة إلى الشارع.
و أرجعت الدكتورة أسباب انخفاض الإصابات بفيروس كورونا إلى عدة عوامل محتملة منها  الحجر الصحي العام إضافة إلى استفادة التونسيين من تلقيح BCG  إضافة إلى العامل الجيني وهو المناعة القوية التي يتمتع بها التونسي بحكم انتمائه الإفريقي.
الوباء في تونس منذ شهر جانفي!
أكد الدكتور المختص في الأشعة رضا فريعة، اليوم الثلاثاء، في تصريح إذاعي، أنه رصد، بالرجوع إلى صور الأشعة المقطعية لبعض المرضى خلال شهري ديسبمبر وجانفي الماضيين، تشابهاً كبيراً بين الأعراض التي يحملها هؤلاء المرضى مع أعراض فيروس كورونا المستجد.
في حين أن السلطات الصحية في تونس أعلنت يوم 02 مارس الفارط عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد لدى مواطن تونس قادم من إيطاليا.
وأوضح فريعة أنه يعمل حالياً صحبة عدد آخر من الأطباء على تأكيد هذه الفرضية، قائلاً أنه بإنتظار قدوم التحاليل السريعة من أجل معرفة مدى مناعة التونسيين ضد هذا الوباء.
"عدد الحالات الحقيقية المصابة بالكورونا في تونس بلغت 5 آلاف إصابة"
أفاد الخبير في علوم الإحصاء، معز الهمامي، أمس الإثنين ،خلال حضوره ببرنامج تلفزي بأحدى القنوات التلفزية التونسية  ،ان الوضع في تونس في منحى جيّد، وأن تونس تخطت وقت الذروة، مشيرا إلى أنّ الذروة كانت بين 10 و 14 أفريل، وأن عدد الخالات الحقيقية الموجودة في البلاد شهدت تراجعا وانخفاضا.

وأعتبر الهمامي أنّ هناك فرق بين عدد الحالات التي تم الإعلان عليها من قبل وزارة الصحة وبين الحالات التي لم يقع إكتشافهم"يقع الإعلام عن 18% من الحالات فقط"، مضيفا أنّ هناك فرق أيضا بين عدد الاختبارات التي تم القيام بها وعدد الحالات التي قامت بالاختبار.
وأشار الهمامي إلى أنّ عدد الحالات الحقيقية المصابة بفيروس كورونا تقريبا 5 آلاف شخص، مبينا أنّ عدد الأشخاص التي انتشرت لهم العدوى في الفترة الأخيرة ممكن أن يصل إلى 12 ألف شخص، وفق تعبيره .
و أضاف الهمامي في تصريحه، أن رفع الحجر الصحي سيكون في نصف شهر ماي القادم،بعد عيد الفطر.
تصريحات تدفعنا إلى التساؤول عن حقيقة الوضع الوبائي في تونس، و مدى نجاعة الرفع التدريجي و "الموجَه"،حسب وزير الصحة التونسية، للحجر الصحي العام وذلك مع بدء عودة الأسواق تدريجيا إلى العمل على غرار الأسواق البلدية بأريانة، التي تعتبر "بؤرة وباء"، لكن بتدابير وقائية صارمة،حسب المسؤولين. و لعل الوضع الإقتصادي و الإجتماعي الهش للبلاد، هو ما يدفعها للرفع التدريجي للحجر رغم ضبابية الأزمة الوبائية.