تتسارع الأحداث في جنوب طرابلس، مع سيطرة قوات حكومة الوفاق على مطار طرابلس العالمي، الاربعاء. ثمّ إعلانها، اليوم الجمعة، سيطرتها على كامل مدينة ترهونة، وكامل منطقة العربان. حيث أكد المتحدث باسم قوات الوفاق محمد قنونو، الجمعة، بسط سيطرة قوات الوفاق على ترهونة، موضحا أن قوات الوفاق دخلت مدينة ترهونة من أربعة محاور. مشيرًا كذلك إلى أن قوات الوفاق فرض سيطرتها على كامل بلدة العربان الواقعة شرقي مدينة غريان.
يأتي ذلك ساعات فقط بعد إعلان القيادةُ العامة للقوات المسلحة الليبية أنها تقوم بإعادة تمركز وحداتها خارج العاصمة طرابلس، مع شرط التزام حكومة الوفاق بوقف إطلاق النار. وأفادت القيادة العامة للجيش في بيان باسئناف العمليات وتعليق مشاركتها في لجنة وقف إطلاق النار، في حال عدم التزام الطرف الآخر.
وأشار البيان إلى أن الجيش اتخذ القرار بناء على موافقة القيادة العامة على استئناف المشاركة في لجنة وقف إطلاق النار، التي تُشرف عليها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ودعما للحل السياسي.
** تحركات دبلوماسية لعودة الحوار السياسي:
يأتي ذلك بالتوازي مع تحركات ديبلوماسية وسياسية ودولية واسعة، تخوضها مختلف الأطراف المتداخلة في الشأن الليبي محليا وخارجيا. حيث استؤنفت لجنة المباحثات العسكرية الليبية المشتركة “5 + 5″، الأربعاء، عملها لاستكمال المفاوضات بشأن الاتفاق حول وقف إطلاق النار في ليبيا.
وأوضح الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن اجتماعا عقد عبر الفيديو، مع اللجنة العسكرية المشتركة “5 + 5″، برئاسة المبعوثة الأممية الخاصة إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز.، مرجحا أن يتم عقد اجتماع مماثل مع وفد حكومة الوفاق، في الأيام المقبلة.
وأكد دوجاريك، استمرار المفاوضات بشأن الاتفاق حول وقف إطلاق النار، والترتيبات ذات الصلة، قائلا: “ويليامز تحدثت مع خمسة ممثلين من وفد الجيش الليبي”.
يشار إلى أن البعثة الأممية، كانت قد أعلنت قبل أيام ترحيبها بقبول كل من حكومة الوفاق والجيش الليبي استئناف مباحثات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المرتبطة بها بناءً على مسودة الاتفاق التي عرضتها البعثة على الطرفين خلال محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في 23 فبراير 2020م.
وكان عضو مجلس النواب الليبي عبد المطلب ثابت، أعلن سابقا استئناف محادثات اللجنة العسكرية (5+5) الأربعاء، بين الأطراف الليبية برعاية البعثة الأممية في ليبيا. وأوضح ثابت، في تصريح صحافي، أن المشاورات ستبدأ اليوم برعاية البعثة الأممية، معرباً عن أمله في أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار في البلاد.
** حفتر في مصر والسراج في تركيا ومعيتيق في موسكو:
وصل القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر القاهرة، أمس الإربعاء، لبحث تطورات الملف الليبي، في الوقت الذي توجّه فيها نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق إلى العاصمة الروسية موسكو، بينما توجّه فائز السرّاج إلى تركيا للقاء أردوغان.
ونقلت قناة العربية نقلا عن مصادر خاصة، ليلة الأربعاء، بأن قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، أكد من القاهرة أن الجيش التركي يتدخل بشكل مباشر في معارك ليبيا. وبحسب ذات المصدر فإن حفتر شدد على ضرورة انسحاب العسكريين الأتراك من بلاده قبل التفاوض مع حكومة الوفاق، مؤكداً كذلك أنه لا مباحثات قبل سحب حكومة الوفاق ميليشياتها.
وجدد قائد الجيش الليبي من القاهرة طلبه رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي، مطالباً بدعم مصر دولياً لوقف التوغل التركي في ليبيا.
كما طالب حفتر -وفق ما نقلت قناة العربية من مصادرها- بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك العربية، داعيا إلى مراقبة دولية لمنع دخول السلاح لليبيا عبر تركيا.
من جهتها، وبحسب نفس المصدر، فقد أبلغت القاهرة حفتر بضرورة تفكيك الميليشيات ووقف تزويدها بالسلاح، كما شددت مصر على موقفها الرافض للتدخلات الخارجية في ليبيا. كذلك، أكدت مصر على عدم السماح بأي تهديد للحدود المصرية الغربية.
إلى ذلك، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج، لتقييم آخر المستجدات الحاصلة في ليبيا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوويش أوغلو، قد صرّح بحسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أنّ "حفتر لن يستطيع كسب المعركة في ليبيا"، مكررا موقف بلاده المتمسك باستمرار دعم الوفاق عسكريا. كما أكد أن أي اتفاق في شرقي المتوسط، يستبعد تركيا أو لا تكون بلاده طرفا فيه يعد باطلًا"، بحسب تعبيره.
وفي ذات سياق التحركات الاقليمية والدبلوماسية، نقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" عن نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، أحمد معيتيق تأكيده أن روسيا شريك مهم جدا في استقرار ليبيا.
وأفاد معيتيق الذي يزور موسكو بأن اللقاءات التي تعقد في روسيا في الوقت الحالي، ستتبعها مجموعة كبيرة من اللقاءات مع أطراف دولية "لنصل إلى السلام في ليبيا".
وتوقع نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية أن تشهد بلاده قريبا تخفيفا في التصعيد، وقال في هذا الشأن: "سنشهد خلال أيام الكثير من تخفيف التصعيد.. الحل العسكري ليس هو الحل، والجانب الروسي أكد ذلك".