يواصل الجيش الوطني الليبي معاركه ضد القوات الموالية لحكومة الوفاق على تخوم العاصمة الليبية طرابلس. معركة يصر الجيش الليبي على الاستمرار فيها حتي انهاء نفوذ المليشيات المسلحة والقضاء على العناصر الارهابية المنتشرة في طرابلس والتي تلقى دعما كبيرا من تركيا وهو ما تكشفه الوقائع على الأرض عنه بصفة متكررة منذ انطلاق عملية "طوفان الكرامة" في أبريل/نيسان الماضي.
فمن جديد،اعلن الجيش الوطني الليبي استهداف قاعدة لتجهيز طائرات تركية مسيرة وتخزين صواريخها فى الكلية الجوية فى مدينة مصراتة التي تقع على بعد 200 كلم شرق طرابلس والتي تعتبر احدى اهم معاقل المليشيات المسلحة والتي تحولت لقبلة لسفن السلاح القادمة من تركيا بهدف دعم المليشيات ومنع سقوطها في العاصمة الليبية.
وقال الناطق باسم الجيش الليبي ، اللواء أحمد المسماري ،خلال مؤتمر صحفى له مساء الأربعاء،إنه من خلال معلومات متوفرة لدى أجهزة الاستخبارات التابعة للقوات المسلحة، جرى رصد أماكن متفرقة في الكلية الجوية بمصراتة، عبارة عن دُشم تستخدَم في تجهيز طائرات تركية مسيرة وتخزين صواريخها.مضيفا أن طائرات سلاح الجو التابع للقوات المسلحة أقلعت من عدة قواعد للقضاء على هذا التهديد وحققت الحملة الجوية أهدافها بكل دقة.
وأكد أن سلاح الجو دمر المرافق المستخدمة فى تخزين وتجهيز الطائرات بنسبه 100% وعادت الطائرات لقواعدها سالمة بعد تنفيذها لواجباتها بنجاح.وحول عمليات الجيش الوطنى الليبى فى محاور القتال فى طرابلس، قال المسمارى إن :"وحدات القوات المسلحة تمكنت من تدمير 4 سيارات مسلحة فى محور العزيزية كما تم استهداف تمركزات فى للميليشيات المسلحة فى مصراتة".
وكانت قوات الجيش الليبي شنت ضربة قاصمة الاسبوع الماضي دمرت خلالها أكبر مخزن لأسلحة جوية تركية في مصراتة.وقالت القوات الليبية الاسبوع الماضي إنها دمرت منشآت دفاعات جوية تركية في مدينة مصراتة ، في غارات تشنها من حين إلى آخر على مواقع للجماعات المتطرفة ومخازن أسلحة وذخيرة لحكومة الوفاق.
وتعرضت الكلية الجوية في مصراتة،للمرة الأولى للقصف من قبل طيران تابع للجيش الليبي في 27 يوليو/تموز الماضي، ومنذ ذلك الوقت تعرضت لعمليات قصف متكررة.ويحمل "توجيه ضربات إلى مصراتة" كثيرا من الدلالات على صعيد عمليات الجيش الوطني الليبي، كونها تعتبر معقل أقوى المليشيات المسلحة المناهضة للجيش الليبي وعمود قوات حكومة الوفاق، وقد لعبت دوراً كبيراً وحاسماً في تأخير بسط سيطرة قوات الجيش على العاصمة طرابلس وتحريرها من الميليشيات المسلّحة،بالاضافة لتحولها لقاعدة كبرى للأسلحة والطائرات التركية.
وكثف الجيش الليبي من غاراته الجوية على مواقع المليشيات في محاولة لاستنزافها وتحجيم دور الطائرات التركية المسيرة.وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية استمرار العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية واستهداف أى موقع ترد حوله معلومات باستخدامه لأغراض عسكرية، وخاصة تلك المواقع التى يستخدمها مرتزقة أجانب من أتراك وغيرهم، موضحة أن هذا يدخل ضمن إطار الأمن الوطنى الليبى وهو غير قابل للتفاوض أو التنازل.
وأعلنت القيادة العامة للجيش الليبى فى بيان لها، اليوم الخميس، عن تحفظها على تصريحات المبعوث الأممى لدى ليبيا غسان سلامة حول مطار معيتيقة الدولى، مؤكدة أن البعثة الأممية تجاهلت أو تناست تماماً إن المطار ما هو إلا ركن صغير فى طرف قاعدة معيتيقة الجوية الضخمة، والتى تضم مرافق عسكرية وهناجر وطائرات عسكرية مروحية ونفاثة.
وأشارت قيادة الجيش الليبى إلى أن الضربات التى ينفذها سلاح الجو الليبى على مواقع عسكرية فى الشق العسكرى بقاعدة معيتيقة تستخدم لإطلاق طائرات تركية بدون طيار، مشيرة إلى أنها كشفت أسماء الطيارين المرتزقة الذين تم نقلهم للعلاج عبر الإسعاف الطائر الليبى من طاقم العمليات التابع للجيش التركى والذين أصيبوا فى إحدى الغارات على "قاعدة معيتيقة" وتم نشر صور جوازاتهم والوثائق الخاصة بالرحلة عبر وسائل الإعلام للتوضيح للرأى العام حجم التطاول والتدخل التركى العسكرى فى ليبيا باستخدام قواعد عسكرية ليبية.
وفي غضون ذلك،تتواصل المعارك في عدة محاور في العاصمة الليبية بعد هدوء حذر،الأربعاء،حيث أعلنت قوات الجيش تصديها لما وصفته بمحاولة هجوم فاشلة للميليشيات بمحور صلاح الدين، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة أدت إلى تقهقرهم. كما أعلن أيضاً عن مقتل اثنين من عناصر الميليشيات التي يقودها عبد الغني الككلي، المعروف باسم "اغنيوة" في محور النقلية، وأن القتلى "هم آخر ما تبقى من القادة الميدانيين الذين يعوِّل عليهم هذا المجرم".
ونجح الجيش الوطني الليبي خلال الأيام الماضية في تحقيق تقدم كبير مع سيطرته على مواقع جديدة منها معسكر اليرموك ومنطقتى الأحياء البرية، والكزيرما.كما تمكنت قوات الجيش الليبى من السيطرة على عدد من المناطق الجديدة بعد انهيارات دفاعات القوات الموالية لحكومة الوفاق، وتقدم الوحدات العسكرية فى عدد من المحاور المختلفة وتمشيطها وتأمينها بشكل كامل، وذلك قبيل التقدم نحو مناطق جديدة فى العاصمة.
وجاء ذلك بالتزامن مع تعزيز الجيش الليبي لقواته على تخوم طرابلس،حيث بثت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش،الثلاثاء لقطات مصورة لتحرك سرايا الإسناد باللواء المُجحفل 106 والكتيبة 166 بعد استكمال تجهيزها، دعماً لوحدات قوات الجيش المُنتشرة في محاور العاصمة.وقبل ذلك أعلن الجيش الليبي وصول قوة الاقتحام 35 التابعة للواء 73 مشاة إلى محاور القتال في طرابلس، لدعم قوات الجيش الوطني المرابطة هناك.
ومن جهة أخرى،أثار إطلاق سراح مئات المهاجرين من مركز احتجاز في العاصمة،جدلا كبيرا وسط اتهامات لحكومة الوفاق بمحاولة التأثير على مجريات القتال.وذكر شهود عيان لوكالة رويترز، إن مئات المهاجرين غير القانونيين قد تم إطلاق سراحهم،الثلاثاء، من مركز احتجاز في طرابلس، بعد اندلاع أصوات للمدفعية الثقيلة في كافة أرجاء العاصمة.
ونقلت الوكالة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إن ما لا يقل عن مئتي مهاجر، توجهوا إلى مركز لبحث حالات إعادة التوطين التي أقامتها المفوضية.من جهتها، كشفت المنظمة الدولية للهجرة، إن مركز للمهاجرين في منطقة أبوسليم، أطلق سراح 600 مهاجر، معربة عن قلقها لقولها:"سلامتهم مبعث قلق كبير فيما تستمر الاشتباكات المسلحة في طرابلس.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مسؤول في الجيش الوطني،قوله إن إخراج المهاجرين بهذه الطريقة "يعني محاولة حكومة (الوفاق) إثارة قلق المنظمات الدولية المعنية بالأمر، على أمل أن تتحرك لممارسة ضغوط على الجيش، للقبول بوقف إطلاق النار في طرابلس".وتوقع المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أن يكون بعض هؤلاء "في طريقه للانضمام إلى الميليشيات المسلحة الموالية لهذه الحكومة، في محاولة لتعويض خسائرها البشرية الفادحة خلال المواجهات الأخيرة ضد قوات الجيش بالعاصمة".
وفي وقت سابق،اتهم الجيش الوطني الليبي حكومة الوفاق بتجنيد المساجين للمشاركة في القتال في معارك طرابلس. وأعلن المركز الإعلامي لغرفة "عمليات الكرامة"، التابع للجيش الوطني أول من أمس، إخراج عدد من السجناء من سجن الجديدة، بمساعدة شخص يدعى الشيخ حكيم، مشيراً إلى أن الترتيبات تمت لإخراج 30 سجيناً للقتال مع الميليشيات، مقابل 50 ديناراً ليبياً يومياً، مع توفير سيارة وسلاح، ووعود بالإفراج بإشراف ميليشيا "قوة الردع"، التابعة لحكومة السراج".
ويأتي هذا في ظل انهيار دفاعات التحصينات للمليشيات بمناطق عين زارة ومشروع الهضبة وتقدم الجيش الليبي لنقاط وتمركزات جديدة، بعد أن سبق وسيطرت على معسكر اليرموك وطريق صلاح الدين والعديد من المناطق الأخرى وفق ما أكد المركز الإعلامي.
وبحسب تقارير اعلامية،يعتبر سجن الجديدة أحد أكبر السجون في العاصمة الليبية طرابلس، ويحتوي على عدة قواطع ويضم نساء ورجالا، وكل سجنائه من المحكومين جنائيا والمسجلين خطرا في جرائم غير الإرهاب.وسبق وقام عدد من السجناء بمحاولات الفرار منه أبرزها الهروب الكبير في أكتوبر/تشرين الأول عام 2012 حيث فر معظم سجناء سجن الجديدة في العاصمة الليبية طرابلس.
وتعيش العاصمة الليبية طرابلس على وقع المعارك العنيفة والتوتر الأمني الكبير منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي حين أطلق الجيش الليبي عملية عسكرية تهدف لاستعادة مؤسسات الدولة وانهاء سلطة المليشيات المسلحة.وتثير هذه المعارك قلقا دوليا من تداعياتها خاصة مع غياب الحسم لأحد الطرفين،وتتسارع الجهود نحو عقد مؤتمر دولي جديد في ألمانيا سعيا للوصول لتسوية لأزمة الليبية المشتعلة.وبين متفائل بنجاح المؤتمر وآخر متشائم بتكرار فشل تجاؤب سابقة يبقى أمل الليبيين كبيرا في استعادة الأمن والاستقرار في بلد يعيش حال الفوضى والعنف منذ سنوات.