كل على طريقته، أثرت هذه الشخصيات السياسية على مسار بريكست الذي دخل حيز التنفيذ ليل أمس الجمعة، وفيما يلي أبرزها:
رغم أنه كان معارضاً للخروج من الاتحاد الأوروبي، يدخل ديفيد كاميرون الذي تولى رئاسة وزراء بريطانيا لـ 6 سنوات منذ عام 2010، التاريخ كالرجل الذي أطلق عملية بريكست.
وأمر كاميرون بإجراء استفتاء حول مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي عام 2016، أملاً في تهدئة أصوات المشككين بالاتحاد داخل حزبه المحافظين، والتصدي لصعود الحراك المناهض لأوروبا والمهاجرين "يوكيب" (حزب استقلال المملكة المتحدة) برئاسة نايجل فاراج.
وبعدما خاض حملته السابقة للاستفتاء إلى جانب المؤيدين للبقاء، لم يكن أمامه سوى الاستقالة غداة تأييد 52% من البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي، واعتزل الحياة السياسية بعد ذلك معرباً عن ندمه لكن رافضاً تحمل مسؤولية "كل ما تلى" الاستفتاء من أزمات.
وبات نايجل فاراج التاجر البالغ من العمر 55 عاماً والمثير للجدل، المنادي الدؤوب بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وغادر هذا الرجل الماهر في إطلاق الضربات الإعلامية حزب الاستقلال (يوكيب) الذي شارك في تأسيسه بعد أيام على الاستفتاء.
وعاد إلى الواجهة من جديد بعد الأزمة السياسية التي تلت الاستفتاء، ليرأس في أبريل(نيسان) 2019 حزب بريسكت الذي تصدر الانتخابات الأوروبية بعد شهرين، ورغم انتخابه نائباً أوروبياً عن اتحاد أوروبي لا يريده، أخفق فاراج بالفوز في الانتخابات التشريعية البريطانية.
وتولت تيريزا ماي المشككة في المؤسسات الأوروبية لكن في الوقت نفسه المؤيدة للبقاء فيه، رئاسة الحكومة خلفاً لكاميرون، وواجهت انتقادات لإطلاقها إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي مبكراً جداً في 29 مارس(أذار)، والتي كان يفترض أن تنتهي بعد عامين من ذلك، ورغبة منها في تعزيز سلطتها قبل المفاوضات مع بروكسل، دعت ماي إلى انتخابات نيابية مبكرة خسر فيها حزب المحافظين غالبيته لتضطر إلى التحالف من الحزب الإيرلندي الوحدوي الصغير لتحافظ على غالبيتها.
ورفض البرلمان 3 مرات اتفاق الخروج الذي تفاوضت عليه تيريزا ماي مع بروكسل، وأعلنت بعد ذلك استقالتها في 24 مايو(أذار) 2019، غداة انتخابات أوروبية كانت مترددة في تنظيمها.
ووضع رئيس بلدية لندن السابق كل ثقله لتحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووصل جونسون المعروف بوعوده بشأن النظام الصحي المبنية على أرقام عشوائية، وجهت إليه بسببها تهم بالكذب تم رفضها في نهاية المطاف، إلى رئاسة حكومة بريطانيا في سن الـ 55 في يوليو(تموز) 2019.
ولم ينجح جونسون بتحقيق وعده بتنفيذ بريكست في 31 أكتوبر(تشرين الأول)، لكن الغالبية الساحقة التي نالها في انتخابات ديسمبر(كانون الأول) مكنته من دخول التاريخ كرئيس الوزراء الذي سيخرج خلال عهده المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
إلا أن المهمات التي تنتظره ليست سهلة، فعليه التوصل خلال وقت قياسي لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي خلال المرحلة الانتقالية التي تنتهي نهاية العام، والتفاوض على اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة كان رئيسها دونالد ترامب قد اعتبر أنه سيكون "مذهلاً".
ومفاوض الاتحاد الأوروبي قبل بريكست، سيكون كذلك مفاوضه خلال المرحلة الانتقالية، تمكن بارنييه المدافع الشرس عن مصالح الاتحاد الأوروبي، من الحفاظ على وحدة دوله الـ27 خلال المحادثات مع لندن خصوصاً بشأن مسألة الحدود الإيرلندية الشائكة.
وسيمثّل بارنييه (69 عاماً) الذي تولى وزارات الشؤون الأوروبية والبيئة والزراعة وغيرها في حكومات يمينية فرنسية بين عامي 1990 و2000، الاتحاد خلال المفاوضات المقبلة حول العلاقة المستقبلية مع لندن.