صدق أو لا تصدق ، أغلى مادة في العالم موجودة في ليبيا ، ولكن لا أحد ينتبه إليها، بل أن الليبيين يخافون شرها ، ويحذرون منها في أغلب الأحيان ،والمادة المقصودة هي سم العقارب التي يصل سعر اللتر الواحد منها في الأسواق العالمية الى أكثر من 10 ملايين دولار مريكي ما يجعل منه أغلى سائل في العالم،لكن نحتاج الى 250 الف عقرب لاستخراج لتر واحد فقط
ويرجع سبب ارتفاع سعره لهذا الحد لصعوبة الحصول عليه، وكثرة الطلب، حيث أن السم يحمل مواد تستخدم في الطب وعلاج أمراضًا، كالروماتيزم، والاختناق، وحتى سرطان المخ.
و سم العقارب عبارة عن مركبات مخلوطة ومعقدة وهي عبارة عن انزيم الفسفورلاز أ 2(A2)، انزيم استيل كوليناز يستراز، هيالورتيراز، بروتين منخفض الوزن الجزئي، احماض امينية، وسيروتونين
ويحتوي سم العقرب على بروتين فريد، يستخدم هذا البروتين في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي و أمراض الأمعاء الالتهابية ومرض التصلب المتعدد، هذه الأمراض المستعصية تصيب عدد غير قليل من الناس، لكن اصبح بالإمكان علاجها او على الأقل التخفيف من اعراضها بفضل سم العقرب .
هذه الخواص الطبية لسم العقرب جعلت سعر الجالون الواحد (3.7 لتر) من سمه يصل إلى 39 مليون دولار، وهو الأمر الذي يعني أن سم العقرب واحد من أغلى السوائل على وجه الأرض إن لم يكن اغلاها على الإطلاق .
وفي هذا السياق . تستعد مصر ولأول مرة في تاريخها إنتاج "سم العقارب"، ضمن أحد المشروعات الجديدة التي بدأت تنفيذها في الواحات بالوادي الجديد، لاستخدامه طبيا.
وأكد صاحب المشروع أحمد أبو السعود، أن الصحراء الغربية ومحافظة الوادى الجديد تشتهر بانتشار العقارب الصفراء شديد الخطورة على المواطنين والثروات الحيوانية والداجنة.
وأضاف أبو السعود، أن الفكرة تعتمد على إنشاء مزرعة متخصصة في اصطياد وتجميع وتربية العقارب واستخلاص السم منها وتصديره، مشيرا إلى أنها تعد جزءا من مشروع زراعي متكامل، بتكلفة استثمارية قدرها 10 ملايين جنيه مصري.
وأوضح أن المرحلة الأولى تتضمن جمع نحو 20 ألف عقرب لإنتاج نحو 6 غرامات من المصل ليتم تصديرها، ثم إنشاء مبنى متكامل وشديد التأمين لتربية العقارب فيه.
وتعد المغرب دولة رائدة في صنع الأدوية من سم العقارب. وأكثر دولة تشترى هذه الأنواع من الأدوية هي ليبيا لعلاج العديد من الأمراض ومنها السرطان.
وكان باحثون من المغرب نجحوا في تطوير آلة تعمل بجهاز للتحكم عن بعد لاستخراج سمّ العقارب للاستخدام الطبي وتخزينه بأمان،
واستخراج السم من العقارب يمكن أن يكون مهمة خطيرة لكنها مفيدة ومربحة أيضاً، فالسائل السام الذي يقدر على الفتك بالإنسان، يحتوي على مئات المكونات التي لها استخدامات محتملة في القطاع الصحي عند تفكيكها إلى المستوى الجزيئي.
وفي محاولة لاستخلاص السم بأمان سواء على العقرب أو الشخص المستخرج للمادة طوّر عدد من الباحثين في المغرب آلة تعمل بجهاز للتحكم عن بعد وتثبّت بالذيل وتستخدم نبضات كهربائية لتحفيز الغدد المسؤولة عن السم لإطلاق عصارتها القاتلة والتي يتم تخزينها بعد ذلك بأمان.
وقال معاذ مكمل الباحث في كلية بن مسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء الذي طور الآلة بالاشتراك مع مجموعة من العلماء إنّ الصعوبة تكمن في الجمع بين اختصاصين، الأول دراسة كل نوع من العقارب وكم يتطلب من شحنة كهربائية لاستخراج السم بكمية جيدة وبأدنى شحنة ممكنة من دون التسبب بأذى للحيوان، والثاني كيفية تحويل هذه العملية إلى آلية.
واستغرق العمل لتطوير آلة استخراج سم العقارب قرابة سنتين وكانت النتائج مرضية، بحسب الباحث المغربي.
وأضاف مكمل "هذه الآلة تسمى في.إي.إس 4 ومن مميزاتها أنها آمنة وسريعة. إذا كنا نستخرج في الماضي السموم من 10 عقارب في اليوم، فإننا يمكن أن نصل حاليا إلى 150 عقرباً يوميا. يعني كلما أخرجنا كمية كبيرة من السم بجودة عالية كلما توصلنا لنتائج أفضل".
ويقول الباحثون إن العمل القائم على استخلاص سم العقارب يمكن أن يكون مربحاً.
وأوضحوا أن الغرام الواحد من السم يمكن يصل سعره إلى 8000 دولار أميركي بينما يصل سعر السم المستخلص من العقارب الأكثر ندرة إلى 12 ألف دولار للغرام.