هناك طقوس يقوم بها الأولاد بمدينة بني وليد بمناسبة عاشوراء وهي لعبة تسمى الصيد والغزال حيث يتم اختيار أحدهم ليكون " الصيد " و معه عكوز و طفل آخر يمثل دور " الغزال " ويلبس جردو يوضع على رأسه قرون كبش أو قرن غزال و مُلثم بقطعة قماش حتى لا تُعرف شخصيته من قبل سكان الحي .
ويطيح الصيد بالغزال أمام أبواب البيوت التي يذهب الأطفال إليها و هم يرددون :
حممم ألعب يا صيد ..الصيد جاب عوائده يبي لحمة زايدة..حممم العب يا صيد.. غزالي مات عطوني حقه
وبعد ذلك يعطي أهل البيت الأطفال قليلًا من وجبة العشاء مثل الفول و الحمص أو مبلغ مالي يتفاوت من ربع دينار إلى دينار و أحيانًا أكثر من ذلك حسب الحالة المادية لرب الأسرة ، عندها يردد الأطفال " بيضـا بيضـا "ويقوم الصيد بضرب الغزال بالعكوز ليوقظه لكي يخرجوا من البيت،و يذهبوا إلى بيت آخر ،و هكذا على أنغام " الشكاشيك" المصنوعة من " تلول البال وعلب الحليب مع تشويه ملامح وجوههم بالدقيق.
وإذا تم رفضهم وعدم إعطاءهم أي شئ يعني في تقديرهم بأن أهل البيت بخلاء و عندها يردد الجميع " سودا سودا ..الرحى معلقة والمراة مطلقة " و يهرولون بإقصاء سرعتهمخارج البيت ،وفي نهاية الليلة يتم تقاسم حصيلة النقودمع إعطاء الغزال و الصيد مبالغ تفوق باقي زملاءهم .