قال الدكتور عمار صفر إن التدخين يعد من أكثر العادات الضارة للعيون، إذ يعتبر المدخنون أكثر عرضة للإصابة بالعمى بنسبة أربع مرات مع تقدم السن، وذلك وفق دراسة للمجلة الطبية البريطانية.
وأوضح أخصائي جراحة الشبكية والجسم الزجاجي في مستشفى مورفيلدز بدبي للعيون أن التدخين يؤدي إلى متاعب خطيرة للعين.
متلازمة العين الجافة
متلازمة العين الجافة، حالة شائعة، تحدث عندما لا تفتقر العين إلى كمية كافية من الدموع أو إلى النوع الصحيح منها. ومن المعروف أن دخان السجائر يحتوي على أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية، ويمكنها أن تسبب التهيج والتلف أثناء حدوث متلازمة العين الجافة.
وتشمل أعراض متلازمة العين الجافة الإحساس بالحرقة، والحكة في العين، والاحمرار، والإحساس الرملي، والتهيج الشديد.
ويوصي الخبراء المعرضون لجفاف العين بتجنب التدخين وملامسة الدخان؛ لأن المدخنين معرضون للإصابة بمتلازمة جفاف العين بنسبة تصل إلى الضعفين.
الساد أوالمياه البيضاء
الساد، هو حالة الإعتام، التي تصيب عدسة العين الطبيعية. ويسبب الساد رؤية ضبابية ويجعل الألوان تبدو باهتة أو متلاشية أو مصفرة. والساد هو السبب الرئيسي للعمى، وضعف البصر المتوسط في جميع أنحاء العالم.
إذا كنت تدخن، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالساد، إذ يؤدي التدخين إلى تغيير خلايا عدسة العين من خلال الأكسدة ما يساعد على تراكم المعادن الثقيلة في العدسة، ما يؤدي بدوره إلى تشكل الساد في العين وإعتامها.
التنكس البقعي بسبب العمر
يحدث التنكس البقعي المرتبط بالعمر عندما يتلف جزء من الشبكية، الذي يسمى اللطخة، فيفقد المريض الرؤية المركزية ولا يستطيع رؤية التفاصيل الدقيقة، رغم سلامة الرؤية المحيطية، أو الجانبية.
وفي بعض الحالات، يمكن أن تساعد علاجات طبية في تقليل مضاعفات التنكس البقعي المرتبط بالعمر، ولكن لا يوجد حتى الآن علاج له.
ورغم أن العمر هو عامل الخطر الأول في المرض، إلا أن التدخين يأتي في المرتبة الثانية. ويعد المدخنون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف بالمقارنة مع غير المدخنين، أما الذين يعيشون مع المدخنين، فهم عرضة مرتين أكثر لتطور هذه الحالة أيضاً.
أدخلت التطورات الطبية الأخيرة علاجا للحالات المتقدمة من مرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر على شكل حقن في العين لاستعادة الرؤية. وأثبتت الأبحاث أن المدخنين أقل عرضة للاستجابة لهذه الحقن بالمقارنة مع غير المدخنين.
اعتلال الشبكية السكري
المدخنون المصابون بداء السكري معرضون أيضا لخطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري، ويتمثل في تلف الأوعية الدموية في العين.
ويتسبب التدخين في ضيق الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى تراجع تدفق الدم إلى العينين.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى اعتلال الشبكية السكري، الذي يتميز بأعراض مثل تشوش الرؤية، أو تشوهها وصولاً إلى بالعمى.
بالإضافة إلى ذلك، يرفع التدخين نسبة السكر في الدم ويمكن أن يجعل الجسم أكثر مقاومة للأنسولين، ما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
ويمكن أن يؤدي سكر الدم غير المنضبط إلى مضاعفات خطيرة، ومنها اعتلال الشبكية السكري.
والتدخين عامل الخطر الوحيد، الذي يمكن السيطرة عليه، والذي يساهم في تطور العديد من أمراض العين.
وينصح الدكتور عمار صفر المرضى بالمشاركة في البرامج لدعمهم في رحلتهم للإقلاع عن هذه العادة الضارة.
ولا يقتصر دور الإقلاع عن التدخين على التقليل من احتمال الإصابة بمشاكل في العين، ولكنه يساعد أيضاً في تحسين جودة حياتهم بشكل عام.