قام المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة الى ليبيا " غسان سلامة اليوم بزيارة الى مدينة زوارة، وعقد خلال هذه الزيارة اجتماع موسع ضم عميد البلدية وعدة جهات أمنية ومدنية بالمدينة مع المبعوث الأممي.
وأوضح عميد بلدية زوارة حافظ ساسي في مستهل الاجتماع أهم الملفات التي ترى هذه المدينة إنها من ضمن الأولويات وهى ملفات دستورية وملفات أمنية وخدمية .
وتحدث عميد البلدية عن هذه الملفات، قائلا بأن "وجود غسان سلامة بيننا فرصة للحوار ولسماع اهالي والجهات التنفيذية لمدينة زواره فيما يخص مشاكلهم" والتي قال بأنها "يجب أن تعرض على الجهات التنفيذية بالحكومة".
وأشار العميد في هذا الصدد انه "لم يوجد أي تجاوب من كل الحكومات المتعاقبة على السلطة في ليبيا لحل هذه المشاكل والمختنقات وأبرزها ،مطار زواره ، ومحطة التحليه ، مستشفى زواره"، مؤكدا بأن "هذه الملفات تخدم سكان المنطقة الغربية بالكامل ، وليس اهالي زواره فحسب".
وعبر عميد البلدية في كلمته عن "استيائه من الوعود الزائفة للحكومات المتعاقبة لحلحلة هذه الملفات"، مبينا انه نظرا لاهمية هذه الملفات كان لزوما عرضها أمام المبعوث الأممى".
ومن جانبه رحب رئيس مجلس أعيان وحكماء مدينة زوارة أبوبكر التلوع ، بالمبعوث الأممى والوفد المرافق له ، ونوه بأهمية هذه الزيارة .
واستعرض التلوع في حديثه المشاكل التي تعانى منها هذه المدينة، معتبرا أن "زوارة مدينة امازيغية ولها حقوق وخاصة الدستورية".
وقال "نسعى بأن يكون الدستور بتوافق الجميع ولكن ما يحدث الان هو دستور وعمل من جهات بعينها وهذا ماجعلنا لم نوافق عليه ،داعيا في هذا الصدد هيئة الأمم المتحدة بأن تقوم بدورها تجاه الشعوب".
وتحدث المبعوث الاممي الى ليبيا " غسان سلامة" خلال هذا اللقاء ، معربا فيه عن سعادته بتواجده في مدينة زوارة وقدم الشكر لاهالي المدينة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة للبعثة الأممية .
وابدى المبعوث الاممى إعجابه بالعمل المهني بمطار زواره وطريقة التعامل مع الوفود التي تستعمل مطار زواره الدولي ، والذي قال بأنه "يحتاج إلى اهتمام ودعم ليقدم خدماته لكل أبناء ليبيا عامة وليس لمدينة في حد ذاتها".
وقال أن "التنوع الثقافي واللغوي هو أمر في غاية الأهمية"، مؤكدا أن "التنوع الثقافى بين الشعوب هو العامل الاساسي الذي يعمل على وحدة الدول ".
وأضاف سلامة في هذا الصدد بأن "بناء الدول لا يكون بعملية إلغاء الثقافات القائمة وإنما باحتضانها واحترامها".
وقال ممثل للأمين العام للأمم المتحدة "كون وظيفتي أن اهتم بما يمكن أن اهتم به ، فليس من وظيفتي وقف إطلاق النار وعملية الترتيبات الأمنية ولكن حرصي على سلامة ليبيا هو الذي جعلني افعل ذلك وهو ما جعل بعثة الأمم المتحدة تنجح في إخماد نار الحرب في طرابلس ، ونسعى جميعا لذلك".
وأكد سلامة أن "البعثة ستعمل على دعم بلدية زوارة في عدة ملفات بالمدينة والتي قال انها مهمة جدا وإستراتيجية أبرزها المطار والمستشفى ومحطة التحلية بزوارة" .
واستمع المبعوث الاممى خلال اللقاء لعدة مداخلات من الحاضرين والتي تركزت في مجملها على استقرار الأوضاع وكذلك توحيد المؤسسة العسكرية بعيدا عن اى ايدولوجية أو توجه سياسي وان تكون تبعيتها لحكومة مدنية منتخبة من الشعب .
وأكد الحضور في كلماتهم أن "أهالى زواره يتطلعوا جميعا الى استقرار الاوضاع في ليبيا عامة ، والى تحسين كل مجالات التعليم والصحة من خلال وجود مؤسسات تعليمية وجامعات نموذجية ومستشفيات حديثة في كل مدن ليبيا".
كما عبروا عن تطلع المواطن بمدينة زواره في إرساء القيم والمواطنة والتعددية السياسية وقبول الأخر رغم الاختلاف والتأكيد على حماية حقوق الإنسان ، وأن يتمتع الشعب الليبي بكل خيراته الوفيرة وحقه في التنمية والرفاهية .
وطالب الجميع المبعوث الاممى بالإسراع في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي تعود بالفائدة على المواطن الليبي عامة ، وأيضا تسريع الاستفتاء على الدستور.
هذا وقد عقد المبعوث الأممى غسان سلامة رفقة عميد بلدية زواره مؤتمرا صحفيا رد فيه على أسئلة الإعلاميين .
في رده على سؤال لمراسل "بوابة أفريقيا الاخباري"ة تعليقا عن كلمة وزير خارجية حكومة الوفاق " محمد سيالة" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي طلب أن يكون لبعثة الأمم المتحدة دور امني أكثر من الدور السياسي .
قال المبعوث الأممي في الواقع أنا "فوجئت كغيرى بهذه الكلمة من قبل وزير الخارجية ، واليوم كنت في اتصال هاتفي مع " فائز السراج" لان هناك العديد من الدول استغربت ماجاء في هذه الكلمة".
وأوضح سلامة أن "ما فهمه من السراج أنهم يقدرون الدور الذي لعبته البعثة الأممية في وقف إطلاق النار بطرابلس".
كما أكد على أن "رئيس المجلس الرئاسي حكومة الوفاق الوطني يريد من الأمم المتحدة تعزيز دورها الامنى المتعلق بحل النزاعات وبوقف إطلاق النار حال نشوبها ، أكثر من تحولها من بعثة سياسية إلى بعثة حفظ السلام".