تجمع العديد من الجنود الإندونيسيين يوم السبت بزيهم الرسمي الكامل، لحمل تابوت المراقب الجوي أنتونيوس غاناوان أغونغ، تكريمًا لبطولته غير المسبوقة، بعد أن ضحى بحياته لإنقاذ عشرات المسافرين في طائرة تستعد للإقلاع، أثناء الزلزال المدمر الذي أودى بحياة المئات في إندونيسيا.ولم يتزحزح الشاب البالغ من العمر 21 عامًا، من مكانه في برج المراقبة يوم الجمعة، في الوقت الذي هرب به زملاؤه في مطار سيس الجوفري بالقرب من بالو، بعد أن بدأ كل شيء حولهم يهتز، بسبب زلزال بلغت شدته 6.1 درجات، تلاه زلزال شدته 7.5 درجات على مقياس ريختر.وبقي أغونغ بعد أن أجلى رفاقه المبنى، حفاظًا على سلامتهم، ليضمن إقلاع إحدى رحلات شركة "باتيك إير" بأمان، ثم سارع للهرب بعد أن تأكد أن الطائرة حلقت في الجو، واضطر للقفز من نافذة في الطابق الرابع خوفًا من انهيار البرج، مما أدى إلى نقله إلى المستشفى مصابًا بجروح داخلية وكسر في الساق، وفقًا لموقع "سي إن إن".
وتوفي أغونغ صباح يوم السبت، وقبل شهر واحد من عيد ميلاده الـ 22، بينما كان الأطباء ينتظرون نقله بمروحية إلى مستشفى آخر، ليحظى بالرعاية الطبية المناسبة، وكانت آخر كلماته: "رحلة شركة باتيك رقم 6231 في المدرج 33 جاهزة للإقلاع" وفقًا لمنشور شاركه الطيار ريكوسيتا مافيللا على "إنستغرام".
وأشار المسؤولون في مطار Mutiara SIS Al-Jufrie إلى أغونغ باسم "أنتونيوس العظيم"، في المنشورات التي شاركوها على "تويتر" تكريمًا لذكراه، ولقب بـ "البطل" في جميع أنحاء إندونيسيا، التي تعرضت لزلزال مدمر وفيضان راح ضحيته أكثر من 800 شخص، في حين ما يزال الآلاف بعداد المفقودين.وقال يوهانس سيرايت، المتحدث باسم وكالة "إيرناف إندونيسيا"، التي تشرف على الملاحة الجوية في بيان له: "فطر الخبر قلوبنا، نتمنى الرحمة لأغونغ، ولجميع ضحايا الزلزال"، وأوضح أن جثمان الشاب نقل من بالو إلى ماكاسار، جنوب جزيرة سولاويزي بناء على طلب من عائلته.