يعتبر فيلم "الرسالة" لمخرجه "العقاد" من أروع الأفلام الدينية والتأريخية التي جسدت عهد النبي محمد (ص)، ورصدت له إمكانيات كبيرة وضخمة بالاضافة الى مشاركة الوجوه الفنية الكبيرة من مختلف الدول العربية.
ولعل من الشخصيات التي بقيت راسخة في ذاكرة مشاهدي الفيلم شخصية وحشي ، العبد الأسود ، الذي نفذ أواكر هند بنت عتبة بقتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد قام بتجسيد دور وحشي المواطن الليبي علي سالم قدارة الذي لفت انتباه الكثيرين بالرغم من الدور البسيط الذي أنيط له.
لم يكن علي قدارة ممثلا محترفا كما يعتقد البعض ، وإنما كانت تلك اول وآخر مشاركة له في اداء دور تمثيلي. ويتحدث قائلا إنه كان مصلحاً كهربائياً عندما تعرف عليه مخرج الفيلم العقاد في أحد الفنادق في العاصمة طرابلس التي كان يعمل بها وعرض عليه تمثيل دور قاتل حمزة فما كان من علي إلا أن وافق على تمثيل الدور. وما ذكره أنه مباشرة بعد مشاركته في فيلم الرسالة وعرضه على الشاشات العربية رفضت والدته رؤيته أو دخوله المنزل لأنه قام بتجسيد دور قاتل عم النبي "حمزة" وقاطعته لفترة طويلة قبل أن يتمكن رجال دين ليبيين وشيوخ قبائل من إقناع والدته أن الأمر مجرد تمثيل وليس فيه أي ضرر وأنه لم يقتل حمزة حقيقة.
وأنتج الفيلم من نسختين واحدة بالعربية وأخرى بالإنجليزية, وكانت العربية من بطولة عبد الله غيث في دور حمزة بن عبد المطلب أما الإنجليزية فمن بطولة أنطوني كوين بنفس الدور. والبطولة النسائية الممثلة السورية منى واصف في دور هند بنت عتبة وأدت الممثلة العالمية أيرين باباس الدور نفسه في النسخة العالمية. وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم للنسختين العربية والأجنبية حوالي 10 ملايين دولار أمريكي، وحققت النسخة الأجنبية وحدها أرباحاً تقدر بأكثر من 10 أضعاف، علماً بأن الفيلم ترجم إلى 12 لغة.