أدى اعتصام طلاب جامعة الخرطوم السودانية المستمر منذ أكثر من أسبوعين إلى خلافات عميقة بين الاجهزة الأمنية الحكومية تبلورت عشية الثلاثاء في ملاسنات حادة نشبت بين منسوبي جهاز الامن الوطني وضابط برتبة كبيرة من الشرطة، قبيل لحظات من اقتحام طلاب ينتمون لحزب المؤتمر الوطني الحاكم فى السودان للحرم الجامعي في محاولة لفض الاعتصام بالقوة.، في الوقت الذى علقت ادارة الجامعة الدراسة في بعض الكليات .
نشر عدد من الطلاب صوراً من احداث جامعة الخرطوم على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي وطبقاً لمصادر فإن الشرطة حاولت منع بعض الطلاب الذين تجمعوا خارج الجامعة وهم مسلحين بالمدي والسواطر والعصي من الدخول إلى مقر الجامعة التى يتخندق بداخلها الطلاب المعتصمين غير ان بعض منسوبي جهاز الامن منعوا افراد الشرطة من اعتقال الطلاب المهاجمين والذين ينتمون للمؤتمر الوطني.
وقالت المصادر ان ضباط الشرطة بعد ملاسنة ومخشانة مع منسوبي جهاز الامن الوطني كادت ان تتحول الى نزاع بين افراد القوتين جاءتهم أوامر عليا بعدم اعتقال طلاب الوطني مما اغضب قائد قوة الشرطة المرابطة حول الجامعة ليصدر بدورة قراراً لقواته بالانسحاب من الجامعة احتجاجاً.
وذكرت المصادر ان اجتماعاً امنياً على مستوى عالي التئم ليلة الثلاثاء لمناقشة تداعيات خلافات الاجهزة الامنية و شهدت الحرم الجامعي أحداثاً دامية، أسفرت عن إصابة 14 طالباً، وذلك على خلفية اشتباكات اندلعت، الأحد، بين طلاب حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، وطلاب معارضين، استخدم فيها "السلاح الابيض".
وكانت جامعة الخرطوم شهدت، في مارس، أحداث عنف قتل خلالها طالب من أبناء إقليم دارفور، ما أدى إلى تعليق الدراسة في جميع كليات الجامعة.
بدورهم، أصدر طلاب حزب "المؤتمر الوطني" بياناً، الأحد، اتهموا فيه طلاب التنظيمات المعارضة بالاعتداء على منتدى حواري للتيارات الإسلامية أقيم في أحد مباني الجامعة، معتبرين أن طلاب الحزب الشيوعي المعارض هددوا أمن واستقرار الطلاب.
وأكد أمين الإعلام في اتحاد طلاب الحزب الحاكم في ولاية الخرطوم، آدم مهدي، أن هناك ثلاثة طلاب، من بين 14 طالباً أصيبوا في الاشتباكات، حالتهم خطيرة.
وتُعَدّ جامعة الخرطوم من أكبر الجامعات السودانية، ومنها انطلقت ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة العسكرية التي حكمت البلاد ما قبل انقلاب 1989 الذي أوصل عمر البشير إلى السلطة.
وقررت ادارة الجامعة الثلاثاء تعليق الدراسة في مجمع شمبات والذي يضم كليات الزراعة والبيطرة والانتاج الحيواني، بينما ابقت على الدراسة في مجمع الوسط وهو القسم الاكبر من الجامعة.
وقال طلاب ان الادارة ربما تسارع اليوم الاربعاء الى تعليق الدراسة فيه باعتبار ان المجمع هو الآخر شهد ليل الثلاثاء احداث عنف تعد الاقوى منذ انلاع المناوشات بين طلاب الوطني والطلاب المعارضين.
لافتين الى ان الاعتصام عن الدراسة نفذ بنسبة 100% وان طلاب كلية العلوم رفضوا الدخول الى غرف الامتحان المقرر الثلاثاء ، ويطالب المعتصمون بالإسراع في اعلان نتائج التحقيق في مقتل احد طلاب الجامعة بجانب اخلاء الجامعة من الوحدات القتالية التى تنتمي للحزب الحاكم وفك سيطرة طلاب الوطني على مسجد يتبع للجامعة.