قال تقرير أصدره معهد "إن.أر.بي "  الأمريكي المتخصص في مكافحة المخدرات عبر العالم، أن تزايد الإقبال على المخدرات في الجزائر خاصة بعض الأنواع الصلبة مثل الكوكايين التي لم تكن منتشرة في هذا البلد من قبل راجع لقرار السلطات الجزائرية خلق الحانات في عديد من الولايات.

وأوضح التقرير الذي أعده باحثان جزائريان استنادا إلى إحصاءات الدرك والشرطة والتي شملت 4 ولايات داخلية أن قرار غلق الحانات في بعض الولايات في محاولة للحد من الآفات الاجتماعية تحول إلى سبب رئيسي لحدوثها وهو ما دفع بالتوسع الكبير في تجارة الخمور السرية وزيادة الإقبال على المخدرات وظهور ورشات سرية لتصنيع بعض أنواع الخمور التقليدية، بالإضافة إلى زيادة الإقبال على أنواع ثقيلة من المخدرات منها الأفيون والهيروين والكوكايين وحبوب الهلوسة.

وأدت القرارات المتزامنة لغلق الحانات ونقاط بيع الخمور القانونية والتي كانت موجودة، إلى ظهور مئات الحانات ونقاط البيع السرية لبيع الخمور في أغلب الأحياء. والأكثر من ذلك، فإن غلق الحانات لم يؤد إلى توقف استهلاك الخمور بل على العكس زاد الإقبال عليها، بينما فضّل بعض المدمنين التوجه نحو استهلاك المخدرات.

وقد جاء قرار السلطات الجزائرية غلق عدد كبير من محلات بيع الخمور والملاهي الليلة  بعدد من الولايات لعدم امتثال هذه الأخيرة للمرسوم التنفيذي رقم 05 - 207 المؤرخ في 4 يونيو 2005  والمحدد لشروط وكيفية فتح واستغلال أماكن التسلية والترفيه والذي  يلزم أصحاب الحانات والملاهي بعدم التسبب في إحداث الضجيج والازدحام، لكن أغلب أصحاب الحانات لم يتقيدوا بهذه الشروط ما يخلق صدامات بين هؤلاء والسكان في الأحياء المجاورة لهذه الحانات والتي تخلف في بعض الأحيان جرحى في الطرفين.

وتفيد آخر الأرقام للمركز الوطني للإحصاء أنه يوجد  بالجزائر أكثر من 514 محل بيع للخمور مصرّح بها عبر الوطن، أغلبها بولاية تيزي وزو (200 كلم شرق العاصمة الجزائرية) التي تضم 141 محل تليها الجزائر العاصمة بـ131 محل ثم بجاية بـ112 محل، وأقلها بكل من باتنة، الأغواط، (شرق الجزائر) بسكرة وبشار (جنوب الجزائر) بمحل واحد لكل ولاية.

غير أن أرقام المركز الوطني للإحصاء لا تعبر فعلا عن الرقم الحقيقي لعدد باعة الخمر، إذ أن العشرات منها غير مصرح بها لدى مصالح السجل التجاري، وهو ما يترجمه نشاط عشرات تجار الجملة الذين يسوقون مختلف أنواع الخمور، اذ يتجاوز عددهم الخمسين ممولا بالعاصمة وحدها.

أما عن الإنتاج فقد بلغ في وحدات صناعة الخمور بالجزائر 138.8 ألف هيكتولتر ويوجد بالجزائر 189 مصنع للخمور.بالمقابل تحدثت إحصائيات المركز عن 300 ألف مدمن ومستهلك للمخدرات في الجزائر.. رقم كذبته  العديد من الجمعيات المحاربة للمخدرات والإدمان في الجزائر في حين قدرت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "الفورام" وجود مليون مدمن ومستهلك للمخدرات في الجزائر.