كشف الصندوق الأمريكي لدعم الديمقراطية،عن الجمعيات و المنظمات المدنية التونسية التي تتلقى تمويلا سنويا منه،و من بينها عدد من الجمعيات ذات التوجه الإسلامي أو القريبة من تيار جماعة الإخوان المسلمين الذي تمثله "حركة النهضة".و جاء في تقرير الصندوق أن أربعة منظمات إسلامية تلقت تمويلات تقدر بـــ264 ألف دولار سنة 2013.

و جاءت على رأس القائمة جمعية "تونسيات" النسائية ذات التوجه الإسلامي و القريبة من حركة النهضة الاخوانية،و التي تلقت في العام 2013 تمويلا بـــ84 ألف دولار،و كانت قد حصلت في العام 2012 على 32 ألف دولار.كما تحصل "مرصد المواطن للإعلام"،و هو جمعية مدنية تعمل في مجال رصد الإعلام ،على 55ألف دولار، و من خلال تفحص صفحات المرصد على مواقع التواصل الاجتماعي يتبين لك توجهاته القريبة من حركة النهضة و الطيف الإسلامي.و تلقت " الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" و هي منظمة تأسست منذ عهد الرئيس الأسبق بن علي،50 ألف دولار.و تعد هذه الجمعية من الأذرع المدنية لحركة النهضة،التي أسستها قبل الثورة للدفاع على مساجين التيار الإسلامي،و قد ترأستها بعد الثورة،المحامية سعيد العكرمي،زوجة القيادي بحركة النهضة و وزير العدل السابق،نور الدين البحيري.و تحصل "منتدى الجاحظ"،و هو جمعية ثقافية،على 65 ألف دولار سنة 2013 و 115 ألف دولار سنة 2011،و المنتدى تأسس قبل ثورة يناير 2011 و اعتمد منذ سنوات على التمويل الأجنبي الأمريكي و الأوروبي،و يتركز نشاطه على تنظيم الندوات الفكرية و الحوارات بين الإسلاميين و العلمانيين،و يشرف عليه الكاتب و الصحفي التونسي،صلاح الدين الجورشي،الإسلامي السابق.

و تأسس الصندوق الأمريكي لدعم الديمقراطية في العام 1983 في عهد الرئيس رونالد ريغان كمؤسسة مستقلة عن الرئاسة و ممولة من دافعي الضرائب،لتعويض وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في دعم قوى المعارضة في كل الدول المعادية للولايات المتحدة الأمريكية،و ذلك في سياق الحرب الباردة مع المعسكر الشرقي آنذاك.و في أعقاب سقوط الاتحاد السوفياتي،توجه نشاط الصندوق في التسعينات لدعم الثورات الملونة في شرق أوروبا و استكمال مشروع تفكيك الكتلة الشرقية،و بالتوازي مع ذلك قدم الصندوق تمويلات كبيرة للمعارضات في الدول العربية كسوريا و العراق و تونس و ليبيا و الجزائر و غيرها من دول العالم الثالث.