إن في مقطع فيديو "آعماق"، وهي ما يمثل وكالة أنباء داعش، الذي ظهر على الانترنت في 27 أغسطس ، ما يدعو للقلق. نشاهد رجالا ملثمين من التنظيم يشرفون على نقطة تفتيش في طريق قالت عدة مصادر ومحللون إنها وسط البلاد، جنوب مدينة سرت، وعلى الأرجح في منطقة الجفرة. وفي نفس الفيديو، تتبجح المجموعة التي تعتقل سائقي شاحنات وسيارات ، باحتجاز مسؤول وجندي.

استولى الجهاديون على سرت في فبراير 2015 وتم إخراجهم منها من قبل تحالف عسكري في ديسمبر 2016، بعد ثمانية أشهر من المعارك. وفي ليبيا، احتل مقاتلو داعش أيضا سابقا جزءا من مدينتي درنة وبنغازي. سرت، مهد القذافي والمنطقة التي مات فيها، أصبحت منذ ذلك الحين مدينة هامة في عيون الجهاديين. ويتضح ذلك من الخطب التي قدمها منذ عام 2013 أحد منظري داعش تركي البنعلي في مسجد الرباط في المدينة - والذي توفي في سوريا.

 إعادة تنظيم بدأت منذ أشهر

وقال توم فينو المتخصص الفرنسي الذي يتابع النزاع الليبي: "يبدو أن تنظيم داعش قد أعاد تنظيم نفسه بكفاءة معينة". التنظيم شن بالفعل العديد من الهجمات وخاصة في شهر يوليو ، ويشير فينو: "التنظيم يستعيد موطىء قدمه جنوب شرق سرت وجنوب مصراتة."

وأكد مصدر آخر أن التنظيم نجح، بالإضافة إلى إقامة نقاط تفتيش رمزية أحيانا، في تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة للمعارضين. ففي 23 أغسطس ، أدى هجوم شنه مقاتلو داعش في منطقة الجفرة إلى مقتل 12 شخصا، بينهم تسعة جنود على الأقل يتبعون المشير خليفة حفتر. وهو ما يمثل استفزازا مقلقا على أعلى مستوى.

وبالفعل، كانت هناك في مايو الماضي، عودة ملموسة لنشاط داعش. وقد تعرض مقاتلو لواء يدعى، القوة الثالثة، لهجوم على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب سرت. وقُتل اثنان من عناصر القوة في الاشتباك. "لكن الانقسامات السياسية والعسكرية بين مختلف الأطراف الليبية تفيد داعش بشكل كبير، الذي يحاول بدوره استثمار ذلك"، كما يلاحظ فينيو.

وأعلن قادة عملية "البنيان المرصوص" الذي يجمع عدة ألوية ثورية طردت داعش من سرت في عام 2016، بالإضافة إلى الجيش بقيادة خليفة حفتر عن إعادة نشر عناصرهم في جميع أنحاء سرت في ضوء الأحداث الأخيرة المستجدة هناك.

منطقة هامة لداعش

الأدلة على الأهمية التي يوليها داعش للمنطقة الليبية كثيرة وفق خبراء الحركات الإرهابية. وقدم وسام نصر، مؤلف كتاب "الدولة الإسلامية، الأمر الواقع"، جانبا لـ "جون أفريك" في منتصف أغسطس: "شخص أبو نبيل الأنباري يوضح الرغبة في إثبات الوجود بقوة في المنطقة. هذا الأخير هو عراقي، وهو صديق مقرب لأبو بكر البغدادي، أرسل إلى ليبيا في عام 2014 وقتل هناك في عام 2015. وقد يكون حل محله رجل سعودي مؤخرا". ويدعم الخبير رومين كايي هذا الاتجاه: "إرسال شخصيات من العراق والمملكة العربية السعودية اليوم، يثبت الأهمية الاستراتيجية لليبيا بالنسبة للتنظيم الذي يواجه صعوبات في الشرق الأوسط".

ويرصد هذا الأخير علامات كثيرة على "زيادة" المنافسة بين تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في منطقة الساحل.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والمقالات والتقارير المترجمة