صدر كتاب "تهافُت الفلاسفة: تفكيك أوهام صراع المفاهيم" من تأليف الكاتب المغربي د. كمال القصير. وتتمحور فكرة الكتاب حول المظهر الوهمي في الكثير من الصراعات بين المفاهيم، المؤثرة في الثقافة العربية والإسلامية، الأمر الذي حمل الكاتب على القول أنها "أوهام في حاجة إلى تفكيك"، كما أنها "تشير إلى التمزّق الحاصل في الوعي العربي، وفق الكاتب، ذلك أن الصراع الوهمي بين ثنائيات الدين والعقل، والماضي والحاضر، والتراث والحداثة، والروح والجسد، والإنسان والمادة، وغيرها، بات عبئا ثقيلا على العقل العربي المعاصر".
ويرى الكاتب أن الثقافة العربية الإسلامية تحتاج إلى أفكار صريحة تحررها من الوهم، ولاسيما أنها تنطوي على قدر من الجسارة للإجابة على "تحولات الفكر الإنساني"، "لأن المعنى والرؤية في كلّ هذا لم يغب يوما". والتراث المفاهيمي، وفق تعبير الكاتب، أصبح مجرد حائط مبكى لأولئك الذين خابت مساعيهم ولم يعد في مقدورهم سوى سكب الدموع على هذا الحائط.
يتناول الكتاب بالتحليل قضية الوهم باعتبارها محركا أساسيا في تفسير كثير من الصراعات بين المفاهيم، فنحن في محاولتنا تعريف معنى وحدود الوهم، لا نأمن على عقولنا من الوقوع ضحايا لوهم تعريف الوهم، لشدة التباسه وقدرته على النفاذ إلى عمق النفس والعقل، وارتداء زيّ الحقيقة.
يتكون الكتاب من عدة فصول تتناول بالتحليل الثنائيات المسبطرة على الثقافة العرببة الإسلامية. والآثار الواضحة في الصراع حول معنى الإنسان كما تعكسه مباحث داخل فصول الكتاب، مثل مبحث الشذوذ الجنسي وامتدادات هذا الموضوع بين الثقافتين العربية الإسلامية والغربية. ويتحدث الكتاب عن مشكلة الوهم في تصور المفاهبم الأساسية في ثقافتنا، في العلاقة مع الله والطبيعة والنفس والآخر المختلف. ويتناول بالتحليل الأدوات الأساسية للصراع المفاهيمي في الثقافة العربية.