رأت مجلة علمية أمريكية أنه ربما يكون التغيير المناخي قد تسبب في مضاعفة موجة الحر الشديد التي تجتاح أوروبا مؤخرا خمسة أضعاف.. مشيرة إلى أن العلماء سارعوا إلى دراسة ما إذا كانت درجات الحرارة المرتفعة التي شهدتها أوروبا الأسبوع الماضي مرتبطة بارتفاع درجة حرارة الأرض.
وأوردت مجلة "نيتشر انترناشيونال جورنال أوف ساينس"، على موقعها الإلكتروني، أنه بعد سلسلة من موجات الصيف الحار بشكل غير اعتيادي، شهدت فرنسا وأجزاء أخرى من أوروبا الأسبوع الماضي موجة حر شديدة أخرى حطمت أرقام درجات الحرارة المسجلة سابقا في جميع أنحاء القارة.
وأضافت المجلة أن ذلك الحدث قدم فرصة نادرة الحدوث، لمجموعة من علماء المناخ، لإجراء تحليل سريع حول ما إذا كان يمكن أن تكون موجة الحر بسبب الاحتباس الحراري العالمي، مشيرة إلى أنه بعد تحليل استمر سبعة أيام، جاءت النتائج: أن تغير المناخ جعل درجات الحرارة التي وصلت إليها فرنسا الأسبوع الماضي على الأقل أكثر بخمس أضعاف مما كان ستكون عليه في حال عدم حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقول فريدريك أوتو، باحث المناخ في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة: "يقول البعض أن الشكوك أكبر من اللازم". هناك بالفعل محاذير، معظمها تتعلق بنماذج المناخ غير الكاملة. ولكن حتى مع وجود خطوط كبيرة من عدم اليقين، نعتقد أنه من المفيد تقديم دليل كمي على كيفية تأثير تغير المناخ على الطقس القاسي".
وحسب الباحثون فإن متوسط درجات الحرارة التي وصلت خلال أكثر من ثلاثة أيام حرارة في فرنسا حوالي 28 درجة مئوية كانت على الأقل أكبر بخمسة أضعاف بسبب تغير المناخ.
وفي تحليل ثانٍ بحث في سجلات درجات الحرارة التاريخية على مدار القرن الماضي، بدلًا من النماذج، حسب الفريق أن احتمال حدوث مثل هذه الموجة الحارة في يونيو قد زاد في الواقع 100 مرة منذ عام 1900 تقريبا، بسبب التأثير المشترك للتغيير المناخي وعوامل أخرى، مثل تلوث الهواء.
ويشهد الاهتمام العام بمعلومات علوم المناخ ارتفاعًا حادًا، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى احتجاجات الشباب في دول أوروبا وأمريكا وأستراليا والتي حثت على اتخاذ إجراءات من قبل البالغين وأبرزها حملة "يوم الجمعة من أجل المستقبل" التي أطلقتها الناشطة السويدية للمناخ جريتا ثونبرج.