توقع مراقبون "ان تشهد العلاقات التونسية الفرنسية في المرحلة القادمة " برودا " بعد تعيين رئيس وزراء فرنسي جديد "إيمانويل فالس" و الذي عرف "بحساسيته " تجاه الاسلاميين ومن التيارات الاسلامية في العالم العربي عامة في الوقت الذي يتوقع فيه مشاركة حركة النهضة الاسلامية الحكم في تونس في الانتخابات المقبلة.

 علاقة متوترة مع النهضة منذ توليه الداخلية الفرنسية

وقد بدأ موقف فالس يظهر تجاه للحركات الاسلامية عقب عملية الاغتيال التي تعرض لها الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد في عهد حكومة النهضة الاولى حيث اعتبر فى تصريح اعلامي كوزير للداخلية الفرنسية وقتها أن تونس لم تعد نموذجا يحتذى في بلدان الربيع العربي.

و لم يكتف فالس بهذا التصريح بل اضاف في تصريح ناري اخر و في هجوم جديد على حركة النهضة الاسلامية أن هذه الحركة تكرس "فاشية إسلامية صاعدة" و انها تمارس العنف المرتكب بإسم الاسلام الراديكالي، مشددا على ضرورة محاربة هذا العنف .

حركة النهضة مستاءة من تعيين فالس
و لم يخف عدد من قيادات حركة النهضة استياءهم من تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي الجديد حيث عبر رئيس الحركة راشد الغنوشي عن استيائه من تصنيف فالس لحركة النهضة والإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في نفس السلة منتقدا تصريحاته التي اعتبر فيها ان حركة النهضة حركة "تؤسس لفاشية اسلامية

من جهته عبر رئيس الحكومة السابقة و القيادي بحركة النهضة حمادي الجبالي عن استيائه من تصريحات “إيمانويل فالس” بخصوص الحركة .

فالس "الرجل الخطير "

و يعرف إيمانويل فالس بأنه من المحسوبين على التيار اليميني داخل الحزب اليساري الاشتراكي، مما جعل زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن تصفه بالرجل "خطير" مشيرة الى انه لا يحترم الحريات الفردية والعامة وتعيينه بمثابة "تغيير سياسي جذري بحسب تعبيرها .
و اعتبر متتبعو الشأن التونسي ان شخصية "فالس " المتعصبة تجاه المهاجرين في فرنسا و الحركات الاسلامية سيتسبب في عرقلة "التحسن الذي شهدته العلاقات  التونسية الفرنسية " في المدة الاخيرة .
و يظهر تحفظ الحكومة الفرنسية على "حركة النهضة الاسلامية " من خلال عدم زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند  تونس إلأ بعد الثورة الا بعد حوالي السنتين في اشارة الى تحفظه الكبير على حكومات "حركة النهضة المتتالية ".
في هذه الأثناء فإن هناك ارتباطا كبيرا بين تونس  اقتصاديا و تاريخيا مع فرنسا  التي تولي اهتماما كبيرا بالشأن الداخلي و السياسي لكل من تونس والجزائر .

*افريكان مانجر