تخوف مراقبون للشأن الليبي وأمنيون من ردة فعل أنصار الزعيم الإسلامي الجهادي أحمد بوختالة، بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية القبض عليه في عملية عسكرية سرية على الأراضي الليبية .

وقال الأكاديمي ناجي فركاش المحلل السياسي الليبي إن "خبر اعتقال شخصية إسلامية بحجم أحمد بوختالة من شأنه أن يرجح فرضية انتقام أنصاره ".

وتابع، في حديثه لوكالة الأناضول، "تلك ردة فعل متوقعه على الحادث وسيحصد نتائجها الحكومة الليبية في حال ثبت اشتراكها أو تعاونها أو تسهيلها لتلك المهمة السرية التي أفضت للقبض على الإسلامي أحمد بوختالة ".

وبحسب الأكاديمي الليبي فإن "المصالح الأمريكية بوجه خاصة هي الآن في خطر رغم أن مدينة بنغازي تكاد تنعدم فيها أي تواجد أمريكي حتي على مستوي الأفراد "، مذكرا بتحذيرات الولايات المتحدة الأمريكية المتكررة لرعاياها بعدم السفر إلى مدينة بنغازي  .

الحكومة الليبية من جانبها لزمت الصمت حيال الحادثة ولم يصدر حتي الآن أي تصريحات رسمية من مسؤولين ليبيين حول ما إذا كانت تلك العملية تمت بموافقة السلطات المحلية أم لا .

و في السياق رجح مسول أمني ليبي للأناضول أن "عملية القبض على بوختالة كانت سهلة كون الأخير كان يتنقل بدون حراسات معه في كافة أنحاء مدينة بنغازي وضواحيها ".

وأضاف أن "أحمد بوختالة كان يظهر بشكل علني في أماكن عامة في مدينة بنغازي"، الأمر الذي أكده بوختالة نفسه في وقت سابق خلال مقابلة له مع قناة أجنبية قال فيها "أنا لم أرتكب أي أخطاء كي اختبئ ".

ورغم إعلان البنتاغون الأمريكي اعتقال بوختالة في عملية تمت، الأحد الماضي، وأنه في مكان آمن خارج ليبيا، شكك مصدر مقرب من عائلة بوختالة في صحة المعلومة قائلا للأناضول إن "عائلة الشيخ أحمد كانت على تواصل معه عبر الهاتف حتي يوم أمس الاثنين فكيف يقال إنه قبض علية منذ يوم الأحد ".

و أحمد محمد عبد الله بوختالة هو إسلامي ليبي مواليد 1973 بمدينة بنغازي شرقي ليبيا غير متجوز وكان قد اعتقل من قبل قوات أمن معمر القذافي، الرئيس الليبي السابق في عام 1991 موجه له تهم مشاركته في أعمال عسكرية ضد النظام وقعت في بنغازي ودرنة خلال فترة الثمانينيات ليقضي 13 عاماً كفترة حكم في سجن أبوسليم بالعاصمة طرابلس أفرج عنه بعدها في عام 2004 بعد تدخل سيف الإسلام نجل القذافي، فيما عرف في ليبيا بالمصالحة بين النظام ومعارضي والده .

وبعد قيام ثورة شعبية في ليبيا عام 2011 ضد نظام القذافي قاتل بوختالة قوات القذافي بعد أن كون كتيبة عبيدة بن الجراح التي ترأسها في ذلك الوقت والتي تم حلها بأمر من المجلس الوطني الانتقالي السابق (قيادة الثورة الليبية) بعد أن قتل داخلها في 29  يوليو / تموز 2011 اللواء ركن عبد الفتاح يونس رئيس أركان جيش الثوار خلال حرب التحرير الليبية ضد قوات العقيد الراحل معمر القذافي، وقد شارك بوختالة مع كتيبته المتكونة من ثوار إسلاميين في الحرب ضد قوات القذافي في مدينة البريقة (شرق) كما ساهمت في تأمين مطار ببنغازي خلال الثورة الليبية

واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس/ آب العام الماضي أحمد بوختالة بأنه أحد الذين خططوا للهجوم على مقر قنصليتها في مدينة بنغازي شرقي ليبيا 11 سبتمبر / أيلول  2012 والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي "كريستوفر ستيفنس" وثلاثة أمريكيين آخرين ما دعي الكونغرس الأمريكي في يناير/كانون الثاني  2014  إلى وضع الأخير ضمن قائمة الإرهابيين الدوليين المطلوبين للعدالة صحبة جهادي أخر وهو "صفيان بن قمو" زعيم تنظيم أنصار الشريعة في مدينة درنة الليبية و"أبوعياض" زعيم تنظيم أنصار الشريعة في تونس و جمدت أي أصول مالية لهم ومنعت أي شخص أو شركة أمريكية من التعامل معهم .

وتعرض بوختالة في 7 يناير / 2013 لمحاولة اغتيال بعد أن زرع مجهولون، قال الأخير إنهم ينتمون لعائلة اللواء عبد الفتاح يونس الذي اتهم بوختالة في جريمة اغتياله، عبوة ناسفة أسفل سيارته أسفرت عن مقتل أحد زارعي العبوة وجرح الأخر بعد أن انفجرت بهما وقت العملية .