شهدت عدّة محافظات تونسية احتجاجات شعبيّة بالتزامن مع ذكرى عيد الجمهوريّة. ورفع المحتجون شعارات مندّدة بالحكومة وعدد من الأحزاب السياسيّة. كما قام المحتجون في عدد المحافظات بحرق مقرات تابعة لحزب حركة النّهضة الدّاعم الرئيسي لحكومة هشام المشيشي.
واستهدف المحتجون في ولاية توزر جنوب غربي البلاد مقر حزب النهضة وأضرموا النار في محتوياته. كما هاجموا مقر الحزب في مدينة القيروان وسط البلاد وفي مدينة سوسة الساحلية، وفي سليانة وفي صفاقس ثاني كبرى مدن البلاد.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تبرز اقتحام المحتجين لعدد من مقرات حزب النهضة في عدة مناطق من البلاد.
وكان عدد كبير من الأحزاب والشخصيات قد عبرت عن دعمها لهذه التحركات. وقال الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل، المنظمة النقابية الأكبر في البلاد، تعليقًا على هذه الأحداث: "من حق جماهير شعبنا ان تتظاهر وان تحتج وان تطالب فتلك هي الديمقراطية".
سياسيًا عبّر الأمين العام لحركة الشعب المعارضة عن تأييده للاحتجاجات قائلاً: "الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام, والتي عاشت على وقعها عدة مناطق تونسية اليوم, مشروعة وسببها بؤس وفقر التونسيين وتهميشهم طيلة السنوات الأخيرة".
مضيفًا في تصريحات لـ"بوابة أفريقيا الإخبارية" أن "حركة النهضة مطالبة بالاعتراف بمسؤوليتها على الخراب الحاصل في تونس خلال السنوات الأخيرة, وكذلك عليها الاعتراف بأن ردة المواطنين على حكمها طبيعية".
مؤكدًا في المقابل على أن "العنف الممارس ضد مقرات النهضة مرفوض, إلا أن الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط المنظومة الحاكمة تظل مشروعة" وفق تعبيره.
وتأتي هذه التظاهرات إثر دعوات أطلقها نشطاء وصفحات على مواقع التواصل للتظاهر يوم 25 جويلية التي يوافق عيد الجمهورية في تونس وذكرى اغتيال المعارض السابق لحكومة الترويكا محمد البراهمي.
وتعيش تونس أزمة اقتصاديّة وصحيّة غير مسبوقة، وسط احتقان اجتماعي كبير. وهو وضع عمّقته حالة الإنقسام بين رؤوس السلطة في البلاد. فالرئيس قيس سعيّد يتهم المنظومة الحالية التي تترأسها حركة النهضة بالفساد ودعم اللوبيات والاضرار بالدّولة، في المقابل تتهم حركة النهضة التي تدعم حكومة هشم المشيشي بتعطيل دواليب الدّولة والتحريض على المؤسسات المنتخبة، بحد تعبيرها.
واتهم رفيق عبد السلام القيادي في حركة النهضة وصهر راشد الغنوشي الرئيس قيس سعيد بالوقوف مياشرة وراء الاحتجاجات وحرق مقرات حركة النهضة. وكتب القيادي في حركة النهضة على صفحته بالفايسبوك قائلاً: "الواضح أن قيس سعيد يريد بث الفوضى والفتنة، ولن يصل الى تحقيق مبتغاه بحول الله".
مضيفًا أنّ "كل عمليات الحرق والتخريب التي تعرضت لها مقرات النهضة تقف وراءها تنسيقيات قيس سعيد التي توجه من غرفة مظلمة في قرطاج ،الى جانب بعض البلطجية من المرتزقة".
وتابع القيادي في النهضة بالقول: "ما يريده قيس سعيد هو تنصيب نفسه الحاكم المطلق عن طريق تنسيقيات شعبوية فوضوية متحالفة مع البلطجية، وعلى قيس سعيد ان يختار بين الفوضى أو الدولة. ولا يختفي وراء مجلس الأمن القومي لأنه أصبح جزءا المشكل وليس جزءا من الحل" بحسب تعبيره.
وفي ذات السياق أصدرت حركة النهضة بيانا إتهمت فيهم من أسمتهم بـ"العصابات الاجراميّة" و"مجموعات فوضوية"، بـ"الاعتداء على بعض مقرات الحركة بالبلاد وترهيب المتواجدين داخلها وتهديدهم في حياتهم".
وقالت النهضة في بيان لها، اليوم الأحد، أنّها "تدين هذه العصابات الاجراميّة التي يتمّ توظيفها من خارج حدود البلاد ومن داخلها للاعتداء على مقرات الحركة ومناضليها وإشاعة مظاهر الفوضى والتخريب خدمة لاجندات الإطاحة بالمسار الديمقراطي وتعبيد الطريق امام عودة القهر والاستبداد، وما الحملة الإعلامية المسعورة لبعض المواقع الإعلامية الأجنبية والمحلية المحرضة على العنف الا دليلا قاطعا على ذلك" بحسب البيان.