أفاد وزير الصحة عبد اللطيف المكي بإمكانية حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد في الخريف والشتاء القادمين, موضحا أنه لذلك يتم وضع مستشفيات ميدانية جديدة على غرار المستشفى الميداني الذي تم افتتاحه, صباح اليوم الأربعاء 13 ماي الجاري, بالحي الوطني الرياضي بالمنزه.

وأشار المكي, في تصريح إعلامي, إلى أن الوزارة تقوم بجرد الفضاءات الأخرى في جهات مختلفة من البلاد قد تكون صالحة لاحتضان مستشفى ميداني لمجابهة موجة ثانية محتملة من فيروس كورونا المستجد.

وفي سياق متصل, دعا المكي, في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على "الفايسبوك", إلى ضرورة الالتزام بالحجر الصحي الموجه بمراحله الثلاث لمجابهة فيروس كورونا وتدارك ما اعتبرها ''خروقات عديدة '' جدت خلال الأيام الفارطة.

وأكد المكي أن تسجيل صفر إصابة بفيروس كورونا المستجد لثلاثة أيام متتالية في تونس لا يعني القضاء نهائيا على الفيروس, مشددا على أن الإجابة التي تأتي من اللجنة العلمية مبنية على القواعد الثابتة والتجارب المتراكمة لعلم الوبائيات والذي يقول إن الأرقام حتى وإن بلغت الصفر لأيام قليلة لا تعني الخلو التام من المرض وعدم عودته إلا إذا استمر انعدام الإصابات (صفر حالة) لمدة تساوي مرتين مدة حضانة الفيروس أي بين 30 و 40 يوما.

وشدد المكي على ضرورة الاستمرار في توخي الحذر والالتزام بكل إجراءات الوقاية "ليدوم الصفر ويعود الاقتصاد".

من جانبها, أكدت المديرة العامة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية أنه لا يمكن حاليا الجزم بالقضاء على كورونا في تونس رغم عدم تسجيل أي إصابات جديدة خلال الثلاثة أيام الأخيرة.

وقالت بن علية, خلال مؤتمر صحفي انعقد اليوم, إنه وقع تعزيز منظومة الرقابة الصحية لحصر الحالات المشتبه في إصابتها وعزلها للحد من انتشار العدوى, مشيرة إلى أن تقييم المخاطر بخصوص انتشار كورونا في تونس مازال مرتفعا في ظل تواصل إجلاء التونسيين من الخارج القادمين من دول مازالت في مواجهة  الوباء.

وأوضحت أنه لا يمكن الجزم بالقضاء على الفيروس في تونس قبل انقضاء 40 يوما على الأقل دون تسجيل إصابات جديدة, وهو ما يتطلب عملية مراقبة مستمرة ودقيقة للوضع الوبائي.

وكشفت بن علية وجود 5 مصابين حاليا في المستشفى حالتهم مستقرة.

وفي ما يتعلق بالشريحة العمرية للمصابين بكورونا, أشارت بن علية إلى أن الدراسة التي قدمها المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة بينت أن المعدل في حدود 43 سنة, حيث بلغ سن أقل مصاب شهرا واحدا وأكبر مصاب 93 سنة, كما تبين أن عدد المصابين من الذكور يفوق 2.6% عدد الإناث.

وجددت التحذير من التجمعات مع ضرورة الإلتزام بالتعليمات التي أصدرتها وزارة الصحة في فترة الحجر الصحي الموجه كإجراء وقائي.

واعتبرت بن علية أن كل مخالفة للإجراءات الوقائية يمكن أن تؤدي إلى سيناريوهات سيئة كما حصل في عدة بلدان من بينها لبنان.

كما كشفت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة أن 4 دول تعتبر المصدر الأساسي لعدوى فيروس كورونا في تونس, وهي فرنسا بالأساس ثم تركيا والكنغو وفي درجة ثانية مصر.

وأوضحت أن عدد الحالات المستوردة التي انتشرت وتسببت في عدوى محلية بلغ 247 حالة وافدة.

ولاحظت في المقابل أن كلا من إيطاليا والصين لم تشكلا مصدرا بارزا للعدوى في تونس بفضل الإجراءات الوقائية التي اتخاذها منذ البداية للتوقي من انتشار الفيروس.

وبلغ عدد الاصابات بفيروس كورونا منذ ظهوره في تونس إلى الآن 1032 موزعة بين 785 حالة محلية و247 حالة مستوردة, أهمها من فرنسا ثم تركيا والكونغو ومصر وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغينيا وإيطاليا وبلدان أخرى, فيما بلغ عدد الوفيات 45 معدل أعمارهم 67 سنة, مقابل 740 حالة شفاء.

وأعلنت وزارة الصحة, فجر اليوم الأربعاء, أنه بتاريخ 12 ماي الجاري تم إجراء 614 تحليلا مخبريا من بينها 39 تحليلا في إطار متابعة المرضى السابقين ليبلغ بذلك العدد الجملي للتحاليل 33880 تحليلا.

وتم تسجيل 11 تحليلا إيجابيا, كلها حالات إصابة سابقة ماتزال حاملة للفيروس وصفر حالة إصابة جديدة لليوم الثالث على التوالي ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس في استقرار, حيث بلغ 1032 حالة مؤكدة.