كشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، عن فقدان 12 طائرة في ليبيا يمكن استخدامها في عمليات استعراضية ضد بلاده والجزائر، مؤكدا أن 500 تونسي قتلوا في سوريا من بين نحو ثلاثة آلاف سافروا إليها منذ اندلاع الثورة.

واعترف بن جدو أن ما يقلق الآن أكثر هو الوضع في ليبيا، خاصة مع تهريب السلاح المتدفق، واصفا ليبيا بقنبلة موقوتة في وجه بلاده والجزائر.

ويذكر أن حالة الانفلات الأمني التي تعيشها ليبيا بعد سقوط نظام القذافي وانتشار السلاح بشكل هائل ألقت بظلال حالكة على الوضع الأمني في تونس، فقد تمكنت أجهزة الأمن التونسية في مناسبات عديدة من حجز كميات هائلة منها بمخازن بالجنوب التونسي، كما صادرت أنواع مختلفة من الأسلحة بحوزة ليبيين متسللين إلى البلاد وأيضا بحوزة تونسيين كانوا يزمعون تهريبها إلى الداخل التونسي بغية الاتجار فيها.

واستطرد وزير الداخلية التونسي "نحن نتحدث عن سيارات رباعية الدفع متوفرة لدى المتشددين في ليبيا كاللعب، ومعسكرات تدريب، وقذائف سام 7 مفقودة، وقذائف موجهة، وقذائف أربي جي 7 وطائرات، هناك 12 طائرة مفقودة في ليبيا يمكن أن تستخدمها المجموعات الإرهابية للقيام بعمليات استعراضية ضد تونس أو الجزائر، نحن نتحدث عن أشخاص ليس لهم أي تفكير غير التخريب والتدمير".

وأضاف "الوضع مقلق في ليبيا، لا نعرف من يسيطر على المعابر في ليبيا، في كل مرة تسيطر عليها مجموعة، الوضع في الشرق غير الوضع في الغرب، أنصار الشريعة أنفسهم غير متفقين مع بعضهم، مجموعة مصراتة لا تعرف توجهاتهم، مجموعة الزنتان وهم الأقرب إلى الجزائر وتونس للأسف لا يسيطرون على المعابر".

وتابع " لذلك عملنا شريطا حدوديا عازلا يمتد على 300 كيلومتر يمر على جندوبة والكاف في مناطق الجنوب، لمنع تسلل الإرهابيين التونسيين والليبيين نحو التراب التونسي للقيام بعمليات إرهابية، ولمنع تهريب السلاح ومنع المواد المدعمة التي تنهك الاقتصاد التونسي".

وأكد الوزير التونسي، أن بلاده لم ترصد تنظيما مواليا لداعش مثل جند الخلافة في الجزائر، مشيرا الى انقسام داخل كتيبة عقبة بن نافع الموالية لداعش وأن التونسيين من صغار التجربة والسن تأثروا بتجربة داعش وسارعوا إلى إعلان الولاء، وهذا أثار غضب المنتمين إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من الجزائريين والمغاربة الذين يسيطرون على القيادة.

وأشار الى توفر معلومات تفيد بوجود أبو عياض زعيم تنظيم أنصار الشريعة في منطقة درنة بليبيا والتي تسعى لتكون أول إمارة تعلن ولاءها لداعش، وأن أبو عياض نفسه يسعى لذلك.

وكشف بن جدو في حوار مع صحيفة "الخبر" الجزائرية في عددها الصادر اليوم السبت، أنه جرى منذ شهر آذار/مارس 2013، منع ما يقارب تسعة آلاف شخص من التوجه إلى سوريا، بعضهم أودعوا السجن وبعضهم أطلق سراحه، وكل الذين تم منعهم من السفر إلى سوريا موجودون تحت الرقابة الأمنية، أما الذين سافروا إلى سوريا فعددهم يتراوح بين 2500 إلى ثلاثة آلاف تونسي منذ الثورة، بينهم 500 شخص قتلوا هناك.

وقال "هناك من عادوا إلى تونس واعترفوا بالانتماء إلى مجموعات إرهابية في الخارج وتمت ملاحقتهم قضائيا، وهناك من لم نتمكن من إقامة الحجة عليه، ومع ذلك وضعناهم في قاعدة بيانات ونراقبهم".

ولفت بن جدو الى توقيف أكثر من أربعة آلاف شخص، 1500 ارهابي تم اعتقالهم في عام 2013، مقابل 2700 بين إرهابيين ومشتبهين أو عناصر في الخلايا النائمة ومتهمين بالجرائم الإرهابية وشبكات التسفير إلى سوريا في 2014، القضاء أودع عددا كبيرا منهم السجن وأطلق سراح البعض لكنهم يظلون تحت الرقابة القضائية.

وأشار الى تصفية 21 ارهابيا خلال العام الجاري الى جانب تسجيل حالات استسلام. فضلا عن استعادة 1500 مسجد كانت خارج السيطرة منذ 2013، في حين يجري العمل على استعادة ما بين 4 إلى 20 مسجدا بالتنسيق بين وزارتي الداخلية والشؤون الدينية.

وأوضح وزير الداخلية التونسي وجود نحو 20 من الإرهابيين الجزائريين ضمن الجماعات الارهابية بتونس، بعضهم شارك في عملية هنشير التلة التي راح ضحيتها 15 عسكريا، ، مؤكدا أن المجموعات الإرهابية الثلاث المتواجدة في الشعانبي والقصرين وجندوبة (تونس) لا يتجاوز عدد أفرادها 100 أو 110، بعضهم هاربون من العدالة الجزائرية. وأنه لم يعد هناك تنظيم اسمه انصار الشريعة بعد تصفية قياداته أو فرارها الى ليبيا.

*نقلا عن العرب اللندنية