بدأت اليوم تونس رسميا تعيش أجواء القمة العربية العادية الثلاثين بإنعقاد إجتماع كبار المسؤولين للمجلس الإقتصادي و الإجتماعي التحضيري لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة. و تضمن برنامج عمل أول اجتماع يعقد في اطار الاجتماعات التحضرية للقمة العربية، كلمة المملكة العربية السعودية باعتبارها رئيسة القمة السابقة (29 ) ثم كلمة ممثل تونس بوصفها رئيسة القمة الحالية وكلمة الامانة العامة للجامعة العربية.
ثم تواصل الاجتماع، بعد ذلك، بصفة مغلقة ويتضمن جلسة عمل اولى سيتم خلالها اعتماد جدول أعمال الملف الاقتصادي والاجتماعي المرفوع منن قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة (الدورة العادية 30.)ويتضمن هذا الملف 11 بندا من ضمنها تقديم تقرير الامين العام عن العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك وملحق خاص بالانعقاد الدوري للقمة العربية والخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للاسكان والتنمية الحضرية المستدامة والاستراتيجية العربية لكبار السن. و ناقش الإجتماع صباح اليوم قضايا تهم ملفات التنمية الإقتصادية و الإجتماعية في الدول العربية حسب ما أكّده الأمين العام المساعد كمال حسن علي رئيس القطاع الإقتصادي بالجامعة العربية
هذا و قد جددت تونس اليوم تقديم مبادرتها إلى المجموعة العربية التي تهدف إلى تعزيز الإهتمام بكبار السن في المنطقة العربية وفق تأكيد سعيدة حشيشة المديرة العامة للتعاون الإقتصادي بوزارة التجاة التونسية و قد ثمن الإجتماع المبادرة التونسية لتعزيز الإهتمام بكبار السن في المنطقة العربية و الذين سيبلغ تعدادهم نحو 20 بالمائة من سكان المنطقة العربية بحلول 2050.
وقالت هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية إن هذه المبادرة تشكل نقلة نوعية في العمل العربي المشترك ومن شأنها المساهمة في ضمان حياة كريمة لهذه الفئة خاصة أن التقرير العربي حول فئة كبار السن بين أنه بحلول سنة 2050 من المتوقع أن يكون أكثر من 20% من سكان الدول العربية في الفئة العمرية 60 فأكثر، كما أكدت على أهمية هذه المبادرة في الاستفادة من الخبرات خاصة في إطار تنفيذ الغايات ذات الصلة في خطة 2030.
و قد شهد إجتماع المسؤولين للمجلس الإقتصادي و الإجتماعي التحضيري لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة حضور كافة الدول الأعضاء مع تواصل تغيب سوريا، حيث أكّد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن عودة سوريا إلى رحاب الجامعة ما يزال يستوجب توافقات أكبر بين الدول الأعضاء مشيرا إلى أنه ملف غير مطروح على أشغال قمة تونس هذا و تستأنف غدا بالعاصمة تونس الأشغال التحضيرية للقمة العربية تونس 2019 بعقد إجتماع المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية.
قرار لصالح فلسطين
إلى ذلك اعلن النّاطق الرّسمي للقمّة العربيّة محمود الخميري أن قمة تونس ستسعى لإعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية من خلال جملة من القرارات من بينها إدماج بند خاص بالإقتصاد الفلسطيني وطرح مسألة إنشاء "صندوق للتمكين الإقتصادي الفلسطيني" سيتم أخذ قرار بشانه نهائيا خلال إجتماع القمة يوم الاحد
وحول تطورات الوضع في سوريا قال الناطق الرسمي بإسم القمة العربية أن الوضع في سوريا سيكون بندا كسائر البنود المطروحة المتعلقة بعدة بلدان منها اليمن وغيرها وأعتبر أن مسألة إعادة إنضمامها إلى الجامعة العربية مسألة معقدة لأن هذا الملف أصبح يدار خارج الأطر العربية .
وبخصوص مقترح دمج القمتين التنموية والسياسية الذي تقدمت به السعودية قال الخميري أنه تم قبول بحث هذا المقترح خلال أشغال كبار مسؤولي المجلس الإقتصادي والإجتماعي وتمت إحالته رسميا للتباحث خلال إجتماع المندوبين الدائمين اليوم الأربعاء لإتخاذ القرار الخاص بشأنه.
إستعدادت أمنية
أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية سفيان الزعق، أن الوزارة شرعت وبصفة مبكرة في الإعداد لتأمين فعاليات الدورة 30 للقمة العربية "تونس 2019" والتى انطلقت اشغالها التحضيرية اليوم الثلاثاء وستختتم يوم 31 مارس الجارى باجتماع القادة العرب في تونس.
وأبرز في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أن الاستعدادات انطلقت بجملة من الأعمال التحضيرية على المستوى الأمني والاستعلاماتي بالاضافة الى الإعداد البشري والمادى، مشيرا الى أنه تم على ضوء ذلك دراسة مختلف الجوانب الامنية والتنظيمية ووضع المخططات الأمنية التى تم اعتمادها.
وأضاف الزعق أن الوزارة رفعت درجة الأهبة الاستثنائية وضاعفت جهود الوحدات الامنية في مختلف جهات الجمهورية، مبينا أن المخططات الأمنية ستبلغ ذروتها بداية من يوم 29 مارس الى غاية نهاية فعاليات القمة ومغادرة الوفود.
وأفاد في هذا السياق بأنه تمت برمجة العديد من الدوريات المشتركة مع الجيش الوطني بكامل ولايات الجمهورية، وتعزيز الإجراءات الحدودية بالمنافذ البرية والبحرية، واعتماد نقاط غلق ومراقبة إضافية بكافة محاور الطرقات للقيام بعمليات الرقابة الترتيبية وعمليات التفتيش على وسائل النقل والاشخاص.
كما أكد وجود إجراءات حدودية مشددة لتأمين مطار تونس قرطاج ومقر انعقاد القمة بقصر المؤتمرات بالعاصمة ومقر جامعة الدول العربية بتونس ، والمدينة الثقافية التى ستحتضن المركز الاعلامي، ومقرات اقامة الوفود ومحيطها، الى جانب حماية الشريط الساحلي وتدعيم الحدود البرية والبحرية والمحافظة على الامن العام بتكثيف التواجد الامنى والتوقى من الجرائم بمختلف أشكالها.
وأوضح أنه تم أيضا اعداد مخطط مروري لتامين مسالك عبور الوفود، ولتيسير عبور المواطنين من خلال مسالك خاصة ، مشيرا الى ان الوحدات الامنية ستكون متواجدة على عين المكان من اجل تسهيل حركة المرور امام المواطنين وارشادهم نحو المسالك المفتوحة.
وفي ما يخص الاحتياطات الوقائية ، سيكون الديوان الوطني للحماية المدنية حاضرا مع مصالح وزارة الصحة، لتأمين الجوانب الوقائية والصحية خلال فعاليات القمة.
وبالنسبة لمكافحة الارهاب، شدد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ، على أن مصالح الوزارة في حالة أهبة متواصلة ، تجسدت من خلال تفكيك الخلايا النائمة الى جانب عمليات المتابعة والمراقبة الدائمة، والعمليات الاستباقية التى نفذتها الوحدات الأمنية وضربت الارهاب في معاقله.