أكد رئيس كتلة حركة النهضة الاسلامية الحاكمة ،بالمجلس الوطني التأسيسي ، الصحبي عتيق أن فصول الدستور قابلة للتعديل و التحوير وفق توافقات الكتل النيابية وقال '' الدستور ليس قرآنا منزّلا".و أضاف في تصريح إذاعي الاثنين أن إسقاط الفصل 90 من الدستور الذي نص '' يضبط رئيس الحكومة السياسة العامة للدولة ويسهر على تنفيذها'' ليس بإشكال رغم أنه تم التوافق علية بين مختلف الأحزاب . و بين أن الفصل سيعود للنقاش بين رؤساء الكتل للإيجاد صياغة توافقية.

ويستمر في تونس الجدل حول الدستور في الوقت الذي تستعد فيه ابعض الأطراف الى المطالبة علنا بضرورة إجراء إستفتاء حول الدستور الجديد ، ومن هذه الأطراف تيار النحبة الذي إنسحب نوابه من جلسات مناقشة مشروع الدستور والمصادقة عليهوقال زعيم التيار الهاشمي الحامدي أن الدستور الحالي أسوأ من دستور بن علي وبورقيبة من الناحية الدينية ،و انه يمنع حتى على المفتي ان يقول لمن جاهر بكفره لقد كفرت ، واكد الحامدي ان تونس سنّت سنّة سيئة سيقتدي بها غيرها ، في إشارة الى دساتير الدول العربية التي ستكتب في المستقبل، وأضاف الحامدي انه يمكن قيام محكمة تفتيش خاصة تبحث في من كفّر هذا او ذاك ، وتساءل  الحامدي : اين المشكل حين نعتمد الإسلام كمصدر للتشريع بما ان تونس 99% من سكانها من المسلمين ؟، مستغربا كيف يرفض الإسلام وهو في الكثير من البلدان يعتمد كمصدر للتشريع.

من جهته ،دعا رئيس حزب التحرير الإسلامي رضا بلحاج  إلى مقاطعة الدستور باعتباره عدوان أشد من عدوان السلاح حسب تعبيره مشيرا إلى أنه كان من الأجدر وضع دستور على أساس الإسلام مؤكدا أن حزب التحرير سيتصدى لهذا الدستور الوضعي. ولفت رئيس حزب التحرير رضا بلحاج إلى أن المجلس التأسيسي يخصص مكاتب لجهات غربية تشرف على صياغة الدستور مندّدا بالتدخّل الأجنبي لهذه الجهات في الدستور التونسي.

 وكان بلحاج قال في إجتماع شعبي بمدينة صفاقس أن  الدستور وصل الى حد الخديعة والفضيحة والاعتداء بالتشريع هو افظع من الاعتداء بالدبابة وهذا الدستور هو عدوان صريح على الامة ونحن نتبرا منه ووجود خبراء اجانب بقبة التاسيسي فضيحة،كما إنتقد حركة النهضة التي لم تف بالمطلوب وقدمت على حد وصفه تنازلات فظيعة لارضاء الغربوقال بلحاج ان الدستور وصل الى حد الخديعة والفضيحة معلنا ان حزب التحرير يتبرا من هذا الدستور وقال ان "الرويبضات" بالمجلس الوطني التاسيسي وفيهم من لا يمثل الا نفسه يقررون مصير الامة في هذا البلد الطيب وهذا عدوان على الامة والهوية مضيفا ان الاعتداء بالتشريع هو افظع من الاعتداء بالدبابة لان التشريع من شانه ان يتحكم في علاقات الناس واموالهم وحقوقهم وخيراتهم في حين ان الخلافة هي مبعث العز والفخر ، مشيرا الى أن العلمانية في بلاد الاسلام لا اصل ثابت لها بل هي مشروع ديكتاتوري دموي للاجتثاث ولاخراج الدين من الحياة

وقال بلحاج ان تدخل الغرب في المجلس الوطني التاسيسي واشغاله وبالتالي في الدستور امر مكشوف وهم يدخلون تحت مسمى خبراء كما انتقد بلحاج الاستعجال في انهاء الدستور وما تم تضمينه فيه من فصول تستهدف الدين والشعب المسلم ، على حد تعبيره ، ومنها تضمين حرية الضمير وما يمكن ان يجلبه من البلاء العظيم للبلاد وهو فصل غير موجود حتى في الدساتير الاوربية وهو فصل مطلق يشرع للحرية والسفاهات والتفاهات على حد تعبير رضا بلحاج وكذلك التناصف بين المراة والرجل وما يمكن ان يفتحه ايضا من ابواب بلاء كبيرة تعادي الدين.