يبدو أن الإحتجاجات ستعود بقوة الى الساحة التونسية في ظل الواقع المتردي سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ، حيث نظمت جمعية القضاة التونسيين  صباح الي،م  الإربعاء وقفة احتجاجية لليوم الثالث على التوالي أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي، احتجاجا على التعديل المقحم على الفصل 103 من باب السلطة القضائية (قسم القضاء العدلي والإداري والمالي ) .وينص التعديل على  أنه "تتم التعيينات في الوظائف العليا القضائية بمقتضى أمر حكومي بناء على اقتراح من وزير العدل ويضبط القانون هذه الوظائف"، وقد ندد المحتجون بسياسة الحكومة في إطارها العام وسياسة الحزب الحاكم في إطارها الخاص، سيما وأن مقترح التعديل المقحم على الفصل 103 هو ببادرة من النائبة النهضاوية سناء المرسني.

و رفع المحتجون العديد من الشعارات على غرار " لا للتدخل السياسي في القضاء" و"لا لتركيع السلطة القضائية"ومن المنتظر أن يستمر إضراب القضاة لمدة أسبوع ،ودعت نقاة القضاة التونسية  إلى مراجعة بعض الفصول التي تمت المصادقة عليها في الدستور المرتقب على غرار الفصل 100 وذلك باعتماد المعايير الدولية كضمان لاستقلال القضاء بالإضافة إلى مراجعة الفصل 102 بما يضمن حصانة القاضي ضد التتبعات الجزائية مشترطة عدم إمكانية تتبعه أو إيقافه ما لم ترفع عنه الحصانة من قبل مجلس القضاء الراجع له بالنظر الذي يبت في مطلب رفع الحصانة بقرار معلل... غير أن النائب عن حركة النهضة و المقرر العام للدستور الحبيب خذر قال  أنه يخشى أن يكون لإضراب القضاة نتائج عكسية مشيرا إلى ان المجلس الوطني التأسيسي لن يعمل تحت الضغط  ،مشيرا الى أنه سبق للقضاة أن مارسوا الضغط و كانت النتيجة أن اسقط قانون هيئة القضاة و تسبب في خسارة 4 أشهر مؤكدا أن باب الحوار مفتوح للقضاة.

حراك داخل الجهات

و في سياق أخر ، أقدم صباح اليوم عدد من المحتجين على اقتحام مقر ولاية القصرين ( وسط غرب ) مطالبين بتنحي الوالي ،و قد تدخلت قوات الجيش الوطني لإخراج الوالي من مقر الولاية بعد أن حاصر المحتجون مكتبه. وشهدت منطقة السند من ولاية قفصة ( جنوب غرب ) حالة شلل تام بعد دخول الإهالي في عصيان مدني ، كما عمد ساعات الصباح الاولى  ليوم أمس المحتجون المعتصمون منذ أربعة ايام بمعتمدية القصر من ولاية قفصة الى احتجاز مجموعة من الشاحنات الثقيلة فاق عددها العشر شاحنات بالإضافة الي حافلات وبعض السيارات الادارية

وتأتي الخطوة التصعيدية من قبل الشباب المحتج علي اعتبار ما اسموه تجاهلا من قبل السلطات واعتصامهم المفتوح بعنوان شغل –حرية –كرامة وطنية كما عبر البعض عن استيائهم من معتمد الجهة الذي عبر لهم بان التشغيل ليس من مهامه وأقدم محتجون  مساء  الثلاثاء على غلق مفترق طريق حي العوينة الرابطة بين سهلول وسيدي عبد الحميد في  مدينة سوسة الساحلية ، وقاموا بإضرام النار في العجلات المطاطية فيما استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم والتصدي لمحاولة عدد منهم اقتحام مقر المستودع البلدي بالمنطقة