شارك مئات التونسيين، الأحد، في وقفة احتجاجية بساحة حقوق الإنسان وسط العاصمة إحياء للذكرى التاسعة لاغتيال المعارض اليساري وزعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ومؤسس الجبهة الشعبية المحامي والحقوقي شكري بلعيد.

وطالب المحتجون، الذين حضروا من مختلف جهات البلاد، بكشف الحقيقة كاملة في ملف اغتيال بلعيد، من أمر ومن خطط ومن دبر ومن مول هذه الجريمة، ومحاسبة الأطراف المتورطة فيها.

ونظمت هذه التظاهرة الاحتجاجية أحزاب سياسية تقدمية ويسارية ومنظمات (عددها 25)، على رأسها حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (الوطد) وتنسيقيات المجتمع المدني واتحاد الشغل.

ورفع المحتجون لافتات وشعارات تطالب بالمحاسبة وبكشف كل الحقيقة في ملف اغتيال شكري بلعيد وكذلك الشأن بالنسبة لملف اغتيال النائب المؤسس محمد البراهمي (اغتيل في 25 جويلية/يوليو 2013).

وطالبوا القضاء التونسي بضرورة التسريع في البت في ملف الاغتيالات السياسية، كما اتهموا في المقابل جزء من القضاء بالتستر على الجناة وبتعطيل مسار المحاسبة.

وندد المحتجون بالبطء القضائي في ملف الاغتيالات السياسية، رافعين في الأثناء شعارات ضد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي تتهمه بالضلوع في اغتيال بلعيد.

وقال الأمين العام لحزب الوطد زياد الأخضر، في تصريح إعلامي، إن هناك أشخاصا –لم يسمهم- يتحملون المسؤولية الجسيمة في ملف اغتيال شكري بلعيد.

وأشار الأخضر إلى أنه في لحظة الاغتيال سعت أطراف سياسية، وفي مقدمتها وزير الداخلية آنذاك علي العريض، إلى طمس معالم الجريمة بالتمويه بأن قتلة شكري بلعيد هربوا إلى الحدود الغربية والحال أنهم هربوا إلى دولة أخرى.

وستكشف هيئة الدفاع عن بلعيد خلال الأيام المقبلة مستجدات الملف، وفق المصدر ذاته.

ويتهم حزب الوطد حركة النهضة بالتورط في اغتيال زعيمه، وهو أمر نفته النهضة في أكثر من مناسبة.

وفي السياق ذاته، قال الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي إن الاتحاد يشدد مجددا على ضرورة كشف حقيقة الاغتيالات السياسية في تونس وفي مقدمتها اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد.

وأضاف الشفي، في تصريح إعلامي على هامش حضوره اليوم الأحد فعاليات إحياء الذكرى التاسعة لاغتيال شكري بلعيد بساحة حقوق الإنسان بالعاصمة، أنه من الضروري أن تأخذ القضايا والأبحاث في هذا الملف مجراها بعيدا عن كل الضغوطات والأشكال التي قد تعطل مسار العدالة.

وقال الشفي إن عموم الشعب التونسي ينادي بضرورة محاسبة كل الجهات المتورطة في الاغتيالات السياسية.

ويحيي حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والأحزاب اليسارية والتقدمية، الأحد، الذكرى التاسعة لاغتيال أمينه العام السابق شكري بلعيد الذي اغتيل بالرصاص في 6 فيفري/فبراير 2013.

وجددت الأحزاب المذكورة المطالبة بكشف الحقيقة ومحاسبة كل الأطراف المتورطة في اغتيال بلعيد.