اجتمع مساء اليوم عدد من قيادات الأحزاب السياسية تلبية لدعوة مصطفى بن جعفر الأمين العام لحزب التكتل من أجل العمل والحريات  ومرشحه للانتخابات الرئاسية للتوافق  حول شخصية من التيارات الديمقراطية من بين المترشحين للرئاسة ٠

الاجتماع حضره من المترشحين للرئاسة الى جانب بن جعفر محمد الحامدي أمين عام التحالف الديمقراطي في حين نابت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري مرشح حزبها أحمد نجيب الشابي وحضر عماد الدائمي أمين عام حزب المؤتمر رئيسه منصف المرزوقي

كما حضر عبد الرزاق الكيلاني المترشح المستقل للرئاسة ومحمد عبو أمين عام حزب التيار الديمقراطي وعلي رمضان أمين عام حزب العمل الوطني

وانفض الاجتماع التشاوري دون تسجيل تقدم أو بروز ملامح اتفاق ودون أن يتم تحديد موعد لقاء جديد يبدو مستبعدا باعتبار انطلاق الحملة الانتخابية غدا ٠

هذه المبادرة بدت متأخرة وجاءت كردة فعل انفعالية من الاطراف التي خسرت الانتخابات التشريعية وكأنها محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المشهد السياسي ومحاولة إصلاح الاختلال الذي ولد قطبين كبيرين وأحزاب صغرى غير فاعلة ، وهو ما يجعل فشلها أقرب من نجاحها خاصة وأن الجميع من المترشحين وأنصارهم ينتظرون أن يجدوا دعما من البقية

فهل يكتب لمبادرة بن جعفر النجاح ويدخل الديمقراطيون الاجتماعيون بمرشح وحيد يكون قادرا على ضمان الفوز  بمنصب رئيس الجمهورية ؟ 

صراعات الزعامة

هذا السؤال أجاب عنه الإعلامي والباحث منذر بالضيافي بالقول " لا أتوقع أن يكتب لمبادرة بن جعفر النجاح نظرا لحالة التشتت و صراع الزعاماتية التي   تميزالعلاقة بين الأحزاب التونسية، وهذا ما يفسر ترشح أكثر من رئيس حزب سياسي للرئاسة، كما أن الأحزاب التي التقت اليوم لمناقشة هذه المبادرة كل زعاماتها غير مستعدة للتنازل عن الترشح، ولعل ما حركها هو ضعف نتائجها في الانتخابات البرلمانية، واحساسها المتأخر بامكانية خسارتها للانتخابات الرئاسية، غير أن هذا يعد مجرد ردة فعل على ما حصل. الذي سيكون محددا ومهما في الاستحقاق الرئاسي، اذ أنه من المستبعد أن تكون زعامات هذه الأحزاب الفاشلة قادرة على منافسة زعيم نداء تونس السبسي الذي تحول الى ظاهرة اجتماعية وسياسية، برزت من خلال تصدر حزبه للانتخابات الأخيرة، وهنا نذكر بأن التصويت كان لصالح السبسي فالنداء حزب حديث وهو يستمد مشروعيته من مؤسسه وزعيمه. وهو ما سيتواصل في الانتخابات الرئاسية، من ذلك ان كل استطلاعات الرأي ترشح السبسي للفوز وربما من الجولة الاولى "

محاولة لاهثة..متأخرة

ويرى الإعلامي سليمان بن يوسف ، الذي خاض الانتخابات التشريعية في قائمة مستقلة ، مبادرة بن جعفر "محاولة مفهومة تؤشر لاستيعاب أحد دروس خيبة جل الأحزاب الوسطية في التشريعية القاسية، ومسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في فرصة أمل أخيرة لتموقع هذا الطيف المنتسب لخط مبادىء الثورة، مقارنة بخط الحزب الفائز الأول ذي المرجعية الدستورية القريبة من خط ما قبل الثورة.

المحاولة تبدو متأخرة زمنيا، وتجذيف ضد تيار بدا جليا في اختيار معظم جمهور الناخبين في التشريعية، فالأحزاب المشتتة، قد تعجز وقد بدا وهنها عبر نتائج الصندوق في تعبئة أغلبية التونسيين وإقناعهم برئيس مؤهل لقيادة البلاد سيكون بالضرورة أحد وجوه أحزاب أخفقت في حشد نسب محترمة من المقترعين يوم 26 أكتوبر.

سيكون لموقف النهضة من مقترح المجموعة إن توصلت للتوافق حول شخصية موحدة، وزنه، وهي التي لم تحسم موقفها، بينما قد يبدو من العسير أصلا توصل الأطراف المتحاورة ضمن مبادرة بن جعفر للتنازل لفائدة الاسم المقترح."