أكدت مصادر سياسية موثوقة ان حركة النهضة تتفاوض مع ممثلين للأحزاب الدستورية ، الذين حكموا تونس منذ استقلالها في 1956الى قيام الثورة في 2011، قصد إقامة تحالف سياسي لقيادة تونس بعد الانتخابات المقبلة التي يرجح ان تنعقد الخريف القادم٠وأشارت مصادرنا ان اجتماعا تنسيقيا بين الطرفين انعقد نهاية الأسبوع الماضي بمدينة سوسة الساحلية ضم شخصيات بارزة من المكتب السياسي للنهضة و من الشخصيات الدستورية المنتمية الى حزبين بارزين من الأحزاب ذات المرجعية الدستورية البورقيبية تم التطرق فيه الى إمكانية التحالف بين الإسلاميين و البورقيبيين ٠

ويبدو ان تداعيات هذا الاجتماع التنسيقي لم تتأخر كثيراً اذ بادر حامد القروي ، باعث و رئيس حزب الحركة الدستورية و رئيس الوزراء الاسبق في عهد الرئيس بن علي ، الذي كان حضر اجتماع سوسة، الى الدعوة الى توحيد الدستوريين في حزب كبير يفرض وجوده في الساحة السياسية ، على ان يتم قبل ذلك اجراء حوار بين كل الأحزاب الدستورية برعاية شخصية دستورية وفائقة ، قد تكون مصطفى الفيلالي احد كبار الدستوريين واحد رفقاء درب بورقيبة، وفق ما أكدته مصادر مقربة من حزب دستوري٠ولا يستبعد ان تجد هذه الدعوة رجع صدى لدى اكثر من حزب دستوري كانت قبلت في الصائفة الماضية بمبادرة القروي للم شمل العائلة الدستورية قبل فشلها واتجاه القروي الى تأسيس حزب الحركة الدستورية التي تضم عددا من وزراء بورقيبة وبن علي ومن كبار الشخصيات التي قادت الحزبين في العشريات الماضية٠

ومن الأحزاب الدستورية التي قد تقبل لم الشمل نجد الحزب الدستوري الجديد الذي يقوده احمد منصور وحزب المبادرة الدستورية الذي يقوده كمال مرجان و الذي انتمى اليه محمد جغام مؤسس حزب الوطن الى جانب قرابة سبعة احزاب صغيرة اخرى مع استبعاد حضور حزب نداء تونس الذي يضم شخصيات يسارية و نقابية ترفض التقارب مع التجمعيين ، الحزب السابق للرئيس بن علي ، و مع الإسلاميين ٠وتشير مصادر قريبة من الإسلاميين ان الحوار مع الدساترة والاتجاه نحو  التحالف معهم يقودها نور الدين البحيري والسيد الفرجاني في يحضر عن الدستوريين حامد القروي والوزير السابق التيجاني الحداد اللذين يحتفظان بعلاقة جيدة مع الإسلاميين منذ فترة وخاصة مع شق حمادي الجبالي٠فهل يختار الإسلاميون مجموعة القروي ويتخلون عن مجموعة الباجي قائد السبسي الذي تردد سابقا انه اتفق مع راشد الغنوشي على تقاسم الحكم ،خاصة وان استطلاعات الرأي توكد ان النهضة ونداء تونس سيفوزان بالانتخابات القادمة؟