انتهت الجهود المستميتة لإنقاذ حياة رضيعين مصابين بأمراض خطيرة في غزة، التي تئن تحت حصار إسرائيلي منذ 13 سنة، بمأساة بعد توقف عمليات النقل الطبي إلى إسرائيل بسبب التوتر الذي يكتنف خططها لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
ففي الأسبوع الماضي، لفظ الرضيع عمر ياغي (8 أشهر) أنفاسه الأخيرة في غزة قبل ثلاثة أيام فقط من الموعد الذي كان مقرراً لخضوعه لعملية جراحية في القلب في إسرائيل.
وقالت جماعة حقوقية مقرها غزة، إن أنور حرب الذي توفي يوم الاثنين بعد تسعة أيام من ولادته كان يعاني أيضاً من مشكلات في القلب تستدعي نقله للعلاج في إسرائيل وهو الأمر الذي لم يحدث قط.
وقبل شهر، أوقف المسؤولون الفلسطينيون التنسيق المدني والأمني، تعبيراً عن غضبهم بشأن خطوات الضم التي تلوح في الأفق.
ونتيجة لذلك، بات الترتيب لاستخراج تصاريح لسكان غزة الذين يسعون للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية أكثر صعوبة ولم يعد يتم من خلال القنوات العادية.
واعترف هيثم الهدرة مدير التحويلات الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية بأنه توقف عن التنسيق مع مكتب الاتصال الرسمي الإسرائيلي بشأن تصاريح الدخول.
وأضاف: «بالنسبة لتحويل المرضى لمشافينا في المطلع والمقاصد تُرك الأمر لهم لإدخال المرضى من دون التنسيق من طرفنا، بحيث نصدر نحن التحويلة نحوّلها للمستشفى والمريض والمستشفى هو من يقوم بعمل التنسيق للمرضى لتلقي العلاج أو استكمال العلاج»، وذلك بموجب آلية جديدة.
وقال مسؤول فلسطيني، إن بعض عمليات النقل إلى إسرائيل ما زالت مستمرة، من خلال الاتصالات بين المرضى وعائلاتهم وجماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية.
لكنّ اثنتين من جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية قالتا إنهما حاولتا الحصول على تصريح لعمر دون جدوى.
وقال أحمد ياغي والد الطفل المتوفى عمر: «توجهنا للشؤون المدنية (الفلسطينية).. تواصلنا معهم بشكل مكثف وزيارات مكثفة، كانوا يقولوا لنا الوضع غير مستتب والرؤية غير واضحة». وقال مكتب الاتصال الإسرائيلي، إنه لا يزال مستعداً للتعامل مع حالات من هذا النوع. وأضاف في بيان: «كنهج متبع.. ما زال المكتب يسمح في هذه الأوقات أيضاً بدخول سكان قطاع غزة لعلاج الحالات الحرجة وفي حالات إنسانية أخرى».
وقال نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، إن سكان غزة يواجهون الآن احتمال عدم القدرة على تلقي العلاج في إسرائيل. وأضاف: «بالفعل، فقد رضيع يبلغ من العمر ثمانية أشهر حياته بسبب هذا الوضع.. بالتأكيد يجب أن يكون هناك خط أحمر عندما يتعلق الأمر بحياة الأطفال».