جامعه الخرطوم هي أقدم الجامعات السودانية وتعتبر من الجامعات العريقه في أفريقيا والشرق الأوسط تقع الجامعة في مدينة الخرطوم العاصمة السودانية وقد كان انشائها باسم كلية غردون التذكارية من قبل اللورد كتشنر أثناء فترة الاستعمار البريطاني في السودان لتخليد ذكرى اللورد غردون باشا وتحول اسمها الي جامعة الخرطوم بعد استقلال السودان في 1 يناير 1956 م.

تاريخ الجامعة :-

تميزت جامعة الخرطوم من حيث نشأتها بتاريخ مجيد تضرب جذوره في أعماق هـذا القرن فقد ولدت مع ميلاده ومازالت تتقلب بين سنواته وكلما تطأول الزمن زادها متانة ورصانة. إن السنوات الأولى بل اللبنة الأساسية لجامعة الخرطوم الحالية هي كلية غردون التذكارية حيث افتتح اللورد كتشنر كلية غردون التذكارية في 8 نوفمبر / تشرين الثاني 1902 م. وكانت في البداية بمستوى مدرسة ابتدائية.

وفي عام 1903 م اكتملت مبانى كلية غردون، وكانت نواتها كلية المعلمين التي انتقلت من أم درمان إلى مبانى الكلية بالإضافة إلى نقل مدرسة الخرطوم الابتدائية إلى مبانى الكلية. واضيف إلى هذه المدارس مركزاً جديداً للتدريب مجهزاً بورشة يمارس فيها الطلاب اعمال النجارة والرسم الهندسي ويتلقون مبادئ الهندسة الميكانيكية.

وشهد العام 1905 م بداية في تطبيق نظام الدراسة الثانوية بعد المرحلة الابتدائية في كلية غردون، وقد قسمت الدراسة إلى قسمين القسم الأول لمدة عامين لتخريج مسّاحين والقسم الثاني لمدة أربع سنوات لتخريج مساعدى مهندسين وملاحظين. وأضيف إلى الكلية جناحاً خاصاً للمدرسة الحربية لتخريج ضباط سودانيين. وكان هناك تركيز على الطلاب من ذوي الأصول الإفريقية ولهذا لم يقبل إلا عدد محدود من الطلاب المنتمين إلى أصول عربية.

1906 م أنشئ قسم لتخريج معلمين للمدارس الأولية تمتد فترة الدراسة فيه لمدة أربع سنوات بعد الابتدائى وبذلك أصبحت كلية غردون متخصصة في اعداد الإداريين والفنيين والمعلمين للعمل بخدمة الحكومة.

في 29 فبراير / شباط 1924 أفتتحت مدرسة كتشنر الطبية وقد قامت على نفقة حكومة السودان وأوقاف أحمد هاشم البغدادى التاجر الإيرانى الذي أوقف جميع ثروته للصرف على الكلية. وتعتبر مدرسة كتشنر أول مدرسة طب في شمال إفريقيا تنشأ على منهج متناسق ومتكامل ولم تتقيد بمنهج كليات الطب بإنجلترا. تحولت كلية غردون إلى مدرسة ثانوية حيث ألغى القسم الابتدائى وأصبحت تتكون من ستة أقسام هي :

القضاء الشرعي

الهندسة

قسم المعلمين

قسم الكتبة

قسم المحاسبة

قسم العلوم

في عام 1937 م، تقرر ربط مناهج كلية غردون بامتحان الشهادة الثانوية بجامعة كامبريدج ببريطانيا. والحصول على هذه الشهادة يؤهل الطالب للدراسة في الجامعات البريطانية. إنشاء كلية عليا للطب البيطرى في 1938 ثم تبعتها كلية الهندسة في 1939 وأخرى للآداب والحقوق في 1940. وفي 1944 تم تجميع كل الكليات العليا - ما عدا كلية كتشنر الطبية - في كلية واحدة أصبحت أول كلية جامعية في السودان. وجلست أول دفعة من طلاب كلية غردون لشهادة جامعة لندن في 1946. في عام 1946 م تم نقل القسم الثانوى من كلية غردون إلى مدينة أم درمان ليصبح مدرسة وادى .

1951م تم ضم كلية كتشنر الطبيه إلى كلية غردون لتكوين كلية الخرطوم الجامعية، ولكن ظلت هناك علاقة تربط الكلية مع جامعة لندن. وفي عام 1956 م تم تحويل كلية الخرطوم الجامعية إلى جامعة الخرطوم، وبذلك أصبحت أول كلية إفريقية مرتبطة بجامعة لندن تتحول إلى جامعة مستقلة تمنح شهادتها الخاصة.

أول مدير لجامعة الخرطوم هو السيد/ نصر الحاج على رحمة الله الذي تقلد منصب الإدارة في يوليو1958 م.

واستمر توسع الجامعة فضم إليها معهد المعلمين العالي ليصبح كلية التربية الحالية وذلـك في عام 1964 م.

لغـة التدريس بالجامعةكانت اللغة الإنجليزية هي لغة التدريس، إلا أنه ومنذ مطلع السبعينات تم تكوين عدة لجان وزارية بقصد إجراء إصلاح علمي بالجامعة. وقد كان محور هذا الإصلاح وقضيته الأساسية هو تعريب المناهج. واستمرت الجهود متصلة حتى تم تعريب المناهج بكليات الجامعة كلها، وذلك على مستوى السنة الأولى من العام الدراسي 90- 1991 م.وقد تخرج أول فوج للطلبة ممن درسوا باللغة العربية على مستوى البكالوريوس في العام الجامعي 93/1994 م. أما بالنسبة للخريجين على مستوى الدراسات العليا فإن لوائح الجامعة تجيز لهم إعداد دراساتهم وأطروحاتهم باللغة العربية أو الإنجليزية أو أية لغة أخرى. كان القصد من تعريب الجامعة هو تأهيلها وتأكيد انتمائها العربي والإسلامي.

ثورة التعليم العالي إتباعاً لموجهات ثورة التعليم العالي فى السودان بزيادة استيعاب المؤهلين للدراسة بالجامعات والمعاهد العليا زادت الجامعة عدد الطلاب والطالبات المقبولين من 2070 (ألفين وسبعين) طالب وطالبة في عام 1990 م إلى 5000 (خمسة آلاف) طالب وطالبة في عام 2002 م. واستوعبت كلياتها المختلفة عددا من الطلبة السودانيين الذين كانوا يدرسون بالجامعات الأجنبية ثم أعيدوا إلى السودان في العام الجامعي 1991/1992 م. لقد توسعت الجامعة في مجال الدراسات العليا وذلك بغرض توفير فرص التأهيل الداخلي لمقابلة حاجة البلاد من الكوادر المؤهلة التي يمكن أن تقود حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها. كذلك أهتمت الجامعة بشؤون البحث العلمي والنشر.

الرؤية:

تتلخص رؤية الجامعة في المساهمة-من خلال ما تنهض به في مجال التعليم العالي والبحث العلمي في خلق الأمة السودانية الموحدة المتطورة المتقدمة. جامعة مستتقلة أكاديميا وماليا ، مرتقية فى مختلف ضروب المعرفة، رابطة ما تقدمه من برامج وبحوث بمتطلبات التنمية المستدامة، محافظة على موقعها الرائد داخلياً، متطلعة لاحتلال مواقع الريادة العالمية، ومجددة لمفهوم الجامعة كمنظومة استراتيجية.

الرسالـــــة:

بحكم موقع جامعة الخرطوم كأم للجامعات السودانية، منوط بها تقديم مختلف برامج التعليم الجامعي وفوق الجامعي فى كل التخصصات والمجالات بجودة عالية، تقدم أميز خدمات التعليم والتدريب وفق المواصفات العالمية والقيم المرتكزة على التراث السوداني وقيمه، تأخذ بالمعاصرة فيما تقدمه وتعنى ببيئة البحث وصولاً لتأهيل الطلاب بمستوى يمكنهم من تولي مهام العمل والتفاعل مع المجتمع على المستويين المحلي والعالمي، تلبي حاجة المجتمع ومتطلبات التنمية، وتوجه تلك الاحتياجات والمتطلبات بوصفها المخزون الفكري والرصيد المعرفي للبلاد القادر على ذلك.

الأهـــداف:

•بيئة تعليمية وبحثية معاصرة تجابه التحديات الماثلة، مركزة على المعرفة كمحرك أساسي للتنمية.

•الوصول للعالمية فى المستوى والمحتوى والممارسة مع المحافظة على القيم والثقافة.

•مواكبة التطور والمستجدات التي تحدث فى شتى ضروب المعرفة مع أخذ زمام المبادرة في الإبتكار والإبداع.

•مقابلة الطلب المتزايد على التعليم العالي مع مراعاة أحدث تقنيات الجودة فى سائر مخرجاته.

•خلق البيئة المشجعة للأستاذ الجامعي لأداء رسالته.

•الوصول إلى النسبة العالمية بين عدد الطلاب وعدد الأساتذة

•الوصول بالمكتبات والمختبرات ومعينات التعليم الأخرى إلى أحدث المستويات التقنية وجعلها مكاناً للتفاعل بين مختلف مكونات الجامعة.

•تعضيد الدور المزدوج للجامعة كجامعة قومية وأم الجامعات السودانية.

•الوصول إلى منهج عمل مؤسس على الكفاءة، وتمكين العاملين من أداء عملهم فى ظل المسئولية والمحاسبة والشفافية وإدارة الوقت.

•استخدام تقانة الإتصالات والمعلومات لتحسين الأداء الجامعي تعليماً وبحثاً، وبناء القدرات وصقل المهارات اللازمة.

•إستراتيجية بحث علمي واضحة المعالم تحدد الأولويات البحثية وتوظف البحوث لخدمة المصالح القومية مع التركيز على البحث العلمي التطبيقى المتطور.

•تلبية خدمة المجتمع وتوجيه حاجياته

 

شعار الجامعة:

شعار جامعة الخرطومشعار مكون من أربعة كلمات هي الله، الوطن ،الحقيقة والإنسانية خط علـى كتاب مفتوح هو رمز المعرفة المتفتحة، ويحتل الجزء الأعلى من الشعار ويقسم صفحة الكتاب عموديا خطان متوازيان، الخط الأيمن أزرق اللون والأيسر أبيض اللون، ويمثل هذان الخطان نهر النيل أما الخطان المائلان فيمثلان النيل الأزرق والنيل الأبيض يمنة ويسرة على التـوالي، ما بين النيلين صورة لمبنى الجامعة تنبعث منه خطوط بيضاء (نور العلم) تمتد داخل خلفية سوداء (ظلام الجهل) وتمثل اللوحة المستطيلة في الجزء الأيسر من الشعار حضارة مروى القديمة رمز حضارة السودان.

الكليات والمعاهد

كلية الهندسة

كلية القانون

مكاتب الإدارةتضم الجامعة تسع عشرة كلية وسبعة عشر معهداً ومركزاً للبحث والتدريب، وداراً للطباعة والنشر، بالإضافة إلى مستشفي تعليمي هو مستشفى سوبا الجامعي ومتحفاً علمياً هو متحف التاريخ الطبيعي، ومركزاً للخدمات الطبية والصحية يقدم خدماته للطلاب وللعاملين بالجامعة وعائلاتهم.

للجامعة اربعة مجمعات :

مجمع الوسط : وهو يقع على شاطئ النيل الأزرق بمدينة الخرطوم وبه الكليات الاتية:

كلية العلوم الرياضية

كلية الهندسة

كلية العمارة

كلية العلوم

كلية الآداب

كلية القانون

كلية الأقتصاد والعلوم السياسية

مدرسة العلوم الإدارية

المجمع الطبي :يقع جنوب وسط الخرطوم ويحتوي علي معظم الكليات الطبية:

كلية الطب

كلية علوم المختبرات الطبية

كلية طب الأسنان

كلية الصيدلة

كلية التمريض

كلية الصحة

مجمع العلوم الحيوانية والزراعية يقع بمدينة شمبات شمال الخرطوم ويحتوى على :

كلية الطب البيطري

كلية الزراعة

كلية الإنتاج الحيواني

كلية الغابات

مجمع العلوم التربوية : كلية التربية يقع في مدينة امدرمان وبه كلية التربية ومعهد تأهيل المعلمين.

إدارة الجامعة[عدل]تتكون إدارة الجامعة من الراعي، رئيس مجلس الجامعة، مدير الجامعة،‏ نائب مدير الجامعة، وكيل الجامعة، أمين الشؤون العلمية، أمين المكتبة، عميد شؤون الطلاب وعمداء الكليات والمعاهد والمراكز والإدارات المساعدة لهم

مجلس الجامعة:

يختص بالنظر في سياسات الجامعة، مثل إنشاء وإلغاء الوظائف وإنشاءالكليات والمعاهد ووضع نظم ولوائح الجامعة. وتتكون عضوية المجلس من أربعين شخصاً، منهم واحد وعشرون عضواً من خارج الجامعة (من بينهم رئيس المجلس) من ذوى الكفاءة والاختصاص والاهتمام بالتعليم والقضايا الوطنية يضمون إلى الجامعة بناء على توصية من وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وتسعة عشر عضواً من داخل الجامعة منهم مدير الجامعة ونائبه ووكيل الجامعة وأمين الشؤون العلمية وأمين المكتبة وعميد الطلاب وثمانية أعضاء آخرين ينتخبهم مجلس الأساتذة من بينهم على الأقل ثلاثة من عمداء الكليات. ويضم المجلس في عضويته ثلاثة أشخاص يمثلون العاملين بالجامعة اثنين منهم من غير أعضاء هيئة التدريس وممثلان من الطلاب.

مجلس الأساتذة:

يختص بالنظر في وضع نظم قبول الطلاب في الدراسات الجامعية ومنح الدرجات العلمية والجوائز والدرجات ألفخرية، وتشجيع البحوث العلمية وتوجيه السياسات العلمية بالجامعة.وتتكون عضويته من: مدير الجامعة (رئيس المجلس) ونائب المدير ووكيل الجامعة وأمين الشؤون العلمية (عضوا ومقررا للمجلس) وأمين المكتبة وعميد الطلاب وعمداء الكليات ومديري المعاهد والمراكز ورؤساء الأقسام والوحدات الإدارية وأعضاء هيئة التدريس ممن هم في مرتبة الأستاذية.

مدير الجـامعة:

وهو المسئول الأول عن الأداء العلمـي والإداري بالجامعة يعأونه نائب المدير ووكيل الجـامعة ومؤسسات الجـامعة المختلفة (مجلس العمداء، مجلس الأساتذة... الخ). يرأس المدير مجلس الأساتذة ولجنة العمداء ولجان تعيين وترقية أعضاء هيئة التدريس ولجنة التخطيط والتنمية واللجان الدائمة وأى لجان أخرى تحددها نظم الجامعة ولوائحها.

نائب المدير:

ينوب عن المدير في حالة غيابه ويكون مسئولا لديه عن تنمية وإدارة الأنشطة العلمية بالجامعة وتنسيقها بين الكليات ووحدات البحث العلمي والوحدات العلمية الأخرى ويرأس عددا من اللجان تحددها نظم الجامعة ولوائحها.

الوكيـل:

يكون الوكيل مسئولا لدى مدير الجامعة عن الأداء الإداري والمالي بالجامعة وفقا لأحكام نظم الجامعة ولوائحها، وهو مقرر لمجلس الجامعة ولجنته التنفيذية والمالية.

أمين الشؤون العلمية:

يكون أمين الشؤون العلمية مسؤولا عن تنفيذ وترقية الأداء العلمي بالجامعة من خلال:

- تنفيذ قرارات وتوصيات مجلس الأساتذة.

- الإشراف على قبول الطلاب بالجامعة والإشراف على الامتحانات.

- تحضير واعتماد الشهادات العلمية وألفخرية بالجامعة.

- الإشراف على شؤون مساعدي التدريس.

- إعداد كافة الإحصاءات الخاصة بالجامعة والإشراف على طباعة إصدارات الجامعة الرسمية(دليل الجامعة)

وتعديل النظم الأساسية ولوائح مجلس الأساتذة.

عميد الطلاب:

يقوم بالتشأور مع مجلس شئون الطلاب بمساعدة الطلاب للاستفادة القصوى علميا واجتماعيا وتربويا. بجانب مراعاة النظام بينهم والسلوك القويم داخل الجامعة وخارجها. ويكون مسئولا عن تنفيذ السياسة العامة التي تخص الطلاب، بجانب الإشراف على اتحاد الطلاب وأوجه النشاط المختلفة. ومن مهامه كذلك الإرشاد والرعاية الصحية والنفسية والتربوية للطلاب.

اتحاد الطلاب الجامعه :

 يدرس بها حوالي 23400 طالب في مستوي البكالريوس في 23 كلية مختلفة، تختلف سنوات الدراسة بحسب الكليات ما بين 4 و6 سنوات. يكون للطلاب في سنوات دراستهم اتحاد طلابى يمثلهم في مجلس الجامعة ويتصدى لمشاكلهم الأكاديمية والاجتماعية بشكل عام. وقد عرف عن اتحاد طلاب جامعة الخرطوم منذ فجر العمل السياسى في السودان انه من انشط التجمعات الطلابية واكثرها تاثيرا على مستوى الساحة السياسية، انطلاقا من مفهوم : ان الطلاب هم طلائع التغيير وخط المواجهة الأول.

والجدير بالذكر ان طلاب جامعة الخرطوم كانوا وراء ثورة 21 أكتوبر 1964 م التي اطاحت بنظام الفريق إبراهيم عبود ولعبت الجامعة دوراء بارزا في انتفاضة 6 أبريل 1985 م التي اطاحت بنظام جعفر نميرى، وكان لهم العديد من الشهداء في صدامات دامية ضد جميع الديكتاتوريات العسكرية التي تعاقبت على حكم السودان بما فيها نظام عمر البشير الحالي.

جامعة الخرطوم قلعة من قلاع الدمقراطية :-

تعتبر جامعة الخرطوم من الصروح التى أسبغ الله عليها نعماً كثيرة بفضل مكانتها العالية في المجتمع وكسب أساتذتها وطلابها في مجال العلم والبحث والإسهام السياسي القومي وتولي إدارة الجامعات الجديدة، وكسب خريجيها في إدارة دولاب الدولة ومشروعات التنمية والتمثيل المشرف في كافة مجالات العمل المهني خارج السودان. فلا عجب أن تكون محسودة على تلك المكانة وذلك العطاء الثر، وبما أن حاسديها لا يستطيعون منافستها في مجالات عملها العلمي والبحثي يلجأون إلى طعنها من الخلف بتحريض الدولة عليها، وأكثر الحكومات قبولاً لذلك التحريض هي الحكومات العسكرية لأن الجامعة بفكرها الليبرالي وتقاليدها المؤسسية وتراثها السياسي الطلابي أقرب للنهج الديمقراطي، لذا فهي تأبى الحكم العسكري وترفض الإملاء الخارجي والتعيين السياسي لمواقع المسئولية في الجامعة. وذلك بالرغم من أن التنظيمات الطلابية الكبيرة في الجامعة كانت ذات طبيعة أيدولوجية شمولية لكن قاعدتها العضوية لم تزد في أحسن الحالات عن 20% من مجموع الطلاب لكن الممارسة الديمقراطية حتى في أوساط تلك التنظيمات الشمولية كانت هي الأصل والحكم في كل أوجه  النشاط الطلابي.  والحكم العسكري بطبيعته وتدريبه شمولي النزعة قهري التوجه يؤمن بأن من حق القائد الأعلى أن يفعل ما يشاء في جنوده وأتباعه وممتلكاته لا فرق في ذلك بين قيادته للجيش أو قيادته للدولة. لذا دخلت الجامعة في مواجهة مع حكم الجنرال عبود أدت إلى ثورة أكتوبر1964، ومع حكم الرئيس نميري أدت إلى انتفاضة شعبان 1973م ثم انتفاضة أبريل1985م، ووقعت فيها صدامات متفرقة مع حكم الرئيس البشير استطاعت السلطة أن تحتويها بفضل تأييد الطلاب الإسلاميين لها حيث تخرج فيها ابرز القيادات الاسلامية السودانية على رائسهم الدكتور حسن الترابى والنائب الاول السابق للرئيس السودانى على عثمان طه والعديد من قيادات النظام الحاكم بالسودان حاليا، وربما لهذا السبب كانت حكومة البشير هي الأكثر جرأة  واعتداءً على الجامعة لأنها تمنعت من قبول سلطتها وسياساتها كاملة كما تريد. ونسرد فيما يلي بعضاً من هذا الاعتداء على حرمات جامعة الخرطوم.
كانت المواجهة الأولى في عام 1991 عندما طلبت الحكومة السودانية من البروفسير مدثر التنقاري فصل عدد من الأساتذة لأنهم متهمين بمعارضة النظام دون أدنى دليل، الغريب أن المكتب التنظيمي للحركة الإسلامية داخل الجامعة رفض بالإجماع فكرة فصل الأساتذة ورفض أن يرشح أي شخص للفصل من الجامعة ولكن بعض ممثلي مؤسسات التعليم العالي في التنظيم احتجوا لدى السلطة: كيف يفصل أساتذتهم وجامعة الخرطوم لا تفعل؟ ووقف التنقاري موقفاً صلباً  مشرفاً ضد تلك السياسة العشوائية الظالمة وكانت النتيجة أن أعفي من منصبه قبل أن يكمل سنتين في إدارة الجامعة. وكانت المواجهة الثانية مع البروفسير مامون حميدة وزير صحة ولاية الخرطوم الحالى الذي رفض تدخل وزير التعليم العالي في شئون مجلس العمداء والاجتماع بهم في غيبة المدير وقال للوزير كلمة سارت بها الركبان: إن كلمة وزير ليس لها وجود في قانون الجامعة! وذهب الوزير مغاضباً وطلب من الرئيس إعفاء المدير المشاكس واستجاب الرئيس لطلب الوزير فأعفي برفسير مامون حميدة بعد سنتين فقط من توليه المنصب. ولم تكن الجامعة موافقة على مجمل سياسات التعليم العالي التي من شأنها التأثير على مستوى الطلاب الأكاديمي مثل سياسة التعريب دون استعداد لذلك وزيادة أعداد القبول واستيعاب الطلاب الذين استدعتهم الحكومة من الخارج رغم قلة الإمكانات المعملية.