رجح المحلل السياسي والخبير القانوني محمد صالح جبريل تفاهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا بشأن تسليم السلطة التنفيذية سلميا مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن حكومة الدبيبة باتت قاب قوسين أو أدنى من التسليم لحكومة باشاغا بضمان عدم الملاحقة القانونية. 

إلى نص الحوار

السفير الأمريكي أعلن عن محادثات بين الدبيبة وباشاغا برعاية أممية برأيك ما مدى إمكانية نجاحها؟

المحادثات بين الدبيبة وباشاغا والتي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية أمر طبيعي حيث أن الولايات المتحدة تريد الوصول لتفاهمات بين السلطتين التنفيذيتين لتجنب أي حالة من عدم الاستقرار وحوض البحر المتوسط خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية لذلك فإن موقف الولايات المتحدة يسعى لتجميد الملف الليبي لحين الوصول لحل بشأن أزمة روسيا وأوكرانيا التي تحتاج لبعض الوقت لذلك فإن الحكومة الأمريكية اتخذت موقف الحياد من الطرفين الليبيين (باشاغا الدبيبة).

البعض تحدث عن تفاهمات غير معلنة لتسليم السلطة ما مدى واقعية هذا الطرح برأيك؟

أتوقع حدوث توافق بين الطرفين وأعتقد أن حكومة الدبيبة قاب قوسين أو أدنى من التسليم لحكومة باشاغا بالطرق السلمية وبضمانات عدم الملاحقة القانونية.

وأعتقد أن التفاهمات غير المعلنة تصب في إطار المباحثات المكثفة والتي لمسناها في تصريحات باشاغا بأنه لن تكون هناك حرب حتى أن التحشيدات العسكرية لم يكن لديها أوامر باستخدام القوة ضد أي معطل لعمل الحكومة الجديدة وهو أمر يجعلنا نرى أن الحكومة الجديدة تبحث عن استلام زمام الأمور بعيدا عن أي مشادات مع حكومة الدبيبة.

ولكن خلال الأيام الماضية كان هناك تحشيدات عسكرية لكنها تراجعت فكيف قرأت هذه الخطوة؟

باشاغا أعلن أن القوات الموجودة هي قوات حماية وليس حرب رغم أنه كان هناك استنفار من المجموعات المحسوبة على الدبيبة لكن ما أعلنه باشاغا أوفى به وهو عدم استخدام القوة.

برأيك ما هي أسباب الاستقالات المتوالية في حكومة الدبيبة؟ 

الاستقالات أمر طبيعي خاصة وأن العالم أجمع على أن حكومة الدبيبة هي حكومة تسيير أعمال ولم تفي بأي التزام أوكل إليها ومسألة بقاء وزراء في مناصب دون تنفيذ المهام الموكلة لهم ثم التطورات التي حدثت بشأن الصراع على السلطة يجعل خروجهم من المشهد أمر ضامن لعدم المحاسبة عن أي تجاوزات أو تقصير خلال الفترة التي تولوا فيها زمام الأمور

هل هناك تهديدات أمنية لحكومة باشاغا؟ 

لا أعتقد ذلك في ظل تدخل العقلاء من المنطقة الغربية بشأن وجود حل توافقي لإتمام عمليات التسليم والاستلام بين الدبيبة وباشاغا حيث توجد مساعي لإعطاء حكومة الدبيبة ضمانات من قبل الدول الساعية لعدم وجود صراع مسلح في الغرب الليبي وشمال إفريقيا 

برأيك هل الصراع في ليبيا صراع شرعية أم صراع مصالح؟

صراع الدبيبة هو صراع مصلحة وليس صراع شرعية وهذا اتضح في إخفاقه في إنجاز الانتخابات في 24 ديسمبر 2021 مع إعطاء وعود فضفاضة بإجراء انتخابات برلمانية في شهر يونيو المقبل مع استمراره رئيسا للوزراء في ليبيا.

وما هي السيناريوهات المطروحة في حال فشل أو نجاح المفاوضات؟

أتوقع أن يتم وضع ملف الدبيبة أمام مكتب النائب العام حيث أن تجاوزات الدبيبة وانفراده بالسلطة من الجرائم التي يحاسب عليها القانون الليبي وكذلك عدم الاستجابة لقرارات تسليم للسلطة للحكومة الجديدة لذلك أتتوقع أن يتجه مجلس النواب لنقل الملف لمكتب النائب العام وفتح تحقيقات مباشرة في هذه الجرائم.

هل ترى أن تغيير السلطة التنفيذية يصب في صالح إجراء الانتخابات أم العكس؟

بكل تأكيد فإن الحكومة التي فشلت في إنجاز الانتخابات في 24 ديسمبر ولن تقدم شئ للوصول للانتخابات المقبلة ونأمل أن تكون الحكومة الجديدة على قدر المسؤولية في إنجاز الانتخابات خلال مدة زمنية محددة.

برأيك هل ملف المصلحة الوطنية يسير في الطريق الصحيح أم أنه يفتقد للخطوات العملية الفعلية؟

ملف المصالحة معقد لكن نأمل أن يكون من أولويات الحكومة الجديدة ومجلس النواب والشعب الليبي لأن المصالحة هي الباب الأول لبناء الدولة وإنهاء الخصومة.