أثارت التصريحات الأخيرة لوزارة الخارجية الرواندية التي حملت فرنسا دورًا في الإبادة الرواندية عام 1994 الكثير من الجدل في فرنسا حول دورها في القارة الأفريقية وتدخلاتها المستمرة في الدول الأفريقية بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان.

إلا أن بعض القادة الفرنسيين الذين شاركوا في التدخل في رواندا أكدوا تصريحات وزير الخارجية الروندي بأن فرنسا كان لها دور في الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا.

فخلال حوار له على قناة " فرانس كولتور" أو فرنسا الثقافية، كشف الكابتن السابق في الجيش الفرنسي جويلام انسل الذي شارك في التدخل العسكري في روندا أن الهدف من البعثة العسكرية الفرنسية في روندا في 1994 لم تكن إنسانية فقط ولكن كانت هجومية أيضًا.

وبينت القناة أنه جاء الوقت بالفعل للكشف عن حقيقة الأحداث في رواندا، مشيرة إلى أن الشواهد تؤكد أن فرنسا ارتكبت دورًا فادحا.

وأوضح أنسل أنه بداية من أكتوبر 1990، دعمت فرنسا سياسيًا وماديًا وكذلك عسكريًا النظام الرواندي للرئيس جوفينال هابياريمانا ضد متمردي الجبهة الوطنية المتمردة.

وأضاف انسل أن فرنسا أطلقت رسميًا عملية "تركواز" العسكرية في 23 يونيو 1994 بعد تصويت من مجلس الأمن الذي شدد على الصفة الإنسانية لهذه العملية التي ينبغ أن تكون نزيهة ومحايدة وليست قوات مع طرف ضد الأخر.

لكن بحسب الكابتن الفرنسي، فإن عملية "تركواز" كانت قبل أن تكون إنسانية قد كانت عملية هجومية، أو هجوم أرضي رافقه ضربات جوية من أجل الاستيلاء على مدينة كيجالي.

وأضاف أنسل الذي استقال من الجيش الفرنسي منذ 2005 أن هدف هذه العملية: المواجهة العسكرية لتقدم الجبهة الوطنية الرواندية مؤكدًا " أنا، لقد رحلت من أجل أمر عسكري بتجهيز عملية جوية على مدينة كيجالي وذلك من أجل إعادة النظام الذي ندعمه إلى الحكم".

وتابع أنسل: " الأمر الذي تلقيته للرحيل إلى روندا كان أمرا هجوميا مباشرا" مضيفًا أنه تلقى أمرا آخر في 29 يونيو وواحد يوليو من نفس العام ينص على وقف بالقوة تقدم جنود الجبهة الوطنية الرواندية المتمردة، مؤكدًا " لم نكن أبدًا في بعثة إنسانية".

ووفقا لما قاله انسل فإن فرنسا ظلت في دعمها للحكومة الرواندية في القتال الذي تسبب في قتل مئات الآلاف من الروانديين بعد التدخل الفرنسي.

وأضاف أنسل أن طبيعة العملية العسكرية الخارجية في رواندا لم يتم وضعها تحت رقابة من قبل لجنة المعلومات البرلمانية ولا من قبل السلطات السياسية، وحتى الآن لا يزال القائد لعملية تركواز اللواء جان كلود لافوركاد يرفض أي اتهام بارتكا مجازر خلال التدخل في رواندا، حيث وصف اتهامات رئيس رواندا بأنها جائرة وخالية من الصحة، موضحًا " لقد وصلنا بعد بدء المذبحة بشهرين ونصف".