لا يزال الجدل يكتنف العدد الدقيق للطالبات النيجيريات اللاتي اختطفتهن عناصر مسلحة، يشتبه أنها تنتمي لجماعة "بوكو حرام" في ولاية بورنو (شمال شرق) المضطربة.وفي حديث لوكالة الأناضول، قالت مديرة المدرسة الحكومية الثانوية للبنات في مدينة تشيبوك، أسابي كوامبورا، إن "العدد المعروف بالنسبة لي هو 129 طالبة، وهو الذي أبلغت به المحافظ".جاء ذلك أثناء زيارة قام بها محافظ بورنو، "كاشيم شتيما"، أمس الإثنين، إلى مدينة تشيبوك، بدت خلالها السيدة "كوامبورا" مرتبكة وتحت ضغط الشديد قبل أن تنهمر في البكاء.
"كوامبورا" كانت تبدو عليها أمارات اليأس والصدمة وهي تراقب بعض الآباء يقولون للمحافظ "شتيما" إن 234 طالبة اختطفن الإثنين الماضي.وقال ممثل عن أولياء الأمور للمحافظ إن "عدد الفتيات المختطفات كان 234. تحققنا من جميع الأسر، أنهن ما زلن في عداد المفقودين".وأضاف: "عاد إلينا 39 منهن في الوقت الراهن، هؤلاء هن اللاتي فررن إلى الأدغال، ونحن نناشد الحكومة مساعدتنا".
وفي 14 إبريل/ نيسان الجاري، اقتحم مسلحون المدرسة الحكومية الثانوية للبنات في "تشيبوك"، الواقعة على أطراف غابة "سامبيسا" المعروف بأنها مخبأ لـ"بوكو حرام"، واقتادوا بالقوة عشرات الطالبات على متن شاحناتهم وانطلقوا مبتعدين دون عوائق.مفوض التعليم في ولاية بورنو، موسى كوبو، الذي قال في وقت سابق إنه تم اختطاف 129 فتاة فقط، من جهته، لم يعلق على الرقم الجديد الذي أعلنه الآباء.
ووفقا لأرقام الحكومة، لم يبق سوى 77 من الطالبات المختطفات مصيرهن مجهول، بعد ما أعلنت في أوقات سابقة عودة 52 منهن إلى الانتظام في الدراسة، إثر فرار البعض من مختطفيهن أو عودة أخريات من اللاتي فررن إلى الأدغال.وفي غضون ذلك ظل الجيش النيجيري بعيدا عن هذا الجدل الجديد بعد ما أثار عاصفة من الغضب الأسبوع الماضي، إثر إعلانه إطلاق سراح جميع الطالبات باستثناء ثمانية.
و"بوكو حرام" تعنى بلغة قبائل الهوسا المنتشرة بشمال نيجيريا المسلم "التعليم الغربى حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا.وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها -بالرغم من طابعها المتشدد- ضد ما تصفه بـ"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ في عام 2009 إلى العنف إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.وفي السنوات التالية، ألقي باللوم على الجماعة المسلحة في مقتل الآلاف، وشن هجمات على الكنائس والمراكز الأمنية التابعة للجيش والشرطة في المناطق الشمالية من نيجيريا.