قال الجيش السوداني، الثلاثاء، إن الاتفاق العسكري بينه وبين الجيش الإثيوبي مؤخراً لا علاقة لسد النهضة به، في حين اعتبر خبير عسكري أن تشكيل قوة مشتركة بين البلدين لحماية السد أمر وارد وفقاً للحسابات الاستراتيجية.

وعُقدت مباحثات عسكرية سودانية إثيوبية في العاصمة الخرطوم يوم الخميس الماضي، بمشاركة وزيري دفاع البلدين، واتفق الجانبان على تكوين قوات مشتركة بين الفرق العسكرية المتقابلة على طول الحدود المشتركة بين البلدين، لكن بعض المراقبين عبّروا عن قلقهم من أن تكون هذه الخطوة مقصود منها حماية سد النهضة.

وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العقيد الصوارمي خالد سعد، في تصريح صحافي اليوم، إن تكوين الدوريات المتقابلة بين السودان وإثيوبيا يهدف إلى حماية الحدود المشتركة من الحركات المتمردة والعصابات المسلحة على الحدود الإثيوبية، وليس من مهامها الدفاع عن سد النهضة الإثيوبي.

وأوضح العقيد الصوارمي أن الاتفاق العسكري الذي وقّع بين البلدين قبل أكثر من ثلاث سنوات يهدف إلى إنشاء دوريات على جانبي الحدود بنظام "الفرق المتقابلة من كل دولة"، وليس من مهامه الدفاع عن سد النهضة الإثيوبي.

وأكد أن تلك الدوريات المشتركة بين السودان وإثيوبيا تؤدي مهامها على أكمل وجه في حفظ الأمن على الحدود بين البلدين.

وذكرت صحيفة "ريبورتر" الأسبوعية الإثيوبية، الأحد الماضي، أن وزير الدفاع الإثيوبي سيراج فيجيسا، قال رداً على سؤال لبعض النواب البرلمانيين عما إذا كانت القوات المسلحة الإثيوبية مستعدة لحماية "سد النهضة" من أي هجوم محتمل، إنه لا يعتقد أنه سيكون هناك أي هجوم مباشر على السد.

وأضاف: "نقف دائماً في حالة تأهب لحماية حدودنا السيادية من أي عدوان أو أي محاولة لانتهاك سلامة أراضينا من جانب أي قوات خارجية".

وقال الوزير فيجيسا إن الاتفاق مع حكومة السودان على تشكيل قوات مشتركة لتعزيز الأمن على طول الحدود بين البلدين ومواجهة أي عدوان خارجي أو أي تهديد محتمل.

وتعليقاً على الموضوع، قال الخبير في العسكري السوداني اللواء محمد العباس في حديث نقلته عنه "العربية نت" إن تشكيل قوة عسكرية مشتركة بين السودان وإثيوبيا لحماية منطقة سد "النهضة" أمر وارد لحسابات كثيرة، أهمها أن مصالح السودان الاستراتيجية جنوباً مع إثيوبيا أكثر منها شمالاً مع مصر.

وأشار اللواء محمد العباس إلى أن "مياه النيل التي تتدفق من إثيوبيا أبرز هذه المصالح، وهي تمثل ضرورة قصوى للبلاد".

وأكد الخبير العسكري أن السودان لن يدخل طرفاً في أي عمل عسكري مباشر ضد مصر أو إثيوبيا، لكنه سيعمل على المحافظة على مصالحه، وأشار في هذا الصدد إلى تصريحات الحكومة السودانية السابقة بأنها لن تقبل بأن تكون أراضي السودان منطلقاً لضرب إثيوبيا.

وأوضح اللواء العباس أن إثيوبيا تقوم بدور رئيسي لمهام الولايات المتحدة الأميركية في عدد من مناطق النزاع المسلح في إفريقيا، وبالتالي هي تحت نظر أميركا، مضيفاً بقوله: "أي حديث عن ضرب سد النهضة غير دقيق، ولأن التوازن العسكري والتحالفات لا تسمح بذلك".

واعتبر الخبير العسكري السوداني أن تصريحات وزير الدفاع الإثيوبي بأن بلاده تقف دائماً في حالة تأهب لحماية حدودنا السيادية من أي عدوان خارجي، حديث طبيعي لأي وزير دفاع أو مسؤول عسكري بتحدث عن الأهداف الاستراتيجية لبلاده.