خصصت الجريدة ملفا حول الروائي الليبي محمد الأصفر؛ وفي قراءته لرواية "تمر وقعمول"، كتب الروائي والإعلامي الجزائري سليم بوفنداسة: في سرد رشيق ومذهل يرسم محمّد الأصفر عالمين يتحرّك فيهما بطله «المتوازن» الذي يقترح على الآخر أجمل ما فيه، كندٍّ لا يتنكّر لذاته ولا يحمل ضغينة للآخرين، وهو بطل نادر في الرواية العربيّة التي تتناول العلاقة مع الشمال، منذ أن أطلق الطيّب صالح مصطفى سعيد لينتقم من الغرب بطريقته المعروفة. فبطل الأصفر غير مأزوم وسيكتفي بإعجاب بريء بالشرطيّة التي تعامل معها ناسفاً كلّ الصوّر النمطيّة عن الجنوبي الجائع جنسياً، أو الذي يريد فرض ثقافته وطباعه على الآخرين، لأنّ البطل يحبّب الآخرين في نخيله وتمره من غير سوء. وبالطبع فإن الرواية تحمل ملامح سيرة مطعّمة بفانتازيا وسخريّة هي ترجمة لألم غير معلنٍ، فالروائي محمّد الأصفر يقيم منذ سنوات في ألمانيا مع أسرته ولم يُثمر منفاه نخلات بل روايات تعيد الاعتبار للوطن المفقود باستعادته برعاية كريمة من خيالٍ كريم.
أما سفيان رجب، الروائي التونسي كتب: يمثل محمد الأصفر، مع قلّة من الروائيين والقصاصين والشعراء العرب الآن، الملاذ الأخير للمخيّلة العربيّة، التي تحاول خنقها بعض المؤسسات الأكاديمية المسطّحة، بصناعة نماذج مزيّفة من المبدعين، أغلبهم في الأصل أساتذة متقاعدين، أو ظلالهم من الطلبة، كلهم «الأساتذة وظلالهم» يكتبون نصوصا إنشائيّة مملّة، ويسيطرون على منافذ المشهد الأدبي العربيّ، من دور نشر وجوائز..، وغيرها من مؤسسات التأثير على المقروئية الأدبية العربية.