يعد مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا المعروف بـ "إلماد" من أبرز المشاريع الاستراتيجية في مجال الطاقة، وهو ما يطلق عليه "مشروع القرن"، حيث يساهم بصورة فاعلة في تعزيز الترابط الكهربائي بين ضفتي المتوسط.

يعد هذا المشروع الذي يتمثل في إنشاء رابط بحري يسمح بتبادل الكهرباء بكفاءة، أحد أبرز المشاريع في هذا السياق. يمتد المشروع لأكثر من عقدين، ويهدف لتوفير قدرة تصل إلى مئات الميغاوات بين الضفتين، بتكلفة تقديرية قدرها 1014 مليون يورو.

يتضمن المشروع أيضًا إنشاء محطة لتحويل الطاقة في مدينة منزل تميم، بالإضافة إلى خطين هوائيين بجهد 400 كيلوفولط لربط المحطة بالشبكة الوطنية. يشكل هذا المسعى خطوة نحو تعزيز تكامل الطاقة بين بلدان المغرب العربي وأوروبا.

يساهم هذا الربط الكهربائي في تحسين تبادل الطاقة بين تونس وإيطاليا ويدعم جهود دمج الطاقات المتجددة. تعتزم تونس من خلال هذا المشروع تقوية شبكة الطاقة الوطنية لمواجهة الأزمات، خاصة في أوقات الذروة.

هذا المشروع مُدرج ضمن قائمة المشاريع ذات الاهتمام المشترك (PIC) للمفوضية الأوروبية، ويهدف إلى تعزيز البنية التحتية لربط الشبكات الكهربائية الأوروبية بشبكات شمال إفريقيا. هذه الخطوات من شأنها أن تسهم في تحقيق أمن الطاقة وتنويع إمدادات الكهرباء في تونس.

وفي بيان له، وصف البنك الدولي المشروع بـ “الرائد والتاريخي”، مشيرًا إلى أنه سيمكن تونس من أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة عبر ربطها بالشبكة الأوروبية عبر كابل بحري بقدرة 600 ميغاواط.

وللإشارة فقد تم توقيع اتفاقية تعاون بين تونس وإيطاليا في مايو 2019، لتنفيذ المشروع، وبدأت أعمال المسح تحت البحر في أبريل 2021، واستمرت لمدة عام كامل. بحلول مارس 2022، تم التوقيع على مذكرة لتشكيل لجنة متابعة لمراحل المشروع.