يرى نائب رئيس الفدراليا الوطنية لمستغلي الفندقة بالجزائر، والرئيس المدير العام "لمُجمَّع نسيب"، جمال نسيب، أن إيرادات قطاع السياحة في الجزائر تراجعت بنسبة 80 في المئة بسبب جائحة كورونا وهو ما يهدد حوالي 100 ألف شخص يعملون في القطاع. وأن تبعات هذا الوضع على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي ستكون وخيمة، وعلى هذا الأساس وجه رسالة الى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تحمل مقترحات عاجلة، لتطوير مجال السياحة الذي يؤكد الجميع أنه السبيل الأول لإخراج البلاد من أزمتها وفك ارتباط الاقتصاد الجزائري بالمحروقات.


التقته "الأسبوع المغاربي"، وأجرت معه هذا الحوار، حيث كشف عن أهم المقترحات التي تضمنتها رسالته.


الأسبوع المغاربي: كيف ترون واقع السياحة في ظل الاقتصاد الجزائري؟

الجزائر ومنذ عقدين من الزمن تحاول فك الارتباط بالريع النفطي إلا أن السياسات الاقتصادية المتبعة لم تكن بالنجاعة المطلوبة، أو ربما بالجدية اللازمة في ظل نظام بائد سيطرت عليه سمة الفساد المالي، لذلك لابدّ من مراجعة السياسات الاقتصادية والاتجاه الى استحداث مصادر دخل بديل. وأرى بصفتي كمستثمر في المجال السياحي ونائب رئيس الفدراليا الوطنية لمستغلي الفندقة، توافقا مع النهج الجديد والسياسة الرشيدة التي يصبو إليها السيد الرئيس، ومن هذا المنبر ندعو بضرورة مرافقة قطاع السياحة بما يخدم هذا النهج وهذه الاستراتيجيا الطموحة، فالعالم اليوم يشهد نموا ديناميكيا واعتمادا كبيرا على الاقتصاديات البديلة وغير التقليدية ويسعي لتنويع مصادر الدخل.


الأسبوع المغاربي: حسب تجربتكم كيف يمكن للدولة أن تدعم القطاع الفندقي؟

إذا كنا نود أن نعمل على فك الارتباط بالثروة النفطية، وعدم الاعتماد الكلي عليها، فقطاع السياحة لابد أن يكون على رأس أولويات الدولة واهتماماتها في المرحلة القادمة من خلال تقديم الدعم والمرافقة، إذ أن القطاع وخلال جائحة كورونا التي تجتاح الجزائر كان الداعم الأول للدولة من خلال وضع كل المرافق تحت تصرف استراتيجية الحجر الصحي

لهذا نحن نأمل في توفر مرافقة من القطاع المصرفي بصفة واسعة، من خلال التمويل الجاد لمشاريع يعاني بعضها صعوبة التمويل، ومن المؤكد أن ذلك يمون بعد التأكد من جدواها الاقتصادية، وبعضها الآخر يحتاج الى ترقية خدماته من خلال تجديد هياكلها بما يرقى بالوجهة السياحية الجزائرية التي لا يخفى عنكم أنها تزخر بمناظر ومواقع سياحية لا توجد مثيلاتها في العالم .

الأسبوع المغاربي: عرفت السنوات الأخيرة تحركا في السياحة الداخلية، رغم ذلك تبقى ضعيفة بالمقارنة مع الوجهات العالمية للجزائريين، ما رأيكم؟

إن الوصول إلى تحقيق  ثقافة سياحية داخلية بالجزائر كهدف،  لابد أن يكون من خلال دعم التكوين وإشراك القطاع الخاص للوصول إلى تلبية الاحتياجات الخدماتية للقطاع والعمل على تكثيف الاشهار السياحي عبر وسائل الاعلام التقليدية والوسائط التكنولوجية الحديثة والاستعانة بنجومنا من لاعبي كرة القدم والفنانين والمبدعين على سبيل المثال للترويج للسياحة.

ومن جهة أخرى يجب ترسيخ ثقافة السياحة لدى المواطن الجزائري بإقناعه وبسلاسة أنها مورد رزق هام له وللدولة ومشاركته فيها مهمة جدا للنهوض بالقطاع لأن السائح جزائريا كان أو أجنبيا له احتكاك مع المحيط والمجتمع.  

بالإضافة إلى الإشهار على القنوات الأجنبية العربية منها والغربية فمن خلال احتكاكنا بالعديد من المتعاملين ومشاركتنا في مؤتمرات أممية لمسنا جهلا تاما للوجهة السياحية الجزائرية فكيف يمكن إقناع سائح باختيار الوجهة الجزائرية دون سابق تعريف بها، وهذا الشيء معمول به لدى بلدان جارة رغم سمعتها السياحية كالمغرب الذي يلجأ للإشهار عبر قنوات (mbc) على سبيل المثال لا الحصر.


الأسبوع المغاربي: هل يمكن أن يكون الجانب الأمني سببا في تخوف الأجانب؟

في هذا الإطار كنا طالبنا في رسالتنا الأخيرة التي وجهناها الى السلطات العليا للبلاد، رفعنا فيها بعض المقترحات  إلى وزير السياحة من أجل تطوير القطاع، منها خلق شراكة مع الجهاز الأمني لتأمين المواقع السياحية.

غير أن هذا التكوين نتمنى أن يكون موجها للقطاع السياحي الذي كما تعلمون يتطلب معاملة راقية وجوارية مع السائح، لذلك لابد أن يكون التكوين مشتركا بين الجهاز الأمني ووزارة السياحة لاستحداث شرطة خاصة بالأمن السياحي، على غرار ما كان موجودا سنوات السبعينات وكان تحت مسمى "شرطة العمران"، لما لا نستحدث شرطة سياحية بأسلوب راقي ولباس خاص يتماشى مع خصوصية القطاع القائمة على الجمالية والذوق الرفيع؛

كما أنه سيفتح بابا من أبواب توفير مناصب عمل جديدة في سلك الأمن بما يخدم سياسة البلاد في إطار ترقية المنتوج السياحي الجزائري.

كما حان الوقت لمراجعة آليات منح التأشيرات ومحاولة التخفيف من الشروط الملحقة بما يسمح بتدفق السائح الاجنبي على غرار ما هو حاصل في العديد من البلدان الجارة والشقيقة و استحداث آليات منح التأشيرة الإلكترونية مع وضع ضمانات مالية ومرافقة أمنية داخل حدودنا.


الأسبوع المغاربي: في ظل أزمة جائحة كورونا ماهي تطلعاتكم؟

نحن كمستثمرين في قطاع السياحة، من واجبنا أن نسهر على مرافقة الدولة في النهوض بهذا القطاع الهام من باب الحرص على المصلحة العامة في المقام الأول، وكذلك على مصدر رزقنا ونحن على ثقة كاملة أن القطاع السياحي، كما كان ملجأ للدولة في مواجهة جائحة كورونا، فهو أيضا ملجأها لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي ولدها انهيار أسعار النفط.

لذلك نتمنى أن تصل مقترحاتنا الى السلطات العليا للبلاد من خلال الرسالة التي وجهناها إلى وزير السياحة، وأن تأخذها بعين الاعتبار لنتمكن من تجسيدها على أرض الواقع لأنها في مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء.

ونتمنى أن تكون كذلك "بوابة أفريقيا" بوابتنا للشعوب المغاربية والأفريقية للتعرف على ما تزخر به بلدنا من تنوع سياحي وثقافي وحضاري، ونرحب بكل الأشقاء أينما كانوا في بلدهم الجزائر و شكرا لكم .