خصصت أغلب مساجد الجزائر، اليوم، خطبة الجمعة للتوعية بظاهرة العنف في المجتمع، تنفيذا لتعليمات وجهتها وزارة الشؤون الدينية للائمة للمساهمة في مواجهة الظاهرة، حسب الإذاعة الجزائرية الرسمية.وكانت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية قد وجهت تعليمة لأئمة المساجد عبر محافظات البلاد تدعوهم فيها إلى "تخصيص خطبة الجمعة للتحسيس (التوعية) ضد مظاهر العنف والإجرام والمخدرات، بعد ما أخذت أبعادا خطيرة في المجتمع".، وفق المصدر ذاته.

ومن بين المساجد التي خصصت خطبة الجمعة للحديث عن خطر تفشي العنف في المجتمع مسجد حي الحميز شرقي العاصمة وتناولت الخطبة الانتشار الملحوظ للعنف في أوساط المجتمع الجزائري سواء في المدار س أو الملاعب أو الأحياء.واعتبر خطيب المسجد، الذي تابع مراسل "الأناضول" خطبته أن "هذه الظاهرة هي نتاج التفكك في المجتمع والأسرة والبعد عن دين الله ".

وعن علاج الظاهرة دعا الخطيب إلى "الرجوع إلى دين الله وسنه نبيه الكريم الذي يقول أن المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده كما أن ديننا يحثنا على التسامح والأخوة".ونقلت صحيفة "الشروق" الخاصة، أمس الخميس، عن مدير التوجيه بالوزارة  عبد المجيد حشادي قوله إن "الوزارة لن تكتفي بتخصيص خطبة الجمعة لمواجهة انتشار العنف، بل ستعكف المساجد على برمجة دروس يومية للتوعية ضد الآفات الاجتماعية بالتحليل والتوجيه نحو الحلول الواجب اتباعها وكسر جدار الخوف والصمت عن المتاجرين بأرواح أبنائنا".

وتابع " أن تفشي العنف في المجتمع تحول إلى ظاهرة سلبية وصلت حد زهق الأرواح، وأن الأئمة في مختلف مساجد الوطن يستقبلون عشرات الحالات أسبوعيا لمواطنين وقعوا ضحية للعنف والمخدرات والإجرام،  لدرجة بات فيها المواطن لا يأمن فيها وهو في بيته".وتنشر مصالح الأمن الجزائرية من شرطة ودرك وطني (قوات تابعة للشرطة) وحتى وسائل الإعلام المحلية باستمرار بيانات وأخبار عن الجريمة والعنف سواء ضد الأطفال أو النساء أو بين عصابات في الأحياء وكذا بين جماهير الكرة.كانت الحادثة التي فجرت نقاشا حول تصاعد ظاهرة العنف في الجزائر وخاصة في الملاعب  مقتل اللاعب الكاميروني البير ايبوسي مهاجم شبيبة القبائل الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم يوم 23 أغسطس/آب الماضي بعد اصابته بمقذوف ألقي من المدرجات بعد هزيمة فريقه 2-1 على أرضه أمام اتحاد العاصمة .

وتؤكد إحصاءات لقوات الشرطة في الجزائر حول العنف في الملاعب خلال السنوات الخمس الأخيرة وفاة سبعة مناصرين وجرح 2717 آخرين، من بينهم 1589 شرطياً.أما الخسائر المادية، فكانت وفـق التقرير المنشور سابقا، تحطيم 567 سيارة، منها 270 تابعة للشرطة، إضافة إلى تخريب العديد من الهياكل والمرافق العامة.