اتهمت جمعية مسيحية في ولاية كادونا شمال غرب نيجيريا، اليوم الثلاثاء، من وصفتهم بأنهم "متشددين إسلاميين" (لم تسمهم) بـ"قتل 300 مسيحي على الأقل"، خلال الأسابيع الأخيرة.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول، اليوم، قال رئيس الجمعية المسيحية (غير حكومية) في منطقة سانغا، القس "فادان أمانا"، إنه "في موجة القتل التي وقعت في سانغا (منطقة تابعة لحكومة الولاية المحلية) استهدف الإرهابيون، المسيحيين وبيوتهم والكنائس منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي".

وأضاف "لقد أرّخنا هذه الجرائم، وقدمنا عريضة إلى المحافظ، حيث أزهقت أرواح أكثر من 300 مسيحي خلال هذه الهجمات".وأشار "أمانا"، إلى أن الجمعية المسيحية قدمت عريضة للمحافظ مختار يرو، عندما جاء لتقديم التعازي أمس الاثنين.

وجاء في العريضة التي اطلعت وكالة الأناضول على نسخة منها أن "دراسة متأنية لهذه الهجمات التي تم شنها على المجتمعات المختلفة في سانغا بداية من 23 يونيو/ حزيران إلى آخره وحتى تلك التي وقعت في 16 و17 سبتمبر/ أيلول الجاري، كشفت بوضوح أن هذه الهجمات تم التخطيط لها بعناية ونفذت من قبل بعض المتشددين الإسلاميين الإرهابيين، بالأساس ضد المسيحيين داخل نطاق الحكومة المحلية".

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات النيجيرية حول ما ذكرته الجمعية، كما لم يتسن التأكد من صحة الأرقام التي أعلنتها الجمعية المسيحية، من مصادر مستقلة.وشهدت ولاية كادونا تكرار أعمال العنف والهجمات التي حصدت أرواح العشرات، خلال الأشهر الأخيرة، وألقي باللائمة في تلك على جماعة "بوكو حرام".

وقتل الداعية السلفي البارز محمد الألباني الذي يشتهر باسم "زاريا"، في أحد تلك الهجمات، فيما نجا العالم الصوفي الشيخ ديرو بوتشي، والحاكم العسكري النيجيري السابق محمدو بوهاري، من هجمات مماثلة.

وخلال الأسابيع الأخيرة، أعلنت جماعة "بوكو حرام" سيطرتها على عدة مدن شمال شرقي البلاد، هي "ديكوا"، و"غمبورو نغالا" و"غووزا" في ولاية "بورنو"، و"بوني يادا"، و"بارا" في ولاية "يوبي" المجاورة.

وفي وقت سابق، قالت الجماعة إنها سيطرت على ثماني بلدات في ولاية أداماوا، التي يقطنها نحو 2.5 مليون نسمة.

وفي 24 أغسطس/ آب الماضي، أعلن زعيم بوكو حرام، أبو بكر شيكاو، أن الأراضي الواقعة تحت سيطرة الجماعة ستكون جزءا من "الخلافة الإسلامية" في شمال نيجيريا.ومنذ مايو/ آيار من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات بورنو، ويوبي، وأداماوا في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام".

وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ.

وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.