أبدى جنرال سابق في تنظيم "سيليكا" (وهي ميليشيات مسلمة) بأفريقيا الوسطى شكوكه حيال قدرة القوات الدولية على وقف العنف وإحلال الاستقرارفي البلاد، محذرا من انزلاق البلاد تدريجيا نحو "النموذج الرواندي".
وكان متطرفون من قبيلة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا، شنوا في أبريل 1994، حملة إبادة ضد الأقلية من توتسي ، قُتل فيها ما يزيد عن 800 ألف شخص، وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، وانتهت في يوليو من نفس العام، عندما نجحت الجبهة الوطنية الرواندية، وهي قوة من المتمردين ذات قيادة توتسية، في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد.
وفي تصريحات صحفية اليوم الأحد، أضاف عبد القادر خليل" إذا لم يكن باستطاعتهم (القوات الدولية) حماية بانغي، كيف لهم إذن حماية برييا (500 كلم شمال بانغي)؟ .. لقد اتضح أن سانغريس (القوات الفرنسية)، وميسكا (قوات حفظ السلام الأفريقية) ليس في مقدورهم توفير الحماية لإخواننا ولأخواتنا في الكيلومتر 5 (أهم حي للمسلمين في بانغي)".
وكان عشرات الأشخاص قد تظاهروا في "برييا"، يوم الجمعة الماضي، احتجاجا على تواجد قوات "سانغريس" الفرنسية، التي لجأت إلى القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين.
وبحسب الجنرال خليل، فإن حشود المتظاهرين ضمت "مسيحيين ومسلمين" خرجوا للتظاهر سوياً ضد تواجد القوات الفرنسية.
ولفت إلى أنه: "حيثما تواجدت قوات سانغريس، إن كان ذلك في قرية أو في محافظة، تعكر الجو، .. نحن مسيحيون ومسلمون نرغب في السلام... القوات الدولية عاجزة أمام أنت بالاكا... لقد تم تدمير ما لا يقل عن الفي بيت و75 مسجداً فيما لم تم أي كنيسة بسوء... ماذا فعلت المؤسسات الدولية؟ .. ماذا فعلت القوات الأفريقية لمنع حدوث ذلك؟ ..ماذا فعلت سانغريس؟".
وكان مجلس الأمن قد صوت الخميس الماضي على قرار بنشر 10 آلاف جندي و 1800 ضابط شرطة مع منتصف شهر سبتمبر المقبل قصد إعادة الأمن والاستقرار لأفريقيا الوسطى.
وقال الجنرال خليل إن "هذا القرار جاء متأخرا وأن القبعات الزرقاء (القوات الأممية) ليست هي الحل".
وأضاف: "مهمة منظمة الأمم المتحدة تبدو كمزحة.. سيتطلب الأمر بالنسبة لهذه القبعات الزرقاء 5 أشهر كي تنتشر، ولكن من سيحمي من في غضون هذه الأشهر".
واستدرك: في هذه الأشهر أعداء السلام سيقومون بإبادة جميع المسلمين... الأفضل أن تتخلى الأمم المتحدة عن هذه المهمة وتتركنا ندبر أمرنا وحدنا".
وتعيش أفريقيا الوسطى منذ الخامس من ديسمبر الماضي عنفا طائفيا متبادلا، استدعى تدخّل فرنسا عبر ما يعرف بعملية "سانغاريس"، كما قام الاتحاد الأفريقي بنشر بعثة دولية لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا" والتوصّل إلى تسوية للنزاع فيها، قبل أن يقرر مجلس الأمن مؤخرا، نشر قوة حفظ سلام تحت اسم "مينوسكا" مكونة من 12 ألف جندي، في محاولة لاستعادة الاستقرار في البلد المضطرب.