أبدت جنوب السودان استعدادها لاستقبال لجنة مراقبة تنفيذ اتفاقية وقف الأعمال العدائية، تابعة للهيئة الحكومية لدول شرق أفريقيا "الايغاد"، "في أي وقت"، بحسب ناطق رسمي باسم الجيش.

وقال العقيد فيليب أقوير الناطق باسم جيش جنوب السودان في تصريح هاتفي اليوم الاثنين، إن "قيادة الجيش على أهبة الاستعداد لاستقبال لجنة مراقبة اتفاقية وقف الأعمال العدائية، تابعة لـ"الايغاد" في أي وقت".

وأضاف أقوير أن "الأوضاع الميدانية هادئة حاليا ولا توجد أي مناوشات عسكرية (بين الجانبين)"، كاشفا في الوقت ذاته عن التزام الجيش بتوجيهات الحكومة القاضية بإيقاف أي عمليات عسكرية عقب توقيع اتفاق وقف العدائيات بين الحكومة وقوات المتمردين.

ووقع سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان وريك مشار زعيم المتمردين والنائب السابق لسلفاكير، مساء الجمعة الماضية، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان، ويقضي الاتفاق بوقف إطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.

وينص الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة توافقية ووضع رؤية مشتركة لتداول السلطة وتقاسم الثروة وتشكيل مفوضية لوضع الدستور، كما يتضمن وضع معايير لمفوضية الانتخابات وقانون للأحزاب لتفادي أي مواجهات عسكرية مستقبلا، ويقضي بفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضررًا عبر 4 دول هي: السودان، وإثيوبيا، كينيا وأوغندا.

وكان رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت قد قال عقب عودته من اديس ابابا امس بمطار جوبا انه وجه قواته بعدم مهاجمة مواقع المتمردين التزاما باتفاق وقف العدائيات.

وقتل آلاف الأشخاص وشرد نحو مليون منذ اندلاع القتال في جنوب السودان بين الجيش والمتمردين في منتصف ديسمبر الماضي.

ومنذ هذا التاريخ، تشهد دولة جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه سلفاكير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو ما ينفيه مشار.

وفي 23 ينايرالماضي، وقع طرفا الأزمة اتفاقًا خلال الجولة الأولى من مفاوضات للسلام بينهما بوساطة أفريقية، يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين، إلا أنه ظل حبرا على ورق، وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكه.