قال الناطق باسم وزارة الخارجية بجمهورية جنوب السودان، ميوين ماكول، اليوم الأحد، إن الخارجية استدعت سفير السودان لديها، مطرف صديق، بشأن تصريحات حكومته الأخيرة والتي هددت بإمكانية دخول أراضي جنوب السودان لطرد قوات مناوئة للخرطوم.
وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف، بجوبا، لوكالة الأناضول، اليوم، قال ماكول إن "الخارجية أخبرت السفير أن هذه التصريحات لا تخدم العلاقة بين البلدين"، مشيرا إلى أنهم اتفقوا على أهمية رفع مستوى الزيارات بين البلدين.
وكشف الناطق الجنوب سوداني عن ترتيبات جارية لزيارة وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين إلى الخرطوم (لم يكشف عن تفاصيلها) للقاء نظيره السوداني (علي كرتي) لمناقشة التهم المتبادلة بين الطرفين.
وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني قد هدد بإمكانية دخول أراضي دولة جنوب السودان "إذا ما استمرت جوبا في دعم الحركات المسلحة" التابعة للحركة الشعبية – شمال، وحركة العدل والمساواة الدارفورية، وهو ما اعتبره الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير "إعلانا للحرب" من جانب الخرطوم.
وانفصل جنوب السودان عن السودان بموجب اتفاقية سلام أبرمت عام 2005 أنهت واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا، ومهدت الاتفاقية لإجراء استفتاء شعبي في يناير/ كانون الثاني 2011، صوّت فيه الجنوبيون بنسبة تفوق الـ 98% لصالح الانفصال.
ووقع السودان وجنوب السودان في 27 سبتمبر/ أيلول 2012 اتفاق التعاون المشترك والتي أنهت توترًا بين البلدين استمر منذ استقلال جنوب السودان.
ويشمل 9 اتفاقيات تضم كل القضايا الخلافية المترتبة على انفصال جنوب السودان، باستثناء ترسيم الحدود، ومن أبرز تلك القضايا النفط والأمن والمتمردون بجانب اتفاق "الحريات الأربع″ الذي يمنح مواطني أي بلد حق الدخول للبلد الآخر دون تأشيرةوالإقامة والعمل والتملك.
لكن الطرفين اختلفا حول كيفية إنفاذ الاتفاق الأمني الذي تشترط الخرطوم الالتزام ببنوده قبل تنفيذ بقية الاتفاقيات الأخرى، وتتهم الخرطوم جوبا بدعم وايواء المتمردين السودانيين،وينفي جنوب السودان الاتهامات الموجهة إليه.
ومنذ يونيو/ حزيران 2011، تقاتل "الحركة الشعبية / قطاع الشمال" الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق).
وتتشكّل الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في حربه الأهلية ضد الشمال، والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005، ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011.