استأثرت الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أبريل المقبل، باهتمام الصحف الجزائرية الصادرة الاثنين، فيما اهتمت الصحف الليبية بملف الهجرة غير الشرعية والاحتقان السياسي في البلاد، أما الصحف المغربية فتناولت بإسهاب قضيتي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر والمقرىء عبد الحميد أبوزيد النائب عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم.
ففي الجزائر، طالعتنا الصحف بجديد الحراك السياسي الذي يسبق الانتخابات الرئاسية، ومنه تعديل الدستور الذي يلح عليه عمار سعيداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم.
وأوردت صحيفة "الخبر" أن سعيداني أبلغ أعضاء المكتب السياسي بإمكانية تعديل الدستور في الأيام القليلة المقبلة، سواء قبل استدعاء الهيئة الناخبة للرئاسيات المقبلة أو بعدها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن أعضاء المكتب السياسي للحزب لم يكن بين أيديهم أي جدول أعمال قبل دخولهم الاجتماع "المفاجئ" الذي دعا إليه عمار سعيداني، "والذي يأتي في سياق مؤشرات تقول بعدم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة أخرى".
هذا الاجتماع الطارئ اعتبرته "الشروق" غير بريء، حيث أن سعيداني بادر إلى عقده "لفهم ما يدور من حوله في الساحة السياسية، ومواجهة الأزمة التي توشك أن تعصف برأسه قبل نهاية الشهر الجاري كما يتوعد خصومه، فالرجل الذي راهن على قرع طبول العهدة الرابعة منذ تعيينه خلفا لبلخادم، لاستعطاف فريق الرئيس وترهيب مناوئيه في الحزب وخارجه، يبدو أنه وجد نفسه اليوم معزولا أكثر من أي وقت مضى، ولم يعد صوته يطرب حتى حلفاء الرئيس، وهذا ما حذا به إلى طلب لقاء بوتفليقة شخصيا، لمعرفة موقفه النهائي بشأن الرئاسيات المقبلة، وتعديل الدستور".
إلا أن أحد رموز جبهة التحرير الوطني عبد الكريم عبادة أسر لصحيفة "البلاد" على أن "تغييب التعديل الدستوري في مجلس الوزراء الأخير يعتبر تسفيها صريحا لعمار سعيداني وتبخيرا لأحلامه ورغباته، لأن دعواته المتكررة لتعديل الدستور قبل الرئاسيات، لم تكن مطلبا قاعديا للحزب بل نابعة من طموحه في تعديل موقعه السياسي كونه يحلم أن يكون نائبا للرئيس أو وزيرا أول، أو رئيسا لمجلس الأمة".
وفي ليبيا، شكلت قضية الهجرة غير الشرعية والاحتقان السياسي بسبب مطالب بحجب الثقة عن الحكومة المؤقتة، أبرز موضوعين تناولتهما الصحف المحلية.
فبخصوص قضية الهجرة غير الشرعية المتفاقمة بسبب الوضع الانتقالي والتدفق الكبير للمهاجرين عبر المنافذ الحدودية ، أفادت صحيفتا "ليبيا الجديدة" و"فبراير" بأن ليبيا رحلت سنة 2013 أزيد من 30 ألف مهاجر غير قانوني من أصل 40 ألفا تم توقيفهم.
وأوردت الصحيفتان معطيات لـ "الإدارة العامة الليبية لمكافحة الهجرة" تفيد بأن عمليات توقيف المهاجرين الذين ينحدر أغلبهم من بلدان النيجر والسودان وتشاد ومصر، تمت بالخصوص في مدن بنغازي ومصراتة ودرنة وطبرق والبيضاء، واعتبرتا أنه "من الخطأ تكثيف جهود توقيف المهاجرين عوضا عن منعهم من الوصول إلى البلاد".
كما أشارت الصحيفتان إلى أنه رغم إنفاق 25 مليون دينار السنة الماضية على إيواء المهاجرين وترحيلهم، "إلا أن مجموعات المهاجرين غير القانونيين تصل كل يوم إلى ليبيا".
وعلى الصعيد السياسي، واكبت صحيفة "ليبيا الإخبارية" الجدل الدائر داخل المؤتمر الوطني العام بخصوص طلب سحب الثقة من الحكومة المؤقتة الذي تقدم به أزيد من 70 عضوا، مشيرة إلى أن هذا الأخير أجل النظر في هذا المطلب "لعدم اكتمال النصاب القانوني" في الجلسة التي عقدها الأحد.
وأوردت الصحيفة تصريحا لأحد أعضاء المؤتمر الوطني عزا فيه هذا التأجيل إلى "فشل الكتل السياسية الممثلة في المؤتمر في الوصول إلى توافق حول الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة المقبلة".
ننتقل إلى الصحف المغربية حيث تناولت جريدة "الصباح" فتح تحقيق في قضية تكفير إدريس لشكر ، تحت عنوان "التحقيق مع أبو النعيم في قضية تكفير لشكر"، وأفادت اليومية أن عناصر الفرقة الجنائية الولائية بأنفا بالبيضاء تجري الاثنين تحقيقا مع السلفي عبد الحميد أبو النعيم، على خلفية تصريحاته المنشورة على موقع "يوتيوب"، التي يتهم فيها إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، بـ "الكفر"، بسبب دعوة الأخير إلى مساواة المرأة في الإرث.
من جهتها ركزت المساء" في صفحتها الأولى على الصراع المشتعل بين حزب الاستقلال المعارض ورئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ، تحت عنوان "خطير.. شباط يطالب الدولة بحل العدالة والتنمية" . الصحيفة ذكرت أنه ردا على الاتهامات التي وجهها رئيس الحكومة إلى حزب الاستقلال، وخاصة إلى وزيرة الصحة السابقة ياسمينة بادو، عقدت قيادة الحزب ندوة من إجل الإعلان عن تفاصيل الدعوى القضائية التي قررت اللجنة التنفيذية رفعها ضد بنكيران.
من جهة أخرى ، ذكرت "المساء" أن الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية يطالب كلا من رئيس مجلس النواب، ووزير الداخلية، بتوفير الحماية للنائب المقرئ أبو زيد الإدريسي وأسرته على خلفية تلقيه تهديدات بالقتل، في سياق ما وصف بـ "حملة تحريضية" بسبب نكتة رواها خلال مشاركة أكاديمية في الكويت قبل أربع سنوات.
أما "الخبر" فقد أوردت أن مواطنا مغربيا مقيما بالدانمارك اقترح جائزة قيمتها 75 ألف أورو لمن يقتل المقرئ أبو زيد الإدريسي على خلفية ما نسب إليه من مواقف تجاه أحد المكونات الأمازيغية.