التغيير و التناوب ليسا إذن لعام 2014 . وهل يمكن مع ذلك أن نتوقع مفاجآت جيدة من الولاية القادمة ، وخصوصا و الإصلاحات الجذرية التي تحتاجها الجزائر ؟ من المبكر الحكم. وبالمقابل، من الواضح أن القادة الحاليين يدركون أن عليهم مباشرة غداة يوم 17 أبريل، أن يشمروا عن سواعدهم . لأنه إذا كان الجميع يقر بأن هناك عملا كبيرا أنجز منذ عام 1999 ،لإعادة الهدوء للبلاد ، فإن المستوى المادي (أي ما يتعلق بالبنية التحتية ، والإسكان ، والصحة ، والتعليم ، والتحولات الاجتماعية ) يبقى دون ما يمكن توقعه بالنظر إلى الوسائل المالية الكبيرة المتوفرة . و يبقى الكثير من العمل لأجل ذلك ...

ما الذي تحتاجه الجزائر أكثر اليوم ؟

إنها الحداثة.

- في السياسة ، أولا، لإقامة نقاش ديمقراطي حقيقي وتجديد الإداريين التنفيذيين الذين ولّى عهدهم. لا يمكن للأمة الاستغناء عن أفكار جديدة من الرجال والنساء الذين هم أقل قلقا على امتيازاتهم أو لا يودون لعق نعال الزعيم للقيام بعملهم ، وهو : اقتراح ومناقشة ورج الراكد وتمثيل ناخبيهم بصدق وجدارة.

 تحد آخر ، وهو ضخم يتمثل في إصلاح الإدارة العامة ، هذا القطاع الذي يخنق شعبا بأكمله تحت شاحنات قلابة الأوراق و يحول الحياة اليومية للمواطنين العاديين و المقاول على حدّ سواء إلى عقبة جهنمية. فتركة سنوات بومدين التي عفا عليها الزمن والتي تصيب بالشلل ، بل وتؤدي للانتحار لم تعد صالحة لبلد يطمح إلى الدينامية .

- ثم هناك المجال الاقتصادي . يجب أن نقطع نهائيا وإلى الأبد مع عدم الثقة المرضي في القطاع الخاص ، والذي اعتُبر لفترة طويلة أيضا العدو الذي يجب أن يهزم . لماذا التخلي عن الإبداع اليومي الذي يبرهن عنه  الجزائريون ؟ هذه القدرة ، التي تنطوي على فن إدارة وتجاوز العقبات ؟

لماذا لا يتم إضفاء الشرعية على قطاع غير رسمي من بين القطاعات الأكثر ديناميكية في العالم ؟ على القطاع الخاص أن يسمح  أخيرا بتنويع اقتصاد يعاني من هوس أحادي . كما أنها سيخلق فرص عمل و سيعزز صناعة في غيبوبة منذ عصور. وهذه حقيقة تجعل من السخف أن نتذكر أننا في القرن الواحد والعشرين.

أخيرا ، القطاع الاجتماعي.  

إن إغراق أولئك الذين يواجهون الصعوبات بالدينارات دون النظر في أسباب هذه الصعوبات هو كعلاج الأعراض دون معالجة المرض. إن هذا انحراف . نقصد هنا السياسة الاقتصادية ، والمبادرة الخاصة في الإطار الذي توفره الدولة ، الخ .

إن أي مجتمع ، مهما كان ، يحتاج أيضا للهواء ، إننا نقول إن المجتمع الجزائري يختنق تحت سياسة التحفظ ، والمحرمات ، وعدم الوصول إلى الترفيه و الثقافة ، وبسبب شيوع ثقافة الفساد و المال السهل . أيضا يجب معالجة أوضاع الأسرة ، و مكانة المرأة على وجه الخصوص، هذه  مفارقة تاريخية أخرى من الصعب قبولها ، إنها كما لو كنا نطلب من الجزائريين المشي على ساق واحدة فقط ...

هذه الأغلال المتعددة - والقائمة للأسف ليست شاملة -  ليست بالتأكيد بسبب عبد العزيز بوتفليقة. لقد وجدت قبل فترة طويلة وهي متأصلة في أذهان الناس إلى حد يبدو أنه من المستحيل تقريبا كسرها. ولكن ما جدوى ولاية رابعة ، إن لم يكن من أجل حل مشاكل حقيقية ؟